أمريكا والمرتزقة.. والهدنة «المفخخة»!!

مطهر الأشموري

أحد التصريحات الأمريكية حول اليمن يقول إن إلحاق الهزيمة «لمليشيات الحوثي» لن يتحقق إلا من خلال القوات اليمنية على الأرض.

طبعاً المقصود بقوات يمنية على الأرض مجاميع المرتزقة والخونة والعملاء كأطراف أطياف ما تسمى «شرعية».
مثل هذا التصريح لا أراه إلا تكتيكاً اميريكياً ستنكشف حقيقته واستحقاقاته في قادم الأحداث والتطورات أو هو مجرد انعكاس لواقع ووقائع الفشل الذريع والانكسارات الأمريكية المذلة في البحرين الأحمر والعربي..
ولهذا فإني أرى أن أمريكا لا تثق حقيقة ولا واقعياً في تأثير يعتد به المجاميع المرتزقة والخونة والعملاء، والمسألة ليست غير تكتيك أو تخريجات للهروب من واقع عجز وفشل أمريكي.
تفعيل مثل هذا «التكتيك» وعلانية تبني أمريكا والكيان الصهيوني مجاميع الخونة والمرتزقة قد يكون من أهدافه تبرئة النظامين السعودي والإماراتي في ظل توقع يجمع عليه بأن رد فعل اليمن على تفعيل هؤلاء سيكون حتماً القصف لقطاع الطاقة في البلدين وهو حريق قد يمتد ويتمدد إلى بلدان أخرى.
ولهذا فإعلان أمريكا والكيان الصهيوني أنهما وراء هذا التفعيل قد يكون هدفه إبعاد النظامين السعودي والإماراتي من استهدافهما يمنياً، ولكن ذلك مستبعد ويستحيل قبوله أمريكياً.
إذا أمريكا نجحت في ظروف مختلفة في فرض هدنة لم يكن يريدها الطرف الوطني الذي تمثله صنعاء فإنه يستحيل نجاح أمريكا والصهاينة في تجنب السعودية والإمارات القصف في حالة العودة لاستعمال المرتزقة والعودة إلى أفشل الشعارات التي رفعت «قادمون يا صنعاء».
وإذا كنت من الذين رفضوا القبول بالهدنة الأمريكية «المفخخة» فإني أقول بأن الخطيئة الأكبر من خطيئة قبول الهدنة الأمريكية هو في عدم قصف السعودية والإمارات في حال تفعيل أدواتهم من الخونة والعملاء وبواجهة مباشرة هذه المرة لأمريكا وإسرائيل.
أثق بأن أمريكا ستتحرك بشكل مباشر وعبر شركاء لها لضمان عدم قصف السعودية والإمارات وإن وصلت لتطمينات أو ضمانات من صنعاء فسيتم بعدها تفعيل مجاميع المرتزقة والخونة.
أمريكا ظلت بوساطات ووسطاء تطلب من إيران عدم الرد على استهداف «هنية» في إيران وأمريكا مقابل ذلك ستوصل العمل مع الأطراف إلى إيقاف الحرب على غزة، ثم فاجأتنا أمريكا والصهاينة بحرب «البيجر»، ثم اغتيال قيادات حزب الله وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله.
لو لم تقبل إيران هذا الفخ والتكتيك الأمريكي وردت على الكيان الصهيوني ما كان سيتمكن من اغتيال قيادات حزب الله ولذلك فإن إبعاد السعودية والإمارات من القصف والاستهداف اليمني هو فخ وتكتيك أمريكي آخر، يمكن ومن هذا المنطلق فإننا نحذّر القيادة الثورية والسياسية في صنعاء من الوقوع في مثل هذه «الخطيئة» وبما يترتب على مثل ذلك من نتائج وتبعات.
لا أستبعد أن يدفع بإيران أو حتى روسيا والصين للوصول إلى تطمينات أو ضمانات من صنعاء بعدم قصف السعودية والإمارات في حال تفعيل حرب جديدة بالعملاء والمرتزقة، وعلى صنعاء أن لا تكرر خطايا عبد الناصر قبل حرب 1967م، ولا إيران قبل اغتيال أمين عام حزب الله.
في أي حرب جديدة فالأولوية وطنياً وشعبياً هو قصف السعودية والإمارات، وفي ذلك علينا أن لانقبل أي وساطة أو وسطاء حتى لو جاءت إيران وروسيا والصين .
أقول لقيادتنا الثورية والسياسية الوطنية أنها إن خضعت لأي ضغوط في هذه المسألة فتلك خطيئة وذلك هو الخطر باحتمالاته القريبة أو الأبعد، ولا أعتقد أننا بحاجة للقول بما هو أكثر من ذلك أو اعمق!!.

قد يعجبك ايضا