أمريكا تواصل تحَرّكاتها التصعيدية في اليمن تزامناً مع إرسال قوات إضافية إلى المنطقة
تواصلُ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية تحَرّكاتِها العدوانيةَ في المحافظات المحتلّة، التي تشهدُ أزمةً معيشيةً متصاعدةً؛ نتيجة إجراءات الحرب الاقتصادية التي تديرها واشنطن بشكل مباشر، ولكن يبدو أن معاناة المواطنين ليست الهدف الوحيد للتحَرّكات الأمريكية هناك، إذ حملت زيارة جديدة للسفير الأمريكي إلى محافظة عدن المحتلّة مؤشراتِ توجّـهات أُخرى في مسار استهداف أمن واستقرار البلد.
وأفَادت وسائل إعلام المرتزِقة بأن السفيرَ الأمريكي، ستيفن فاجن، وصل، الخميس، إلى محافظة عدن المحتلّة وبالتحديد إلى قصر معاشيق، على متن مروحية عسكرية أمريكية يعتقد أنها انطلقت من إحدى البارجات الأمريكية المتمركزة في البحر.
وبحسب وسائل إعلام المرتزِقة فَــإنَّ السفير وصل برفقة وفد مرافق، ترجح مصادر أنه يتضمن عدداً من الضباط الأمريكيين، خُصُوصاً وأن الزيارة -التي حاولت السفارة الأمريكية وحكومة المرتزِقة التكتم عليها رسميًّا- جاءت بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن نشر المزيد من قواتها وسفنها الحربية في المنطقة.
هذا أَيْـضاً ما أكّـده استدعاءُ السفير الأمريكي لما يسمى مدير أمن عدن، المرتزِق مطهر الشعيبي، للقاء به في قصر معاشيق، حَيثُ قالت وسائل إعلام المرتزِقة إن اللقاء تناول مناقشة جوانب أمنية؛ وهو الأمر الذي يعزز العلاقة بين الزيارة وبين قرار نشر قوات أمريكية إضافية في المنطقة.
وبرغم أن السفارة الأمريكية أشَارَت في وقت لاحق إلى زيارة السفير “فاجن” لعدن، لكنها تكتمت عن هذا اللقاء، ونشرت عن لقاء آخر جمع السفير بما يسمى وزير الكهرباء بحكومة المرتزِقة، في محاولة لخلقِ هدف مضلِّل وزائف للزيارة؛ باعتبار أن عدن تشهد أزمةً كبيرةً في الكهرباء.
ويعني ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزمُ نشرَ جزء من قواتها الإضافية في محافظة عدن المحتلّة؛ وهو ما لن يكون مستغرَبًا بالنظر إلى تأريخ التواجد العسكري الأمريكي في المحافظة، حَيثُ تركز الولايات المتحدة منذ سنوات على تثبيت وتوسيع تواجدها في محافظة عدن المحتلّة لاستغلال موقعها في تعزيز الانتشار على مستوى المنطقة بأكملها.
وتضم القوات الإضافية التي ستنشرها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، آلاف الجنود، ومقاتلات حربية، وعدة سفن حربية مجهزة بمعدات متنوعة، وقد قالت سابرينا سينغ المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن إرسال هذه القوات والمعدات يأتي لتعزيز “المراقبة على مضيق هرمز والمياه المحيطة”؛ وهو ما يجعل المحافظات الجنوبية اليمنية المحتلّة في دائرة انتشار القوات الأمريكية، بما في ذلك عدن.
ويرى مراقبون أن محاولةَ السفارة الأمريكية وحكومة المرتزِقة التكتم على زيارة السفير فاجن والوفد المرافق له، وعدم إعلانها رسميًّا، يؤكّـد أن هذه الزيارةَ تنطوي على إجراءات تعزز وجود القوات الأجنبية في المحافظات المحتلّة التي تضم بالفعل عدةَ قواعدَ عسكرية للقوات الأمريكية والبريطانية.
وخلال الفترات الماضيةِ، أرسلت الولايات المتحدة العديدَ من الضباط والجنود إلى المحافظات المحتلّة ضمن مسار تصاعدي يشمل أَيْـضاً تعزيزَ وجود قطعها الحربية في المياه الإقليمية اليمنية، تحت العناوين تضليلية متنوعة منها “مكافحة الإرهاب” و”مكافحة التهريب”، وهي نفسُ العناوين التي أكّـدت وسائلُ المرتزِقة أن السفير الأمريكي ناقشها خلال زيارته الأخيرةِ إلى عدن.
وسيُمَثِّلُ إرسالُ المزيد من القوات الأمريكية إلى اليمن مؤشرًا إضافيًّا على تمسك الولايات المتحدة بخيار التصعيد والإصرار على مواصلة استهداف أمن وسيادة الجمهورية اليمنية وإفشال جهود السلام.
المسيرة