أمريكا وجرائمها اثناء عام 2017 والملف الأسود في خاتمته..
لو تتبعنا السياسات الامريكية في العام المنصرم 2017 وما قامت به في منطقة الشرق الاوسط أو اوربا أو شرق آسيا يمكن القول وبكل جرأة بأن هذه السياسات وعلى مر التاريخ تتطور يوماً بعد يوم نحو العنف الاكثر والعنصرية الاكبر والاطماع الاستعمارية الاوسع وايجاد الفتن والحروب في المناطق التي تحط الرحال فيها.
في العام 2017 قامت امريكا بدعم كبير للتيارات الارهابية والتكفيرية في مختلف مناطق العالم كسوريا والعراق ومصر وليبيا ودعمت بلدان لا تعرف الديمقراطية على الاعتداء على بلدان اخرى وقمع شعوبها كما دعمت السعودية في حربها على اليمن والبحرين في قمعها للتظاهرات السلمية وقامت بالتحرش بكوريا الشمالية في مسعى منها لاشعال حرب نووية وتدخلها في افغانستان ودعمها للتيارات الارهابية وتركت بصمتها الواضحة في نشر الفساد والبغاء في الفلبين واندونيسيا وماليزيا وغيرها من المسائل والفضائح والجرائم التي يندى لها جبين الانسانية.
جرائم امريكا في العالم لا يمكن احصاءها لكثرتها ولدمويتها وللغطرسة التي تمارسها في كل بقعة تحل فيها ضيفاً غير مرغوباً به ولكن ما يمكن الاشارة إليه وبشكل ملفت هو الصلافة والوقاحة التي تتمتع بها الحكومة الامريكية من ادعائها الدفاع عن حقوق الانسان ونشرها للديمقراطية التي تفتقر إليها حتى في داخلها فكيف تحاول تسويقها للآخرين (فاقد الشيء لا يعطيه)، قد يخالف البعض هذا الرأي ولكن هذا هو الواقع وإلا فإنهم يعتبرون مخدوعين وبشكل فاضح بما تقدمه لهم امريكا من حلوى مسمومة مذاقها حلو ومظهرها جميل ولكنها تقتلهم ببطئ وتسلبهم عقولهم ووجدانهم ووعيهم قبل أن تفقدهم حياتهم في نهاية المطاف.
هذا هو الخط والمنهج الذي انتهجته امريكا ورسمه لها اللوبي اليهودي الاسرائيلي على مر العقود الماضية بعدما استولى اللوبي الصهيوني على اغلب مفاصل الحياة والسياسة الامريكية فلم يعد هناك شيء يمكن تمريره من شأنه أن يكدر الخاطر الاسرائيلي أو يتعرض للمنافع الصهيونية او حتى يمر مروراً على ما يخدش راحة البال التي تتمتع بها اسرائيل من ناحية امريكا، وعليه فيجب أن تكون امريكا في خدمة المشروع الصهيوني جملة وتفصيلاً حتى لو اقتضى ذلك أن يتم اشعال حرب كونية أو القضاء على بلدان بأكملها أو ابادة شعوب بأسرها، المهم أن تنعم اسرائيل بالامن وأن لا تتضرر المصالح الاسرائيلية في المنطقة أو في العالم.
جميع الرؤساء الامريكان وطيلة السنوات الماضية لم يكونوا سوى مهرجين “ارگوزات” يتم تحريكهم وفقاً لما تشتهيه وتقرره اللوبيات الصهيونية، بالطبع هذا لا ينفي بأن هذه التحركات كانت فيها فوائد لامريكا ايضاً من الناحية العسكرية والاقليمية والسيطرة على مصادر الطاقة والاقتصاد والتجارة وسلب ونهب خيرات البلدان لمصلحتها ولمصلحة نغلها المدلل “اسرائيل”.
سيبقى الشعار العالمي على لسان جميع المستضعفين والذين تضرروا من السياسات الامريكية والاستعمار والنهب والسلب الذي قامت به امريكا (الموت لأمريكا) يصدح عالياً حتى يتم القضاء على الشيطان الاكبر واذنابه في العالم والمنطقة قريباً جداً.
الكاتبة العراقية ـ زهراء العلي