أوجه التشابه بين ممارسات السعودية والكيان الصهيوني ..
تقرير / محمد محسن الحمزي ..
إن الوجدان الإسلامي الطامح إلى التغيير ، والذي تنبعث أنواره من جنبات اليمن وغيرها من بلدان العالم العربي الإسلامي .. فلا بد أن يضع نصب عينيه وفي مقدمة اهتماماته أن التغيير في بعض الأحيان لا يكون إلا بالبتر والاستئصال , وأول ما يجب على العالم الإسلامي استئصاله ، ويتحتم عليه بتره هو تلك الخلية السرطانية “إسرائيل” ، التي تسعى بكل قواها الخبيثة إلى الفتك بجسد الأمة الإسلامية ، هذه الخلية السرطانية التي ينطبق عليها الخبث السرطاني جملةً وتفصيلًا , فالخلية السرطانية تبدأ صغيرة ضعيفة ؛ فإذا ما تُركت دون استئصال أخذت في النمو والتضخم شيئا فشيئًا ، حتى يصبح داء يعجز الطب عن علاجه ؛ فتفتك بالجسم الذي تسللت إليه فتكًا شنيعًا , وهكذا هي إسرائيل حيث بدأت بمجموعات صغيرة ضعيفة من الصهاينة ؛ فأهملهم المسلمون ؛ ولم يُقّدروا الأمر حق قدره ؛ فأخذت هذه المجموعات تتحول إلى جماعات من العصابات المسلحة الإرهابية ؛ فقد تحولت مع الزمن إلى دولة مزعومة تمثل بؤرة سرطانية في وسط العالم الإسلامي , وتسعى بكل جهدها إلى التمدد والتشعب والتوسع في المنطقة ؛ حسب ما يأملون ؛ ولو وصلوا إلى مأمول أوهامهم هذه لما اكتفوا بتوسعهم القائم حالياً , ولأوغلوا في كل بلاد المسلمين على امتداد العالم بأسره ؛ ليفتكوا بأبنائهم أينما كانوا , ولهذا لابد أن يعلم المسلمون أن صلاح أحوالهم واستقامة أمورهم لا تتم إلا باستئصال هذا الورم السرطاني “إسرائيل” من جسد هذه الأمة الإسلامية ؛ وأن استئصال هذا الورم اليوم أفضل من استئصاله غدًا ، واستئصاله غدًا أفضل من بعد غد ؛ لأنه كلما ترك تضخم وتمدد وسار أقوى وأفتك ، وحينئذ يندم المسلمون ، لكن هيهات تجدي الندامة بعدما أضاعوا الفرصة من أيديهم ؛ ويؤكد هذا كله أن الكيان الصهيوني المغتصب في أطماعه التوسعية ينطلق من عقيدة محرفة استمدها من نصوصه التوراتية المحرفة ، فقد جاء في سفر الخروج إصحاح 17/14: «فقال الرب لموسى اكتب هذا تذكارًا في الكتاب ، وضعه في مسامع يشوع ، فإني سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء», وجاء في سفر التثنية 13/17: «أن إبادة اليهود للأغيار من أوامر الرب وفرائضه ، التي بدونها يتزايد غضبه وانتقامه ، فرب اليهود (يهوه) وهو خاص بها ، وهم وحدهم شعبه وأحباؤه ويعطيك الرحمة» ، ولأجل هذا فتاريخهم الأسود ملطخ بالقتل والذبح والنهب والسلب والغدر والبطش , وقد جاء أيضًا في سفر التثنية 20/10/15: «حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح ؛ فإِنْ أجابتْك على الصلح ، وفتحت لك ، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ، ويُستعبد لك .. وإنْ لم تُسالمك بل عَملتْ معك حربًا ، فحاصرْها ، وإذا دفعها الربّ إلهك إلى يدك ؛ فاضرب جميع ذكورها بحد السيف … هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا ، وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا»؛ والتاريخ يشهد بوحشية هذا الكيان المغتصب ، فقد ارتكب العديد من المجازر التي تقشعر لها الأبدان والوجدان ، ويشيب من هولها الولدان ، وأستعير كلمة الشيخ الشهيد أحمد ياسين عندما كان غاضبا على حال هذه الأمة المريضة بل الميتة: أو ما ترون أيها العرب كم بلغ بكم الحال؟!! إنني أنا الشيخ العجوز لا أرفع قلمًا ولا سلاحًا بيديّ الميتتين!! لستُ خطيبًا جهوريًّا أرجّ المكان بصوتي!! ولا أتحرك صوب حاجة خاصة أو عامة إلا عندما يحركني الآخرون لها !! أنا ذو الشيبة البيضاء والعمر الأخير!! أنا من هدّته الأمراض وعصفت به ابتلاءات الزمان!! كل ما عندي أنني أردت أن يكتب أمثالي ممن يحملون في ظواهر ما يبدو على أجسادهم كل ما جعله العرب في أنفسهم من ضعف وعجز ! أحقا هكذا أنتم أيها العرب: صامتون عاجزون أو أموات هالكون؟!! ألم تعد تنتفض قلوبكم لمرأى المأساة والوجيعة التي تحل بنا ، فلا قوم يتظاهرون غضبا لله ولأعراض الأمة ؛ ولا قوم يَحْمِلون على أعداء الله الذين شنوا حربًا دولية علينا وحوّلونا من مناضلين شرفاء مظلومين إلى قتلة مجرمين إرهابيين ، وتعاهدوا على تدميرنا والقضاء علينا !! ألا تستحي هذه الأمة من نفسها وهي تُطعن في طليعة الشرف لديها!! ألا تستحي دول هذه الأمة وهي تغض الطرف عن المجرمين الصهاينة والحلفاء الدوليين دون أن يعطفوا علينا بنظرة تمسح عنا دمعتنا وتربّت على أكتافنا !!
بمثل هذا المنطق القوي الجلي كان بيان وبلاغ الشيخ الشهيد إلى الأمة ؛ إبراءً لذمته من تخاذلها وتهاونها وتهافتها ، إنه بلاغ من يودع هذا العالم الجائر إلى فردوس رحيب من رضاء الله ورضوانه ، حيث مقامه بين من اصطفاهم للشهادة.