أولى لكنانة العرب أن تعود الى جمالها المعهود …بقلم/حسين العزي
-تربط بين اليمن ومصر علاقات أخوية حميمية وتاريخية متميزة جداً ، وتجمع بينهما أكثر من أي جهة أخرى رفقة نضال ، وزمالة حضارة وتاريخ ، بيد أنه لاشيء أسوأ من طعنة الرفيق وغدر الزميل ، ولا أشد وجعاً من خدش وجه التاريخ الجميل ..
لم يبدر من اليمن مايسيء لمصر ولا لأي من أشقائه العرب وبقي ذلك المتفوق في مشاعر الوفاء والإخاء نحو كل الشعوب المسلمة ، ونحو المصريين بشكل خاص .
– المصريون يدركون هذه الحقيقة جيداً ، ولهذا كان تأييد الحكومة المصرية لتحالف العدوان السعودي على اليمن مستفزاً وصادماً ربما لمشاعر المصريين قبل اليمنيين ، بل وعلى نحوٍ مستغرب ولايكاد يصدق حتى اللحظة ، لقد بدا موقفا مفاجئاً وغير منسجم البتة مع طبيعة العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين ، وفي نفس الوقت لم يكن هذا الموقف متناسبا – بالمطلق – مع مكانة وحجم ودور جمهورية مصر إذ هي – في المفترض – مصر التي يجب أن تكون أكبر بكثير من أن يراها أحد في مصاف دول البغي والكراهية ، أو في خنادق ممولي التنظيمات الإرهابية المعادية أصلا ليس لليمن وحسب ، وانما لمصر نفسها ولكل العرب والمسلمين بل وللإنسانية جمعاء.
– لقد كان موقف مصر صادماً لكل شريف يسوءه أن يرى مصر ضد اليمن ، وصادماً أيضاً لكل من يعز عليه أن يرى مصر الحضارة والتاريخ وهي تتحول إلى أداة تتحرك – بكل بساطة – وفق مزاجية منحرفة وغير سوية لدول هي مشوههة أصلاً ، ونعرف تماماً – وتعرف مصر ، ويعرف العالم – أنها مجرد كيانات طارئة على التاريخ ، وأن معظمها ليست – حتى – بعمر مسرح أو دار سينماء في شارع الهرم .
– نعم منذ البداية كان لدى الكثيرين من المراقبين شعور راسخ بأن هيبة التاريخ ستبقى تضخ الى الوجدان المصري زخات يومية من الحرج وتأنيب الضمير ، وأن هذه الوضعية – غير المريحة لشعب مصر – لن تسمح لأم الدنيا بأن تستمر في موقفها الداعم لقتل وحصار أقرب الشعوب وأحبها إلى قلبها الحزين ،، كما أن الطموح الى معالي الأمور لن يسمح لها أيضاً بمواصلة مشوار التنكر لقيم العدل والمنطق ، والمتناقض تناقضاً صارخاً مع دورها المفترض الذي لايجوز الا أن يكون بمستوى شعبها ومكانتها وتاريخها وحضارتها العريقة .. وبحسب هؤلاء المراقبين أيضاً فإن مؤشرات ودلائل العودة الى جادة الصواب باتت تتوالى وتتوارد وهذا شيء يمكن النظر اليه بإيجابية ..
•لكن ومع كل ذلك فإن الأمر – من وجهة نظر أخرى – لايبدو كافياً ، ذلك أن الشعب المصري ومعه كل الشعوب العربية التي أحبت مصر الكنانة ماتزال تتطلع بشوق الى لحظة الخروج النهائي لجمهورية مصر العربية من تحالف العدوان – المخزي جداً -على يمن الإيمان والعروبة والتاريخ ..
——-
تحيا اليمن ..
ويحيا العائدون الى جمالهم المعهود ، والخزي كل الْخِزْي لمن لايغادر مربع العدوان القذر )