أول عمليات المارينز الأمريكي ضد اليمنيين في حضرموت ..تعرف على شريحة المطلوبين..ابواق المرتزقة تغض الطرف عن الجريمة
اثار تصريح محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي لقناة ” الغد المشرق” التابعة للمجلس الانتقالي، جملة من الاستفسارات المهمة في الشارع اليمني.
حيث قال بن ماضي أنه ” ليس من بين المطلوبين أي شخص مطلوب على ذمة قضايا إرهابية.”
لم يحدث أن تعرضت المنازل في اليمن، لمثل عمليات الاقتحام التي تعرضت الليلة قبل الماضية من قبل السلطات الموالية للتحالف في مدينة المكلا.
في أعراف اليمنيين يعتبر اقتحام المنازل على ساكنيها بما فيها من النساء والأطفال فعلاً مستفزاً تستنكره طبيعة المجتمع اليمني المحافظ.
لكن ما الذي دفع السلطات التابعة للتحالف على ارتكاب سابقة لم يرتكبها أحد من قبل في اليمن.
قائد-القوات-الامريكية-في-حضرموت-يعقد-اجتماعا-بالمحافظ-بن-ماضي.png
انتهاكات دخيلة تتجاوز الحدود
وعلى ضوء تركيبة الشعب اليمني المحافظة، والذاكرة الشعبية التي لم يسبق أن سجلت اقتحام المنازل على النساء والأطفال بحجة “البحث عن مطلوبين”، يمكن القول أن ما حدث في المكلا كان نتيجة دخول ثقافة سلطة جديدة لا تعرف ماهي النواميس الأخلاقية التي تسير على أساسها حياة الناس في اليمن، وماهي حدود السلطة في التعامل مع الشعب والتي قد يؤدي تجاوزها إلى ثورة تطيح بالسلطة الحاكمة.
وبحسب ناشطين من أبناء المكلا، فإن عملية المداهمة التي حدثت في ساعات متأخرة من ليلة الثلاثاء الماضي، لم تكن تستدعي كل ذلك الاستعداد العسكري، وما صاحبه من عمليات مداهمة لمنازل المدنيين الآمنين، ودون وجود أي مظاهر مسلحة تشير إلى أن المجندين الذين قاموا بعمليات الاقتحام قد يتعرضون لأي عمليات مقاومة من الأهالي العزل.
وأن الانتهاك الخطير لحرمات المنازل والتكشف على الأعراض، كانت بغرض اعتقال مواطنين من قادة تحريك الاحتجاجات المدنية المطالبة بإنهاء حالة التجويع التي يعاني منها المواطنين نتيجة الانهيار الاقتصادي الذي بات الجميع يعتقدون أنه يحدث بشكل متعمد من قبل دول التحالف ضد شعب اليمن.
قوات المارينز الأمريكي في حضرموت
ويبدو أن “سلطة المغاوير” التي تحكم مدينة المكلا، تمكنت من تحقيق “أهدافها البطولية” باعتقال مجموعة من المواطنين البؤساء الذين يطالبون بحقهم في الحياة، والذين تبين أنهم صيادين، ومعلمي مدارس، وأصحاب حرف، ضاق بهم الحال ولم يستطيعوا تأمين الحد الأدنى من الطعام والماء النظيف لأطفالهم، وسط جحيم من انهيار الخدمات وتفشي الفوضى الأمنية.
عقب واقعة اقتحام المنازل، قام قائد القوات الأمريكية في حضرموت، مايكل وينج، بعقد لقاء مع محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، وأفادت مصادر في مكتب المحافظ بأن وينج ناقش مع بن ماضي مستوى الحملة “الأخيرة لفرض الأمن ومكافحة الإرهاب” في مناطق ساحل حضرموت.
وتشير ملامح جريمة اقتحام المنازل في مدينة المكلا، والتي اطلقت عليها السلطات اسم “عملية ميزان العدل” إلى وجود الأصابع الأمريكية وراء الواقعة، حيث اعتادت القوات الأمريكية على اطلاق تسمية لكل عملية صغيرة أو كبيرة تقوم بها بغرض أرشفتها مع التداعيات الناجمة عنها، وعدم التعامل مع عملية تخوضها القوات الأمريكية باعتبار انها عملية عابرة. لا تستحق الالتفات لها.
ماذا سيحدث لو كانوا يبحثون عن “إرهابيين”
وفي إطار تحويل ساحل اليمن الشرقي، إلى جنة آمنة للقوات الأمريكية؛ دشنت الأخيرة وجودها بمحافظة حضرموت، من خلال اقتحام المنازل، وانتهاك حرمة الأسر الآمنة، بغرض “اعتقال مدنيين تظاهروا للمطالبة برفع الجوع عن كواهلهم و”ليسوا عناصر في جماعات إرهابية” باعتراف المسؤولين في سلطة حضرموت، فكيف سيكون الحال، إذا ما قررت واشنطن الادعاء بمواجهة “الجماعات الإرهابية” وهو ادعاء لا يبدو أن واشنطن ستوفره طويلاً لتبرير تواجدها العسكري في اليمن. والذي يبدو أن القوات الأمريكية على استعداد لممارسة أبشع الانتهاكات بحق شعب اليمن، قياساً بعملية اقتحام المنازل واثارة الرعب بين أهالي مدينة المكلا بحثاً عن متظاهرين مدنيين ضد التجويع.
ابواق المرتزقة تغض الطرف عن جريمة اقتحام المنازل بالمكلا