أمريكا، التاريخ الأسود والسيرة والمسيرة المليئة بالدماء والوحشية..
إن المتتبع للتاريخ الامريكي الاسود سوف يجد نفسه أمام تاريخ حافل بالدماء والقتل والاستعمار فهذه الدولة لم تبنى إلى على اجساد الشعوب وجماجم الأبرياء ودماء المستضعفين.
فمنذ تأسيس امريكا واكتشافها من قبل كريستوفر كولومبس وإلى يومنا هذا لم نسمع من امريكا سوى أنها قتلت الشعب الأصلي وهم الهنود الحمر، واغتصب الاراضي من سكانها الاصليين واجتاحت البلدان واستعمرت الدول وتذرعت بحقوق الانسان لتدمر الاوطان وشاركت في الحروب المختلفة لتوسع رقعة نفوذها وتسلب الخيرات من الدول النائية والمستضعفة.
امريكا التي تدعي بأنها قوة عظمى لم تكن يوماً عظمى إلا من خلال استخدامها لاسلوب رعاة البقر الهمج الرعاع الذين لا يعرفون سياسة ولا منهجاً سوى القتل والسلب والنهب وهتك الاعراض والتسلط على رقاب الآخرين نفس الاسلوب في الجاهلية وقبل الاسلام ونفس الاسلوب الذي ينتهجه حكام الوهابية واليهود.
ولو اردنا أن نختصر تاريخ امريكا في حقب مختلفة فيمكننا أن نبدأ بالحرب على الهنود الحمر والجوائز التي كانوا يضعونها لعدد جلود الرأس التي يسلخها الجنود بعد قتلهم للهنود الحمر (قمة الهمجية)، وننطلق إلى العنصرية والعبودية التي كانوا يستخدمونها ومازالت آثارها إلى اليوم ضد السود وما يسمونه (الزنوج) ومروراً بالحرب الداخلية فيما بينهم (قوات الشمال وقوات الجنوب) والدماء التي اُريقت والأنفس التي اُزهقت (لا يرحمون حتى ابناء جلدتهم) ونأتي إلى تاريخهم الاسود في استعمار البلدان المختلفة وتسلطهم على رقاب المستضعفين حتى نصل إلى جرائمهم في الحربين العالمييتين وما ارتكبوه في اليابان وقنبلتي مدينتي هيروشيما وناكازاكي وفي فيتنام وحرق الناس وهم أحياء واطلاق النار على النساء والأطفال أم بتبديلهم الفلبين إلى مركز دعارة لجنودهم ومحلاً لتجارة الجنس وانتهاءاً إلى مساعدتهم وتحريكهم لصدام في حربه على ايران ودعمه بالاسلحة الكيمياوية والبايلوجية ومختلف الاسلحة حتى حرب الخليج واستعمار العراق وفتنهم في سوريا واليمن والبحرين وفي كل بقعة من بقاع الأرض.
حينما دخلت امريكا إلى افغانستان حولتها إلى مجازر بشرية يندى لها جبين الانسانية واثارت فيهم النعرات الطائفية والاثنية والقومية والعشائرية وزرعت فيهم تنظيم القاعدة الارهابي ومدته بجميع الامكانيات ليكون ذارعها ضد الاتحاد السوفيتي ثم خرج من تحت سيطرتها ولكنها استمرت في دعمه وامداده حتى احكم براثنه في المنطقة وامتد يوماً بعد يوم لتتسع رقعة نفوذه في اغلب دول المنطقة.و
ومن بعد القاعدة خلقت داعش واذرعه المختلفة وتسلطت على العراق وبلاد الشام وتاريخ حربها في العراق لا يمكن نسيانه ولا حذفه من سجل التاريخ وذلك لانه سالت فيه الكثير من الدماء واُزهقت فيه الكثير من الأرواح وسُلبت فيه الكثير من الخيرات فقد امتص الامريكان جميع خيرات العراق ابتداءاً بالآثار ومروراً بمخزون الذهب والمعادن المختلفة وانتهاءاً بقتلهم للنفس البشرية وحلهم للجيش والمنظمة الامنية الذي خلق فراغاً امنياً مهد لدخول الارهاب الذي جلبوه من شتى بقاع الأرض ليستقر في العراق وما زال يضرب في كل حين تحت اشرافهم.
ثم انتقلت برامجهم إلى ليبيا وسوريا وعاثوا في الأرض الفساد وكل يوم نسمع عن مجزرة جديدة يكون للجيش الامريكي يد فيها أو اشراف عليها.
ومشاركته وتحريكه للسعودية في حربها على اليمن وحصول هذه المآساة الإنسانية التي لم يسبق لها نظير حيث وصل عدد المصابين بالكوليرا بسبب الحصار الامريكي السعودي الجائر ما يقارب الأربعمائة ألف شخص أغلبهم من الأطفال، كل هذا وتدعي امريكا أنها تدعو إلى رعاية حقوق الإنسان وتحتضن المنظمات الحقوقية على أرضها!!!
أي حقوق وأي انسان هذا الذي تدافع عنه امريكا؟!
حقوق الظالمين وإنسانية الجبابرة؟!
أم حقوق الحكام وإنسانية القتلة؟!
هذا هو تاريخ امريكا الاسود وسلطتها وجبروتها وعظمتها التي بنتها على جماجم الأبرياء ودماء الشعوب، ومع الاسف مازال الكثيرون مخدوعون بهذا البهرج الخداع الذي تحيط بها نفسها من الخارج ولكنها من الداخل خاوية لا يمكنها أن تصمد من دون استعانتها بالخارج وسلبها ونهبها لخيرات الآخرين.
اليوم نراها تقف جنباً إلى جنب مع جميع المستكبرين والظلمة والطواغيت فهي تدعم اسرائيل بكل ما اوتيت من قوة وتقف خلف السعودية في حربها على اليمن وتدعم ملك البحرين في قمعه لشعبه وتشجع وتدعم المنظمات الارهابية وتدربها في سوريا وتحرك الاطراف المتنازعة والارهاب في العراق وتثير النعرات والقوميات والاختلافات في ليبيا وهكذا في كل مكان.
هذه هي أمريكا التي آن الأوان أن تزول ويزول بهرجها ويُفتضح أمرها.. هذه أمريكا التي تعتاش كالبعوض على امتصاص الدماء، هذه امريكا التي تموت إذا انقطعت عنها امدادات الشرق الأوسط من السلب والنهب، هذه أمريكا التي ومن أجل أن تحتل البلدان تفتعل التفجيرات والقتل وهتك الأرواح ضد مواطنيها لتتهم بها المسلمين وتحتل بلدانهم، هذه أمريكا التي ترفع شعار الديمقراطية ولكنها تمثل الاستعمار والهمجية والاستكبار.
لقد قال عنها الامام الخميني الراحل رحمة الله عليه بأنها الشيطان الأكبر ولا يمكن الوثوق بها أو الاطمئنان إليها مهما طال الزمن وتبدلت الادوار فيها وذلك لأن سياستها قائمة على اسلوب السلب والنهب وقطاع الطرق.
الكاتب العراقي ـ علي البدراوي