في الوقت الذي يجري فيه التنسيق بين قوات صنعاء ومحور المقاومة على أعلى مستوى استعداداً للرد على الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة، لمّحت الولايات المتحدة، أمس، إلى دور لحركة «أنصار الله» في الهجوم الذي استهدف قاعدة «عين الأسد» الأميركية في غرب العراق. وإذ اعترفت واشنطن بسقوط جرحى في صفوف قواتها المتمركزة في القاعدة، خصّصت وسائل إعلامها مساحة لتغطية الغارة الجوية التي شنتها القوات الأميركية، الأسبوع الماضي، على المقاومة العراقية في بابل. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الغارة استهدفت قيادياً في حركة «أنصار الله» أثناء وجوده في العراق، ويدعى حسين مستور الشعبل. ومع أن صنعاء لم تنفِ أو تؤكد تلك المزاعم، إلا أن حديث الأميركيين عن استهداف قيادي في الحركة، في هذا التوقيت، يحمل، وفق خبراء، تلميحاً إلى دور يمني في الهجوم على قاعدة «عين الأسد».من جهتها، ذكرت مصادر مطّلعة في صنعاء أن استهداف قواعد الاحتلال الإسرائيلي البحرية في البحر المتوسط، أول من أمس، يمثل إحدى العمليات الاستباقية للرد الكبير على الاغتيالات في بيروت وطهران. وأشارت إلى أن الكيان هدف متاح للعمليات اليمنية – العراقية – اللبنانية، وأن الهجوم الذي جرى على قاعدة للاحتلال في الخليج بين حيفا وعكا، لا يخرج عن نطاق التهيئة للرد القادم والواسع. ولفتت صحيفة «الجيش اليمني» في صنعاء، بدورها، إلى أن اعتراف إسرائيل بالعمليات المشتركة للقوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية العراقية في البحر المتوسط، يؤكد مدى جدوى تلك العمليات وأثرها على العدو.
استهداف قواعد الاحتلال في «المتوسط» يمثّل عملية استباقيّة للردّ الكبير
واعتبرت ما نقلته صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية عن تمكّن المقاومة العراقية والقوات اليمنية من استهداف سفينة كانت تحمل مواشي أثناء توجّهها إلى ميناء حيفا في المتوسط أواخر الشهر الماضي، اعترافاً متأخراً يعكس مخاوف الكيان من الرد الكبير. وكانت الصحيفة قد أكدت إصابة سفينة «شورثورن إكسبرس» أثناء توجهها إلى ميناء حيفا بهجوم يمني – عراقي مشترك في الثالث والعشرين من الشهر الفائت، وسط تكتّم إسرائيلي على العمليات اليمنية في البحر المتوسط. وأكد «مركز بيانات الصراعات المسلحة»، من جهته، في تقرير صادر عنه الشهر الماضي، أن الهجمات اليمنية العراقية المشتركة «أثّرت بالفعل على الشحن في شرق البحر الأبيض المتوسط»، مشيراً إلى أنه «تم رصد إحدى السفن المستهدفة، وهي ناقلة المنتجات الكيماوية والنفطية (والر)، وهي تقوم بإيقاف تشغيل نظام التعريف التلقائي الخاص بها أثناء وجودها في المياه المحيطة بحيفا لإخفاء مسارها نحو إسرائيل». وبالتزامن مع تعزيز البحرية الأميركية دفاعاتها في شمال البحر الأحمر وقبالة سواحل فلسطين المحتلة لحماية إسرائيل من الرد، كثّفت قوات صنعاء البحرية عملياتها الهجومية ضد السفن العسكرية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن، بشكل لافت، خلال الساعات الماضية. ولأول مرة منذ أشهر، شهد البحر الأحمر أوسع هجوم بحري استخدمت فيه الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية والزوارق العسكرية غير المأهولة. واعترفت البحرية الأميركية بالهجوم الأخير ووصفته بالخطير، مؤكدة في بيان صادر عن «القيادة المركزية الأميركية» على منصة «إكس»، أنّ سفنها تعرّضت لهجوم واسع يعدّ الثاني منذ مطلع الأسبوع الجاري، زاعمة تصدّي قواتها البحرية لأربع طائرات مسيّرة وصاروخ، بالإضافة إلى زوارق مسيّرة، وذلك أثناء تنفيذ قوات صنعاء هجوماً بحرياً، زعمت أنه طاول سفينة. إلا أنّ مصدراً عسكرياً مطّلعاً في العاصمة اليمنية قال، لـ«الأخبار»، إن كلّ العمليات العسكرية التي تستهدف بوارج وسفناً عسكرية معادية تابعة لتحالف «حارس الازدهار» لا تعلن في الغالب، إلا أنها تأتي في إطار الضربات الاستباقية التي توجّهها صنعاء قبيل أي عملية واسعة ضد إسرائيل. وأشار المصدر إلى أن عمليات القوات اليمنية مستمرة، وذلك في إطار حرب الاستنزاف التي تديرها وتمكّنت من خلالها من تحييد البوارج والمدمّرات الأميركية، ومنعها من القيام بأيّ أعمال مساندة للكيان الإسرائيلي.