أكاديميون” المولد النبوي الشريف نقطة تحول هامة في تاريخ البشرية ”
أطل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بكلمة هامة خص بها الفعالية الكبرى التي نظمتها الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف.
وتأتي إطلالة قائد الثورة في هذه الفعالية كتأكيد على أهمية الدور الذي تلعبه الجامعات اليمنية، في توعية المجتمع وتطوره وإثراء المعرفة ولعب دور حقيقي في التنمية، وذلك انطلاقاً من القيم الإسلامية التي ارساء مدامكها سيد الخلق محمد صلى الله عليه واله الطاهرين.
وانطلاقاً من أهمية الدور الذي تلعبه الجامعات اليمنية، استطلع “موقع انصار الله” آراء العديد من الاكاديميين ورؤساء الجامعات حول أهمية المولد النبوي ودور الرسول الأعظم في الارتقاء بالأمة، واليكم الحصيلة التالية:
استطلاع : عبدالله الحنبصي
الشباب والحرب الناعمة
وقبل الخوض في تفاصيل ما تطرق اليه الاكاديميين حول هذه الذكرى الغالية على قلوب اليمنيين، لا بد لنا في البداية من استذكار اهم ما جاء في خطاب قائد الثورة .. حيث لفت السيد عبدالملك أن “الحرب الناعمة حرب ضلال تستهدف إبعادنا عن هويتنا الدينية والإسلامية وهي حرب الفكر والثقافة وهي تتحرك لاستهدافنا من خلال الكثير من الوسائل وهي ذات شق تثقيفي وشق إفسادي”.
وأضاف أن الحرب الناعمة تستهدف مفاهيم الإنسان وقيمه، وتستهدف أيضا زكاء الإنسان وطهره وأخلاقه وعفافه.
وبين أن الهدى يقترن به الفلاح والفوز والوصول إلى تحقيق الأهداف السامية من خير وسعادة أبدية وعزة وكرامة وأن مصدر الهدى هو الله والوظيفة الأساسية للرسول والكتاب هو العمل على هداية البشرية وإنقاذ الناس.
وتابع السيد عبدالملك: “الرسول وهو خاتم النبيين وهو أيضا وارث كل الأنبياء حمل هديهم وهو سيد المرسلين الذي حمل من الكمال البشري ما لم يصل إلى مستواه أي بشر قبله ولن يصل إلى مستواه أي بشر بعده، قال الله تعالى عنه (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، كما قال أيضا: (فإن تطيعوه تهتدوا).
وأوضح أن النبي بُعث والبشرية في جاهلية جهلاء وحالة قطيعة مع التعليمات الإلهية، وحالة من الظلمات والأفكار والسلوكيات الظلامية والمناهج والاتجاهات، لافتا أنه عندما تحرك رسول الله برسالة الله داعيا إلى الله أحدث تغييرا كبيرا وعظيما في واقع الحياة.
وعن الحالة السائدة في الواقع البشري أكد السيد أنها كانت الجاهلية وكانت نتيجتها أن يمتلئ الواقع البشري بحالة رهيبة من التظالم والمنكرات وغياب الأخلاق.
وأفاد أنه في كثير من بلدان أوروبا تصل نسبة الانتحار إلى معدلات كبيرة نتيجة عدم وجود الهدف والكرامة فيما نسبة انتشار الجريمة توجد بشكل كبير، كما هو حاصل في أمريكا، حيث يحصل فيها نسبة الجريمة بمعدل كبير جدا حتى على مستوى الدقيقة الواحدة.
وقال السيد عبدالملك إن معرفة نسبة ما حرف من الدين وكذب على رسول الله، ومعرفة الجانب المغيب من أسس الدين أمران في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن الحفاظ على الأصالة والهوية الإيمانية من أهم ما يجب أن نهتم به في هذه المناسبة وما بعدها.
الدولة الاسلامية والرسالة المحمدية
الدكتور القاسم عباس -رئيس جامعة صنعاء اوضح اعرب في بداية حديثه عن تهانيه لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي و للمجاهدين الابطال في الجبهات وابناء الشعب اليمني والامتين العربية والاسلامية.
وعن اهمية المناسبة تحدث الدكتور القاسم بالقول: ان الرسول الأعظم، صاحب رسالة سماوية، جاء بمشروع منظومة دولة متكاملة في مضامينها، ولم يأتِ بعلاقة العبادات بقدر ما جاء بمخرجات سلوكية ارتبطت بالنظم الاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية.
وبين ان الدولة الاسلامية والرسالة المحمدية بمضامينها توسعت الى خارج شبه الجزيرة العربية في مصر واواسط اوروبا واسبانيا، وتشكّلت الحضارة الاسلامية، التي رسخت في الوجدان والفكر ان المسلم، هو من يقف مع الحق ويهدي الى الرشد.
وأشار الى انه ما زالت العديد من الجامعات تدرّس الحضارة العربية الاسلامية، حيث يتم تدريس الطلبة منظومة الفكر الاسلامي، بصفته خطابا بمضامين شاملة تحيط بمناحي الحياة كلها.
رفض الظلم والشرك والاستبداد
الدكتور اسماعيل محمد استاذ التاريخ، قال انه مع المولد النبوي الشريف، أضاء رب العزة العالم برسالة سماوية هي الاسلام، التي بعثت للعالم في كل مكان.
واضاف ان في هجرة الرسول الاعظم من مكة الى المدينة لنشر الرسالة ، دليلا على رفض الظلم والشرك والاستبداد، ومن هنا بدأ منطلق الاسلام بأبعاده الانسانية، وبالتالي بالفتوحات الاسلامية وهذه الصفة التي تمتعت بها الحضارة الاسلامية على مر العصور وما تزال.
وأوضح ان الاسلام بوتقة انخرط فيها الجميع من عرب وعجم، كما ان الاسلام انطلق الى البلاد التي لم تصلها الحروب، ومثل ماليزيا والصين واندونيسيا، وانتشرت العربية بتزامن مع انتشار الاسلام في ذلك الوقت، فالاسلام بطبيعته لم يأتِ لفئة معينة من الناس.
دور اليمنيين ومكانتهم
نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي يحيى شرف الدين تحدث من جانبه عن مكانة أهل اليمن عند النبي الكريم ، ودورهم التاريخي في مناصرة ومؤازرة الرسول والوقوف معه ضد الشرك والمشركين والمنافقين ودورهم على مر التاريخ في و خدمة ونشر الإسلام .
ولفت إلى أهمية نشر الرسالة المحمدية للعالم عبر تجسيد اخلاقه ونبله وشجاعته وجهاده بالحجة والمنطق .. مؤكداً أهمية جعل ذكرى المولد النبوي محطة نتزود منها ايماناً وشعوراً بالانتماء الصادق القائم على الاقتداء والاهتداء والتمسك بنهج الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم .
وأوضح شرف الدين أن اليمنيين هم أول من احتفل برسول الله وأول من أنظم الابيات الشعرية والأناشيد الدينية فرحاً وابتهاجاً بقدومه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ..مشددا على ضرورة ابراز المظاهر الاحتفالية للمولد النبوي الشريف بالشكل الذي يليق بعظمة هذه المناسبة ومدى ارتباط اليمنيين الوثيق برسول الله والتذكير بسيرته العطرة والاقتداء بهديه.
المولد نقطة تحول عالمية
الدكتورة نجيبة مطهر -نائب رئيس جامعة صنعاء للدراسات العليا والبحث العلمي تقول انه لا شك ان ميلاد الرسول صلوات الله عليه يشكل نقطة تحول عالمية ، لكونها جاء برسالة سماوية خالدة ، تمثل اتصال بين البشرية وربها.
واضافت: نستلهم من تلك الرسالة ادوات وانظمة وتوجيهات في مسيرتها الانسانية سواء في البعد العقائدي او الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي.
واوضحت نجيبه أن رسول الله جمع الجامعات اليمنية في فعالية كبيرة اقيمت في جامعة صنعاء قبل عدة ايام مؤكدة إن المناسبة مناسبة عظيمة وكللها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بكلمته التي تعتبر رسالة قوية للداخل والخارج وأيضاً المبادئ التي يجب أن نقتدي بها والتي أوردها في كلمته.. لماذا؟
أولاً لأن محمد رسول الله هو الأعظم ،وقد اصطفاه الله على بني آدم جميعهم وهو خاتم الأنبياء والمرسلين والذي أرسل رحمة للعالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ،أيضاً هذه المناسبة جاءت في ذكرى المولد النبوي الشريف ولذلك نقول هو الأعظم ،فإذا كان هناك في البشرية من يستحق العظمة فهو رسول الله صلوت الله عليه وآله ،هذا ما يتناقله المسلمون وعلماء الغرب والمسلمون جميعاً واليمنيون بشكل خاص يؤمنون بمحمد رسول الله ويمجدونه لماذا؟
لأنه أولاً هو قدوتنا وهو شفيعنا يوم القيامة وهو قائدنا في الجنة ،إنه محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، لذلك هذا الرسول يستحق التعظيم لأنه الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى صراط الله المستقيم.
عودة اليمنيين إلى دينهم وعقيدتهم
أما الدكتور يوسف الشغدري فأكد أن سيرة الحبيب المصطفى، فيها جميع المحددات الاساسية لبني البشر في السلم وفي زمن العداوة .
وقال ان ميلاد الرسول صلى الله عليه واله وسلم، يشكل رحمة للبشرية، واذا اطلعنا على تاريخ المسلمين، من بعثته الى يومنا هذا ، سنجد مدى الاسهامات في بناء الحضارة الاسلامية ، من ذلك علوم الطب والفلك وغيرها من العلوم التجريبية، وعلماء الاسلام شواهد على ذلك كابن الهيثم وابن سينا والرازي وأئمة الفقه الاربعة وسواهم.
بدوره تحدث العلامة طه الحاضري حيث قال أن مناسبة المولد النبوي ليست مناسبة يمنية أو حزبية أو طائفية أو عربية بل هي مناسبة عالمية .
واستغرب ممن يستقدمون المغنيات والراقصات ويفتتحون مقار المجون واللهو في حين يستعد اليمنيون لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف كمناسبة جامعة .
وأكد أن المناسبة ترسل رسائل للعالم اجمع ان اليمنيين رسل سلام وللعالم ولكل من لا يعتدي علينا سلام العزة والكرامة والحرية وليس سلام المهانة والوصاية .
ولفت أن الإسلام الذي يوصف بالذلة والمهانة ليس إسلاما فالإسلام الذي جاء به محمد لا يركع إلا للواحد الأحد .
وأكد على أن عودة اليمنيين إلى دينهم وعقيدتهم ولرسول الهدى والرحمة أعاد لهم عزتهم وكرامتهم .