أهمية اليقين.. من وحي المحاضره الرمضانية السادسة

 

أيها الإخوة والأخوات،

اطل اليوم علينا بدر اليقين والقمر المنير السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) ليحدثنا في المحاضره الرمضانية السادسة عن أهمية اليقين ، ومن خلال وحي وفيض كلامه المنير ندرك إن تلك القوة العظيمة التي تجعل الإنسان ثابتًا في مواقفه، وراسخًا في إيمانه، ومندفعًا بقوة في سبيل الله، دون تردد أو اضطراب , هي قوة حالة اليقين, واليقين ليس مجرد إيمان سطحي، بل هو معرفة راسخة، وقناعة تامة بالحق، وإيمان لا يتزعزع, ومن خلال كلامه نفهم عدة نقاط اساسية منها:

🔸إدراك أهمية اليقين في أداء المهام والمسؤوليات الكبرى: إن أداء المهام الكبرى والمسؤوليات العظيمة يتطلب يقينًا عاليًا، لأن اليقين هو الذي يمنح الإنسان الثقة المطلقة في الحق، ويجعل موقفه قويًّا وثابتًا مهما كانت الضغوط والتحديات, فالمؤمن حين يكون على يقين تام بعدالة قضيته، وعلى ثقة بوعد الله ووعيده، فإنه يتحرك بقوة واندفاعة لا تعرف التراجع، ولا تهتز أمام الصعوبات.

إن الأنبياء، وعلى رأسهم نبي الله إبراهيم عليه السلام، كانوا على أعلى درجات اليقين، مما جعلهم قادرين على تحمل الابتلاءات العظيمة والمضي في سبيل الله بثبات لا يتزعزع.

🔸الوعي بحقيقة اليقين: اليقين هو المعرفة الراسخة، القناعة التامة، الإيمان الراسخ، الفهم العميق، والثقة القوية التي لا يبقى معها أي مجال للشك أو الاضطراب, هذه الحالة من الثبات والسلام الداخلي تمنح الإنسان رؤية واضحة، وتجعله يستند إلى الحقائق المطلقة، فلا تؤثر فيه الشبهات، ولا تضعفه الإغراءات، ولا تهزه التحديات.

اليقين ليس مجرد كلام، بل هو حالة يعيشها الإنسان في كل تفاصيل حياته، في مواقفه، في قراراته، في تحركاته في واقعه العملي والاسري ، وفي مواجهة أعداء الله, بحيث لا يكون عنده أي شك في عدل الله وقدرته ، ولا أي تردد في تنفيذ أوامره، لأنه يدرك أن الحق معه، وأن الله ناصره لا محالة.

🔸اليقين أساس في دين الله، ومؤهل لنهضة الأمة: إن مسألة اليقين ليست مجرد أمر ثانوي في الدين، بل هي أساس الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وهي من أهم المؤهلات التي تجعل الأمة تحظى بالتوفيق الإلهي والهداية، وتؤهلها لتحمل رسالتها العظيمة في واقع الحياة.

الأمم التي تمتلك يقينًا راسخًا بآيات الله، وتثق بوعده، وتصبر على التحديات، هي الأمم التي تنهض، وتقود، وتحقق الأهداف الكبرى, أما حين يضعف اليقين، فإن الأمة تفقد موقعها، وتتراجع، وتصبح عرضة للهزائم والانكسارات.

🔸لذلك، أراد الله للمسلمين أن يكونوا على هذا الأساس: اليقين القوي بآيات الله، والثقة التامة بوعوده، والصبر في مواجهة التحديات، حتى يكونوا مؤهلين لدورهم العظيم في قيادة البشرية نحو الحق.

🔸وايضآ ركز سيد القول والفعل عن خطورة ضعف اليقين: فإن ضعف اليقين يؤدي إلى الإعراض عن آيات الله، وعدم التفاعل معها، وعدم الالتزام بها، مما يجعل الإنسان يفقد استجابته لهدى الله، ومستكبر من تقبل لهدي الله, ويبتعد عن طريق الحق, والأسوأ من ذلك، أن بعض الناس يصلون إلى حالة الخذلان التام، حيث يفقدون تمامًا القابلية للهداية، فلا يعودون يتأثرون بالحق، ولا يقبلون الموعظة، وهذه حالة خطيرة جدًّا، تجعل الإنسان في ظلمات لا مخرج منها.

فإن ضعف اليقين هو السبب الأساسي في حالة التذبذب، والتردد، والضعف في المواقف، والتهاون في المسؤوليات، وهو ما يؤدي بالأمة إلى الانحطاط والخسارة, لذلك، علينا أن نحرص على تقوية يقيننا بالله، وأن نطلب منه أن يجعل يقيننا في أفضل اليقين ، حتى نكون على بصيرة، وعلى ثبات، وعلى ثقة تامة بوعد الله ووعيده.

أيها الإخوة,
إن تركيز السيد المولى على اليقين ليس إلا لعظمتها داخل قلبه, يشرحها ويفصلها لنا من خلال تجربه عاش بها في جميع تفاصيل قراراته الحكيمه, ونستلهم من كلامه بإن اليقين هو أساس الثبات، وأساس القوة، وأساس النجاح في كل مجالات الحياة, وهو مفتاح الهداية، ومفتاح النهضة، ومفتاح النصر والتمكين, فلنحرص على تعزيزه في أنفسنا، في أسرنا، في مجتمعاتنا، وفي أمتنا، حتى نكون ممن قال الله عنهم: “وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ”، أولئك الذين لا تهزهم الشبهات، ولا تضعفهم التحديات، بل يسيرون بثقة وثبات في طريق الله وسبيله ، حتى يحققوا وعده بالنصر والتمكين.

نسأل الله أن يجعل يقيننا أفضل اليقين، حتى نكون من عباده المؤمنين الصادقين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

.🔸أحمد صلاح🔸.
🔸6رمضان1446🔸

قد يعجبك ايضا