ألف يوم!
عين الحقيقة/د/مصباح الهمداني
تعوَّدنا منذ ألف يوم، أنَّ رأسُ الإجرام والعمالة والخيانة سلمان، يرسلُ لنا مرتزقته ودواعشه سواءً من الجو أو البر أو البحر، لكن الأمسَ كان استثنائيًا بكل ما للكلمة من معنى.
استثنائيٌ من حيث الزمان، والهدف، والمكان.
بالأمسِ استطاعَ الماردُ اليمني، أن يُمسِكَ برأسِ الحية، ليضربها بمطرقةٍ قوية، في عقرِ دارها، وفي مخبئها المُحصَّن.
كانتِ الحية الرقطاء، في اجتماعٍ مع عبيدها الصغار والكبار، في حفلةِ توزيعَ الميزانية، والتي أصبحَ ترامب له في كل غنيمةٍ نصيبُ الأسدُ؛ سواءً قبلَ أوبعدَ أوعند تقسيم تلكَ الكعكة السنوية، فيما الغائبُ الأكبر هو ذلك الشعب الذي ألحقوه ظلمًا وعدوانًا بجدهم المؤسس، والذي أصبحَ يَسكُنُ في بيوت الصفيح، ويقضي معظم يومه في تسجيل المُناشدات للملكِ والأمراء على وسائل التواصل الاجتماعي.
بالأمسِ اهتزَّتِ بقايا العقُول الزهايمرية، وتدحرجت الدببة خوفًا وهلعا، وبكى من بكى، وقضى نحبه من قضى ؛ من شدَّةِ الصفعةِ اليمانيةِ التي وقعت على وجه كبير العُملاء الأشرار وزبانيته الصغار.
لقدْ شعرَ كلُّ مجاهدٍ، وأسير، ومواطنٌ وجريح، وكلِّ مكلوم ويتيم، وكل أسرةٍ نالها الهَدم؛
بأن أياديهم لا الصاروخ؛ هي التي سدَّدت الصفعَات، وأنَّ قبضاتُهم هي التي صوبت اللكمات، في وجه ملكِ وأمراء الكابريهات.
لقدْ أحسَّ كل يمني بالفخرِ والعزةِ والكرامة والإباء، وتمنى لو أنه يقابلُ القائدَ ويقبِّلُ يديه، ثم يُقابلُ أشبالَ التصنيع العسكري، ويُقبلُ أقدامهم.
لا أبالغُ إن قلتُ لكم أنها معجزة، من أين ما جئتَها تُبهِرُكَ أكثَر؛ فإن رأيتَ المُحللين وجدتَ تخبطهم وارتباكهم، وإن لمحتَ الأمراءَ وجدتَ رُعبًا وخوفًا يُمشِّطُ كل نظراتهم المذعورة، ووقفاتهم المرتعشة، وإن تابعتَ ردودَ فعلِ البُسطاء (السعاودة) فتنبؤك كأن القيامةَ قد قامتْ.
ولم تكُنِ المعجزةُ في الصاروخِ؛ بلْ في كل زاويةٍ من زوايا الأمرِ برمته.
فلَمْ تنتهي أمريكا بعدُ من تشريح صاروخ مطار خالدعبد العزيز، والذي أنكروه أيامًا، واضطروا بعدها للإعترافِ وعلى الملأ، ومِن أمريكا نفسها..
فإذا بصاروخٍ جديد يضربُ قصرَ اليمامةِ بدقةٍ متناهية، يأتي من بلدٍ اجتمعت عليه 17 دولة ومن خلفها 30 دولة، وعلى الأرض العشرات من منظمات الارتزاق، وبعد حصارٍ بحري وجوي وبري. أيُّ معجزةٍ هذه، وأيُّ سِرٍّ هذا!
من عَلَّمهُم؟ من سدَّدَ ضربتهم؟ من أوصَلَ صاروخهم إلى هدفه؟ من أفشَلَ صواريخ الباتريوت التي انطلقت من أكثر من 23 مدينة وقاعدة؟ من ؟ ومن؟ وألف ألفِ مَنْ؟
لاشكَّ أن الملكَ الخرِفَ قد لعنَ العسيري ألفَ مرة؛ ذلك العبد الذي جعلوه ناطقًا رسميًا لعاصفتهم العدوانية، والذي قال لهم في أولِ مؤتمرٍ صحفي (أننا قضينا على جميع صواريخ سام اليمنية)، وبعد أسبوعٍ بشَّرهم بإخمادِ اليدِ الطُّولى لصواريخِ اليمنِ كلها ، وكذَبَ عليهم مرارًا وتكرارًا حتى أقالوه بعدَ أن أدركوا أنه كاذبٌ يبيعهَم الوهم.
ولا أدري كم منَ الصَّفعاتِ سيتلقَّاها ذلك البرميل الناقِص؛ مِنْ الملكِ والأمراءِ النَّاجينَ من مقبرةِ اليمامة، وهوَ الذي بشَّرهم مرارًا وتكرارًا بأن (الحوثيين في الرمقِ الأخير).
كم من الركلاتِ والتفلات التي سيبتلعها برميل القمامة القابِعِ في فنادقِ الرياضِ لثلاثِ سنواتٍ بلا حياءٍ ولا كرامةٍ ولا عزة، والمُسمى زورًا وبُهتانًا رئيس.
لقد طارَ صاروخ بركان اليماني حاملاً معه دعواتُ الملايين ممَّن حاصرهم سلمان الشيطان،
وحاملاً معه عشرات السجِلاَّت لآلاف المساكِنِ المدمرة فوق ساكنيها، ولآلاف اليتمامى الذين فقدوا أهاليهم، ولآلاف المزارع والطرق والجسور والمدارسِ والمستشفيات.
لقد حمَلَ الصاروخُ معه جبالاً من الألمِ، وسيولاً من الدموع، وبحارًا من الدماء، ولولا أنَّ معه دعواتُ الملايين، ومظلوميةَ المُستضعفين؛ لما استطاعَ حملَ ذلكَ كله، ولسقطَ بينَ يدي مُطلقيه.
لقد قالوا عنه ما قالوه عن أخيه بالضبط وإنَّهُم لكاذبون، فقد ظهرَ الأخ السابق في أمريكا بكاملِ عافيته، ولم يعترضه أو يمزقه أحَدْ وقامَ بواجِبه حتى سمِعت به الدنيا، ومازالَ صداهُ يتردد، فكيفَ الحالُ بالثاني وهو يعانق القصر، ويستهدِف كبارُ البُهم.
وكالعادةِ يُبادرون برمي التهمة على إيران، ولا يتجرؤون على قذفها ولو بحبة فاصوليا على الأقل، ولأنهم يعيشون عصرهم الزهيمري فلم يرجعوا لتصريح ناطقهم الرسمي في مقابلة رسمية قبل عام تقريبًا حين أكَّد وقال(لا توجد في اليمن صواريخ إيرانية إنما هي صواريخ صينية أو كورية أو سوفيتية).
ولأنَّ الوجَعَ فوقَ المُتوقع، فقد جاءت مملكة الشيطان، أو مملكة ترامب بطائراتِها العوراء العمياء، تقصفُ بلا دليل، وتستهدف سالكي السبيل، ولم توفر سيارةً أو مدرسة، وكانت صعدة وما تزال هي المحافظة التي تتلقى كل ساعتين جريمةً سلولية مُنكرة.
ليتَ آل سعود؛ يُسمعون خطابات القائد منذ البداية وحتى آخرُ خطابٍ باليستي؛
وهو يرجوهم ثم يُحذرهم ثمَّ يُنذرهم ؛ بأن في جعبتنا خياراتٌ استراتيجة، ليتهم يفهمون أن معجزات رجال اليمن أولي البأس والقوة لا تنتهي.
وبينما يكادُ مخزون المملكة من الباتريوت يوشك على النفاذ؛ يتفاجأ العالمُ بأنَّ صواريخًا يمانيةً متطورة تنطلقُ بقوة وحكمةٍ مسددة.
وليت آل نسيان؛ ألا يظنوا بأنهم ببعيد، عن البأسِ الشديد.
وليتهم يسمعونَ صُراخَ الأبرياء، وبكاء البؤساء، ويكفوا عنا شرَّهُم وأذاهم، قبلَ أنْ يفترِشَ الصارم اليماني مُدنَ زجاجَ الأحلامِ والأماني!