ألفية يمنية جديدة من قصر يمامة الرياض
ألف يوم من المؤامرة الكونية الحمراء وذلك الشعب المكلوم الذي يقطن شبه الجزيرة العربية غرباً، يقطن تحت قصف وتدمير رعاع الجزيرة ومراهقيها. ألف يوم من فصول العدوان والحصار والحرق والذبح والسحل والتنكيل، صمد اليمنيون صموداً اسطورياً في معركة غير متكافئة عسكرياً، معركة مصيرية بدأوها بالكلاشنكوف وأنهوها بباليستي في أحضان قصر يمامة الرياض. ألف يوم، جُلّ ساعاتها بين تكبيرات الجنائز وقرع خطى المشيعين وتمتمات المعزين. ألف يوم مليئة بالأرقام المهولة من ضحايا البشر والحجر التي منحتها الشقيقة لجيرانها، ومنحت الإسلام والعروبة رآية سوداء إلى جانب رآيتها الخضراء، وفي كلا الرآيتين خطوط متعرجة للشهادتين.
لماذا قصر اليمامة؟
يعد قصر اليمامة في العاصمة الرياض رمزية لنظام الحكم السعودي، ومكان مقدس للقرارات التي ترسم خارطة السياسات وتحدد شمال بوصلتها. وهو معلم استراتيجي هام تحيط به تحصينات أمنية كبيرة، وتحلق في سمائه ترسانة تكنولوجية ضخمة تحسباً لأي طارىء أمني من هنا أو هناك. وبوصول البركان اليمني إلى قصر يمامة الرياض بعد ألف يوم من العدوان والحصار، يكون تحالف العدوان قد دق آخر مسمار في نعش كبريائه وغطرسته، ورسم طقوس نهايته بنفسه.
رسائل باليستية
لبركان قصر اليمامة رسائل عدة نلخصها في التالي:
– بعد ألف يوم من استهداف كل شبر من أرض اليمن بحجة القضاء على الترسانة الباليستية اليمنية، هاهي اليوم نفس الترسانة -التي أعلن العدوان أنه قضى عليها بعد شهر واحد من عاصفة حزمه- تهدد النظام السعودي المتهالك في عقر داره، وتجعل من الملوك والأمراء رهن الإقامة الجبرية والاضطرارية في خدورهم.
– منذ أول يوم من العدوان، كانت المقذوفات اليمنية كما يحلو للعدوان تسميتها لا يتجاوز مداها بضع كيلومترات، ومع توالي العدوان واستمراره كان المتوقع بديهياً أن يعود المدى للوراء حتى يصل للقيمة السالبة، لكن ذلك لم يحدث، فهذه المقذوفات نمت وتطورت بشكل مذهل وخارق، وتنوعت وتعددت من حيث المسمى والمحتوى والمدى والهدف، وهاهي اليوم وبعد ألف يوم من العدوان والحصار تحل ضيفاً ثقيلاً على أبو ظبي والرياض في أقل من إسبوع.
– تستعرض الولايات المتحدة الأمريكية بدرعها الدفاعي وقدراتها التصنيعية الحصرية لمنظومات الدفاع الجوية، وتمن مراراً وتكراراً على الرياض بالأمن والأمان الذي تعيشه السعودية في ظل هذه المنظومة. اليوم وبعد ألف يوم من العدوان والحصار يحلق الباليستي اليمني بكل أريحية، ويعبر أجواء مئات الكيلومترات باتجاه قلب الرياض دون أدنى تحرش او اعتراض؛ وهذا يؤكد أن التصنيع اليمني اخترق شفرات التصنيع الأمريكي، في وقت أنتظر العالم أن يلفظ اليمن أنفاسه ويخر راكعاً على ركبتيه، رافعاً رآية التسليم.
أفعال تسبق الأقوال
لم تكن التهديدات اليمنية السابقة استهلاكاً إعلامياً، خصوصاً تلك التي يضمّنها السيد عبدالملك الحوثي في خطاباته المتلفزة، بل كانت جميعها رسائل جادة تؤتي أكلها بعد خروجها إلى النور بساعات فقط. اليوم وبعد ألف يوم من العدوان تسبق الأفعال الأقوال، ويشنف بركان اليمامة أهالي الرياض قبل أن يشنف اليمنيون آذانهم بخطاب قائد مسيرتهم.
أرقام مهولة
بحسب المركز اليمني لحقوق الإنسان فقد بلغ عدد الشهداء والجرحى من المدنيين خلال 1000 يوم من العدوان (35892) خمسة وثلاثين ألف وثمانمائة واثنين وتسعين شهيداً وجريحاً موزعين كالتالي:
الشهداء من الأطفال (2895) والجرحى منهم (3079) طفلاً
الشهداء من النساء (2232) والجرحى منهن (2360) امرأة
الشهداء من الرجال (8476) والجرحى منهم (16850) جريحاً
إجمالي عدد الشهداء (13603) شهيداً
وعدد الجرحى (22289) جريحاً
مجموع الشهداء والجرحى على مدى ألف يوم من العدوان (35892) شهيداً وجريحاً.
البنية التحتية
خلال ألف يوم دمر العدوان على اليمن (2144) طريقاً وجسراً، و (524) شبكة خزانات مياة، و (174) مولداً كهربائياً، و (387) شبكة إتصالات، و (15) مطاراً، و (14) ميناء.
القطاعات الإجتماعية
بلغت عدد المنازل التي تضررت وتدمرت بعد ألف يوم من العدوان (409356) منزلاً، و (826) مسجداً، و(827) مدرسة ومركزاً تعليماً و(11) جامعة حكومية وخاصة، و (301) مستشفى ومرفق طبي، و(30) مؤسسة إعلامية.
القطاعات الإنتاجية
بلغت عدد المنشآت الحكومية التي استهدفها العدوان منذ ألف يوم (1684) منشأة، منها (692) مخازن اغذية، و (593) سوقاً، و (6393) منشآت تجارية، و (548) شاحنات غذاء، و (251) ناقلات وقود، و (3278) وسائل نقل، و (337) محطات وقود، و (211) موقعاً اثرياً، و (255) منشآت سياحية، (300) مصنعاً، (106) منشآت رياضية، (11) صوامع غلال، (2256) حقلاً زراعياً، (245) مزارع دجاج ومواشي، و (99) قارب صيد.
عقال بلا عقل
بعد ألف يوم من العدوان والحصار والقصف والتدمير وسياسة التجويع والتركيع، يعيد اليمنيون المعركة إلى نقطة البداية، ويبدأون ألفية جديدة أكثر رهبة وقوة، ويناورون بعظمة الصمود، وعزة الصبر والجلد، وبخطوات عسكرية تصيب العالم بالصدمة والذهول وتعيد للمراهقين عقولهم المتوارية خلف عقالاتهم الدائرية.