أنصار الله ودولة المؤسسات و القانون..
صحيفة الحقيقة/صادق البهكلي
يوما بعد آخر تبرهن الحركة الأكثر شعبية و جماهيرية إنها أكبر من مجرد حركة أو تيار سياسي بل و أكبر من أن نحصرها في نسق معين أو قولبتها في أطر محددة و ضيقة الأفق لا تتسع لكل تلك الطاقة الكامنة و المتفجرة حد صنع المعجزات من لا شيئ وخلط اكداس من أوراق و خرائط الصراع بين أقطاب القوة و الثروة و التي ليست اليمن و لا الحركة الناشئة بمنأى عن خيوط مؤامراتها بحكم موقع اليمن الاستراتيجي وبحكم طبيعة الحركة النهضوية و المناهضة للامبريالية المادية التي تقودها أمريكا بنظرية المؤامرة والهيمنة على بؤر الثروة ومكامن القوة التي تمكنها من السيطرة على العالم.
لم تغفل حركة أنصار الله و هي تقدم لنا ضمانات واقعية وعملية لبناء دولة المؤسسات و القانون عن الاستماتة المطلقة في الدفاع عن الوطن من العدوان الكوني ففي الوقت الذي شاهدنا فيه الرئيس المشاط و هو يقوم باستكمال إجراءات البصمة، والمعنى هو في رغبة الحركة على تصحيح الاختلالات الوظيفية في مؤسسات الدولة وهو ما عبر عنه الرئيس المشاط بنفسه.. نعم في ذات الوقت كانت هناك بصمات أهم في ميادين الشرف ينفذها رجال الحركة بمعية أبطال الجيش و بقية أبناء الوطن الأحرار بدمائهم ومهجهم و دفاعا عن الأرض و العرض و حماية للسيادة و الكرامة غير نادمين على ما يقدمونه من تضحيات جسيمة بل يعتبرون ذلك لا مِنّه لهم فيه فهي مسؤولية وطنية و أخلاقية ودينية.. وليست هذه هي الدلائل الوحيدة بل هناك الواقع الإجتماعي والأمني يطرح بصمات أخرى على أن أنصار الله فعلا راغبون في بناء وطن حر و مستقل يتسع لكل أحلام و طموحات أبناء اليمن، فيما يظل الطرف الآخر يبرهن عكسيا على أنه مجرد عصابات جمعتها المصلحة و المال الحرام و ما يجري في عدن المدينة الصغيرة خير مثال على فوضوية من يستمدون شرعيتهم من الخارج الذي ليس شرعيا أصلاً بل هو دخيل على الأمة و على الإنسانية.. إن الشرعية الحقيقة لا يتم اكتسابها من جرجرة الخارج المتآمر لغزو الوطن و نهب خيراته بل تُستمد من الدفاع عن الوطن و حمايته من الطامعين و العمل في خدمة أبنائه ومن الشعب اليمني الحر الذي لايبيع وطنه بثمن بخس بدراهم معدودة.
لقد استطاعت حركة أنصار الله إعادة ترسيخ الهوية اليمنية وإبراز القيم الايمانية و الإنسانية للشعب اليمني بعدما أصبح مضرب المثل في الجهل و الفقر و التخلف بين شعوب المنطقة، لكن اليوم بفضل تضحيات الأنصار و إخلاصهم و عملهم الدؤوب وقدرة مشروعهم القرآني على احتواء الجميع وتشغيل كل الطاقات أصبح الشعب اليمني مضرب المثل في الشجاعة و القوة و الثبات و الصمود و الأخلاق العالية حتى في ميادين الحرب فشل الآخرون في مجاراة أخلاق و قيم و مبادئ أنصار الله ومن يقاتل معهم..
ويتبقى الإشارة إلى أنه من الصعب أن نوجز كل ما أنجزته الحركة في زمن قياسي و في ظل صراع لم يتوقف في سطور معدودة فهناك إنجازات الحركة في الجانب العسكري حيث أصبح اليمن قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اكتفاء ذاتي في تصنيع الذخيرة و السلاح الخفيف بكل أنواعه و الطائرات المسيرة و الصواريخ و ما الى ذلك و فيما لو توفرت عوامل الأمن و الإستقرار لأصبح اليمن أفضل من الواقع بكثير بكثير و يبقى ان نكون جميعا في صف المصلحة العامة و من أجل الوطن وله لا من أجل المصلحة فيكفي اليمن ما عاناه ويعانيه من سياسة إقطاعية وبرجوازية النظام السابق..