أنا خير منه ..عابد حمزة
تعجبت الملائكة من خلق الله لآدم عليه السلام وتساءلوا جميعاً {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} فكان الجواب عليهم حاداً وقاطعاً {إني أعلم ما لا تعلمون} ولم يقتصر الأمر عند هذا الجواب بل أمرهم سبحانه وتعالى بالسجود لآدم فسجدوا إلا ابليس استكبر وقال {أنا خير منه} فكانت النتيجة أن دفع ثمن هذه الكلمة الخبيثة وطرد من رحمة الله وما أكثر الذين يدفعون من الإنس والجن ثمن هذه الكلمة التي يعتمد عليها إبليس بشكل رئيسي في إغوائه لبني آدم يعد الإنسان ويمنيه ويصور له بأنه شخص عظيم وإنسان فوق الجميع يجب احترامه وطاعته والتسليم له وهكذا يستدرج الإنسان حتى يصبح إنساناً خبيثاً مثله لا يقبل بهدى ولا يسلم للأولياء ومن هم امتداد لخلافة الله في أرضه والسبب أن الشيطان قد استدرجه إلى مربع الكبر وصبغ نفسه بنفسية الشيطانية التي اعترضت على حكمة الله في جعل آدم عليه السلام خليفة له في الأرض
إن من يتأمل آيات الله يدرك هذا ويعرف بأن منبع الضلال والفساد وأساس مشكلة الصد عن دين الله هو الكبر والبغي والحسد ولنا في التاريخ شواهد كثيرة فمثلاً عندما يقول الله سبحانه وتعالى {إن الله اصطفى ءادم ونوحا وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين} فهذا يفيد بكل وضوح أن الاصطفاء لله وأنه سبحانه اصطفى آدم وآلـ إبراهيم وآلـ عمران دون غيرهم من العالمين ولو نأتي لنستعرض حياة نبي الله إبراهيم عليه السلام, وما منحه الله من فضل لعرفنا بعضاً من أسرار حكمته سبحانه وتعالى بخصوص خلافته في أرضه ألم يقل الله عنه {إن إبراهيم كان أمه} أمة في ماذا.؟ أمة في تقواه وتدينه ورحمته وعفته وطهره وفوق هذا شعوره بالمسؤولية وحرصه على هداية الناس كان سلام الله عليه ولياً من أولياء الله, ومعروف عن أولياء الله أن الله يحبهم ويتولاهم ويستجيب لدعائهم لهذا فقد طلب من الله عندما أعلمه بأنه سيجعله إماماً للناس أن يجعل في ذريته النبوة والخلافة ووراثة الكتاب فاستجاب الله لدعوته ولم يستثن منهم إلا الظالمين, ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا لم تخرج ولاية الله من ذرية هذا النبي العظيم, جاءت أولاً في عقبه من بني إسرائيل, فجعل منهم الأنبياء والأولياء والهداة وآتاهم الملك والحكم والنبوة ووراثة الكتاب وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً , لكنهم كفروا بنعمة الله وقتلوا الأنبياء والرسل وحرفوا الرسالات وطغوا وظلموا وتكبروا وبغى بعضهم على بعض فانحطت أنفسهم وخبثت وتدحرجت إلى الأسفل إلى حياة الذلة والمسكنة وسلبهم الله كل ما كان قد منحهم إياه من الملك والنبوة ووراثة الكتاب, وانتقلت منهم إلا أن إمامة الناس ظلت في الدائرة المخصوصة , فقط انتقلت من ذرية نبي الله إسحاق إلى ذرية أخيه إسماعيل عليه السلام وللموضوع بقية