أهمية رفع الشعار في مواجهة الهيمنة والإستعمار الأمريكي..
“ينبغي أن نكونَ في معسكر الإسلام لا في معسكر الكفر”
تقرير / محمد محسن الحمزي..
من الضروري على الشعوبَ الإسلامية والعربية أن يقفوا بمواقف قوية وشجاعة مناهضة لأَمريكا وإسرائيل ومشروع الاستكبار والهيمنة على الشعوب المستضعفة، في وقت ساد فيه انبطاح الحكام والزعماء لأَمريكا ومؤامراتها ومشاريعها التدميرية التي استهدفت ولا زالت تستهدفُ كل الشعوبَ؛ وبمناسبة الذكرى السنوية للصرخة نستحضرُ بعض من الموقف القوية التي تفرد بها الشَّهِيْدُ القَائِد حسين بدر الدين الحوثي من دول الاستكبار العالمي المتمثلة في أَمريكا وإسرائيل ونظرته الثاقبة لمؤامرات الأعداء التي تستهدفُ الإسلامَ والمسلمين في كُلّ المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية, ومن أبرز تلك المواقف التي تفرد بها الشَّهِيْد القَائِد مواقفُه من أحداث الـ11 من سبتمبر 2001م التي كشف أعداءَ الأُمَّــة من بعدها عن المشروع الاستعماري الذي يستهدفُ الإسلامَ والمسلمين تحتَ ذريعة محاربة الإرهاب وذلك على لسان الرئيس الأَمريكي السابق جورج بوش الابن الذي خاطب العالمَ بقوله “إما معنا أو ضدنا”، فكان موقفُ الشَّهِيْد القَائِد بالرد بقوله: “ينبغي أن نكونَ في معسكر الإسلام لا في معسكر الكفر”؛ وفي أكثر من محاضرة كان الشَّهِيْد القَائِد يقول: إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر إنما هي ذريعة ستتخذُها الإدَارَة الأَمريكية لاستهداف الإسلام والمسلمين، وأثبت الواقع أن العدو الأَمريكي الإسرائيلي اتخذَ من أحداث الحادي عشر من سبتمبر ذريعةً لتنفيذ مخططاته الاستعمارية كما حدث في أفغانستان والعراق ويحدث حالياُ في اليمن وسوريا وليبيا, فمن الواجب التحرك بمسؤوليةَ في مواجهة المشروع الأَمريكي والإسرائيلي الذي يسعى العدوُّ من خلاله لإضعاف الأُمَّــة عبر احتلال البلدان والهيمنة على قرارها ونهب ثرواتها، ولابد من نشر الوعي بين أوساط المجتمع بالثقافة القُـرْآنية لكشفَ زيفَ ما تدّعيه أَمريكا من ديمقراطية وحرية وحقوق إنسان، فالخطورةَ هي استمرارِ حالة صمت الشعوب من عمالة الأنظمة العربية والإسلامية لأَمريكا وإسرائيل وَانبطاح الحكام والزعماء للمشاريع الاستعمارية التي تستهدفُ الأُمَّــة, فعندما بدأت أَمريكا حملتها ضدَّ مَن وصفته بـ الإرهاب الإسلامي ودخولها أفغانستان وتهديدها للعراق قبل أن تشنَّ حملتَها العسكرية لاحتلاله رفع الشَّهِيْد القَائِد شعارَ البراءة من أَمريكا وإسرائيل ودعوة الناس إلى مقاطعة البضائع الأَمريكية والإسرائيلية كأقلِّ موقفٍ يمكن أن يتخذَ لمواجهة هذه الهيمنة والغطرسة الأَمريكي في ظلِّ عمالة الأنظمة لأَمريكا وإسرائيل وانبطاح الحكام والزعماء لمشروع الهيمنة على شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية, فكان يمتلك رؤية وقدرة غير عادية على استشراف المستقبل واستقرائه من خلال ملازمته للقُـرْآن الكريم باعتبار القُـرْآن يكشف كَثيراً من الحقائق وَأوجد قواعدَ وثوابتَ كسُنَنٍ إلهية تكفل الله بحفظها، فالذي يستقرئ الواقعَ من خلال القُـرْآن الكريم يفهمُ الوضعَ الحالي ويفهم المستقبل، وبالنسبة للقاعدة هي صناعة أَمريكية بامتياز, فعلى الجميع الحذر والتركيز كما كان يركز الشَّهِيْد القَائِد بوصلته على العدو الحقيقي أَمريكا وإسرائيل بعيداً عن الاشكاليات الإقليمية، بل وتحدث في إطار أوسع وتكلم عن أَمريكا باعتبارها حاضنةً لإسرائيل وليست لدينا مشكلة مع الشعب الأَمريكي، إنما مشكلتنا مع الإدَارَة الأَمريكية التي تحتضنُ الكيانَ الصيهوني بظلمه وإجْــرَامه، وترعاه، وأصبحت جزء من هذا المشروع الصهيوني الذي يمارس شتى أنواع الجرائم بأبناء الإسلام والمسلمين، فإطلاق الصرخةَ في وجه الطغيان ودول الاستكبار لها دورٍ كبير في زلزلة عروش الطغيان والاستكبار, فالشَّهِيْد القَائِد كان يؤكد دائماً على أن من مصلحة الشعوب أن يكونَ لها عدوٌّ؛ وذلك لكي تتمكن من بناء نفسها والعمل على المواجهة في أي زمان ومكان، الأمر الذي يدفع إلى توحِّدُ الأُمَّــة لمواجهة العدو وهو ما حصل في اليمن حين توحّد الشعب في مواجهة العدوان الأَمريكي السعودي الظالم, وكان للشَّهِيْد القَائِد الكثيرُ من التحذيرات التي توصل إليها من خلال قراءته لواقع الأُمَّــة، وقد تحقق أمام أعيننا الكثير من تلك المخاطر التي حذّر من الوقوع فيها، فها هي اليومَ القواتُ الأَمريكية اليوم تدخل إلى اليمن وتحت ذريعة محاربة الإرهاب تماماً، كما حذر الشَّهِيْد القَائِد في محاضرة له بعنوان “خطر دخول أَمريكا اليمن”، عن إمْكَانية دخول أَمريكا اليمن واحتلالها واستغلال ثرواتها كما فعلت في أفغانستان والعراق إذا ما تحرك أبناء الشعب اليمني في مواجهة كُلّ ما يستهدفُهم من مؤامرات ومخططات تديرها أَمريكا وإسرائيل وأدواتها في المنطقة, وأكد الشَّهِيْدُ القَائِدُ في محاضرة “خطر دخول أَمريكا اليمن” أن دخولَ الأَمريكيين إلى اليمن هو بداية شر، يريدون أن يعملوا قواعدَ عسكرية في هذا البلد، وإذا ما عملوا قواعدَ عسكريةً في هذا البلد فإنه سيكونُ قرارُ البلد بأيديهم أكثرَ مما هو حاصلٌ الآن، سيحكمك الأَمريكيون مباشرةً، يضعون من يشاءون، يؤتون الملك هنا من يشاءون، وينزعونه ممن يشاءون – إن صح التعبير-؛ يسيرون الأمور في اليمن كما يشاءون, فكان الشَّهِيْدُ القَائِدُ يؤكِّدُ في أغلب محاضراته على أن الأَمريكيين ومن ورائهم اليهود إذا ما تمكّنوا من الهيمنة أو الدخول إلى أي بلد فسيكونُ دخولُهم تنفيذاً للمرحلة الأخيرة من المؤامرات التي استمرت عبر مئات السنين ومن ثم سيترتبُ على ذلك دمارٌ وخزيٌ وانتهاكٌ للحرمات وللأعراض ونهبٌ للثروات على أيدي الأَمريكيين, ومن خلال تحذيراته كان الشَّهِيْدُ القَائِدُ يدعو الجميعَ إلى التحرك لمواجهة المؤامرات الأَمريكية والإسرائيلية على أسس من المعايير والمقاييس المنهجية القُـرْآنية، محذراً من خطورةِ الصمت والقعودِ أمام الخطر الأَمريكي الصهيوني المتجه لاستهدافِ اليمنِ وشعبِه وشعوبِ الأُمَّــة.