أقرأ صفحات عز من تأريخ أبطال الجيش واللجان الشعبية :كسر أسنان الرياض!وقاصم سقام!
الحقيقة/كتب/د/مصباح الهمداني
قاصم سقام!
أصبحَت مملكة قرن الشيطان الحلوب، لا تدري من أين يأتيها الضرر، فمؤخرتها المحمية بالسودانيين تتعرض للتمزيق، وأسنانها في الرياض تتعرض للتكسير، وضرعها النازف لا يكاد يجمع بعض القطرات حتى يتم حلبه، ورفيقتها الناقة الظبيانية؛ لا تتوقف عن ركلها عند كل ظلام، لقد أصبحت المعادلة فوق التحمٌّل، وأصبحَت المعاناة فوق الوصف، وبينما تترنح البقرة الحلوب، يُبدي الأمريكي قلقه الكبير لتضرر الضرع؛ لا لأوجاع البقرة.
لقد ماتت العنتريات السعودية، وأنتنتْ الخيالات الإماراتية، وغدَت اليمن بالنسبة لهُم لعنة ومهانة ومذلة، ولم تعُد أمريكا بجبروتها وإسرائيل بتقنياتها قادرة على حماية مملكة قرن الشيطان في عاصمتها ولا قواعدها ولا مطاراتها ولا مصافي نفطها…
لقد كانت الساعات اليمانية الماضية قاصمة للبقرة الحلوب، وكأن اليمانيون بدأوا حربهم للتو، فالقصف اليماني بالطيران المسير وبالصواريخ الباليستية أدخَلَ الرعبَ في كل مفاصل المملكة المترهلة، وكانت المطارات والمعسكرات السعودية تنادي الأمريكي لإنقاذها فيما يجيبها الأمريكي؛بأنه مشغول برفع جثث جنوده، وإنقاذ الجرحى منهم في قاعدة خالد الجوية بخميس مشيط، هذه القاعدة التي عرَف اليمانيون أسرارها، ومداخلها ومخارجها، وعرفوا حجم ما فيها من ترسانة عسكرية، ومطاراتٍ حربية، وعتادٍ كبير؛ فأكرموها كرمًا لا حدود له، ولا وصف له؛ وأصبحتْ تتلقى الضربات كجرعاتٍ منظمة، واليوم كانت الجرعة الرابعة عشر؛ بحقنٍ صاروخية متفجرة، من طائرات قاصف تو كي.
وفيما يبكي السعودي في الرياض، ويصرخ الأمريكي في قاعدة خالد؛ كان السودانيون يزدادون سوادًا؛ فوق ليل وجوههم الحقيرة، وبعدَ أن رماهُم المُشتري في جبل الدود في جيزان؛ لكي يحمون مؤخرته، وبعدَ أن حفروا لهم حفر الاختباء، وحصنوا أنفسهم من طائرات المُسير في السماء، ومِن فرسان المساء، كانت الخطة اليمانية لصيد الغزلان السودانية، تُعد بمهارة إيمانية، ورؤيةٍ قرآنية، وجاء رجال المسار، في وضح النهار، من ثلاثة اتجاهات، يصعَدون بلا توقف، ويُطلقون النار بلا تردد، وكلٌ منهم يعرفُ قيمة الرصاصة، وأهمية القذيفة، فكانت القناصات تحصد الرؤوس الرخيصة، والقذائف تلتهمُ المتارس المحصنة، وفرسان الاقتحام يصعدون القمة، حتى غدتِ المواجهات من نقطة الصفر، وركب الأصفار موجة الفرار، ولم تسعفهم الأقدامَ المرتعشة، فقد كانت رصاص اليمانيين أسرع، وتراكمتْ الجثث المنتنة، والجلود الداكنة بعضها فوق بعض؛ يلعنها التاريخ، وتشمئز منها الجغرافيا، وبدأت الحشرات تحتفلُ بشكرٍ وامتنان، للهِ الكريم المنان، ولرجال الحرب والإيمان؛ فوق أفواه ومناخير مرتزقة السودان، في جبال الطاهرة جيزان، في تبة الصياد وشعفان.
وما إن وصل خبر مرتزقة السودان، إلى مُشتريهم المُهان، حتى أمرَ بإرسال دفعة سودانيةٍ بديلة، وكأنهم أغنامٌ في حظيرته الجليلة.
وفيما كان السعودي يضعُ يده على قلبه، وهو يراقبُ امتلاء معسكره، وحضور المرتزقة من كل بلاد، ومن كل جنسٍ وجنسية..لقد كانَ المعسكرُ سريًا جدًا، ولا يعرفه أحد، ولا يُسمحُ فيه للجنود بأي وسيلة اتصال، وتم تجريد المرتزقة من كرامتهم، ورجولتهم، وشرفهم وإنسانيتهم؛ حتى أصبحوا كالعبيد؛ يُساقون بكلمةٍ من ضابط سعودي، وبنظرةٍ من ضابطٍ أمريكي، اجتمع الآلاف من العبيد المُستأجرين في وادي سُقام، في أرضٍ جديدة، وحصونٍ عتيدة، لكنَّ اليمانيون كانوا كرماء؛ فأعدوا للجديد جديدًا، وأخرجوا للحشود شديدًا، وجاء الصاروخ المسدد طازجًا وعنيدا، وكان قاصمًا كاسمه، ونزلَ بشحمة ولحمه، وبركَ وسط الحشودِ بحِممه، وغسلَ وجوههم القبيحة، وخلسَ جلودهم المنتنة، وحصد رؤوسهم الرخيصة، وجعلَ من الوادي بركة دماء، اختلطت فيها الأسماء، وتناثرت فيها الأشلاء، وطار فيها العقال، وسقطت فوقه النعال، وشاركت المركبات الحاضرة، في تمزيق النوايا الفاجرة، بعدتها المتطايرة، وانفجاراتها المتتالية، وأصبحت اللعنات على الحرب، تتصاعد من ألسنة المرتزقة الأجانب والعرب، قبل أن تلتهمها ألسنة اللهب…
سيبكي السعودي دمًا لأشهرٍ وأيام، وهو يشاهِدُ ما فعله قاصمُ في سُقام، وسيسألُ نفسه على الدوام؛
ما هذا الصاروخ الجديد؟ وما هذه الدقَّةُ في التسديد؟ وماذا في بطنه من شظايا وحديد؟ وكيف أحدث هذا الدمار الشديد؟
ونقول للسعودي البليد؛
لقد تمَّ تجريب المُسدد الرشيد، في قلب معسكر الجلاء العتيد!
فمبارك لنا قاصم العنيد، ولدينا إن لم تفهموا المزيد!
كسر أسنان الرياض!
لقد كان أغرب تعليق قرأته لسعودي قوله “لماذا تعملون هيلمانة كبيرة لقصف الرياض وكأنكم رميتم بقنبلة نووية”
ولمثل هذا المسعود الحزين، وغيره من البائسين؛ لابد من تبسيط الشرح، وإيضاح الواضح، وتذكيرهم بأن الساعات الماضية تمَّ فيها كسر أقدام البقرة الحلوب، وقطع ذيلها، وخرم ضرعها؛ في مطار جيزان حيث تربض الطائرات الحربية، وفي قاعدة خالد الجوية حيث مهبط الطائرات الأجنبية، وفي مطار أبها حيث مخازن العتاد والعدة، وفي نجران حيث تجمعات المرتزقة، وفي أماكن عسكرية كثيرة…
لكَ أيها المسعود الحزين؛ صاحب التابعية المَهين؛ أن تُدرِك أن اليماني فعلَ كل هذا في غضون ساعات لا تتعدى الأربعة والعشرين ساعة، ولم تنفعك منظومات الشرق والغرب التي تم شراؤها بمليارات الدولارات، ولم تستطِعْ خبرات العالَم المُستأجرة والآمرة أن تكتشف طائرةً يمانيةً واحدة؛ فضلاً عن إسقاطها، ولم يتم اعتراض صاروخٌ يمنيٌ واحد فضلاً عن تدميره…
الساعات الماضية بمرارتها تؤكد لكل ذي بصر وبصيرة أن ناطقكم كذاب، وأمير ناطقكم أكذب، ووالد أميركم؛ خرفٌ لا يُميز بين طعامه وبرازه…
ألم يقُل لكم العبد العسيري من قبل؛ أنكم أنهيتم 95% من صواريخ اليمنيين،
ألم يقُل لكم المُسترجِل المالكي فيما بعد؛بأنكم قصفتم مصانع الطائرات المسيرة،
ألم يكذبوا عليكم طوال هذه السنوات الماضية. ألا تصلُ لكم أنباء مئات أو آلاف الجثث النافقة في نجران وجيزان وعسير…
لن أحدثكم عن بطولات اليمنيين في جبهات ما وراء الحدود، فإنها أكبر من الوصف، وأعظم من الشرح، وأدهى من الخيال…
توقفوا قليلاً أمام الضربة الأخيرة والتي أعلنَ عنها ناطق الجيش اليمني، وتعرفوا جيدًا على أبعادها ومدلولاتها، فهي تأتي بسربٍ من طائرات صماد.
صماد اليمن ذلك الذي قتلتموه غدرًا فجاءكم في عز الظهيرة، جاءكم والشمسُ في كبد السماء، قتلتموه في أرضه وشعبه، فجاءكم في عقر داركم وفي قلب عاصمتكم،
سلوا ناطقكم الكاذب، قبل أن يتحدث ناطقنا الصادق؛ عن الضربات المسددة، وأين مكانها، وكم مداها، وكم ضحاياها.
سلوا مشائخكم الذين أفتوا بقتل أطفال اليمن ونسائه، وتفاخروا بقصف منازلنا وأسواقنا، سلوهُم عن قصف طائرات صماد؛ هل قصفنَ سوقًا أو مجلس عزاء أو صالة أفراح، أو مدرسة أطفال، أو ملجأ أيتام، أو مزرعة دواجن، أو مصنع حليب، سلوا مشائخ الدين الوهابي الإجرامي الداعشي عن قصف صاروخ نكال وزلزال وقاهر وبدر؛ وكيف جاءت في كل مرة إلى القواعد المليئة بالجنود المجتمعين من أصقاع العالَم.
سلوهم كيف قصفَ اليمانيون؛ الأمريكي وهو يحتضن السعودي، والسوداني وهو يحتضن الكولومبي، والإسرائيلي وهو يتراقص مع البحريني.
سلوهم كيف خلطت صواريخ اليمن وطائراته المسيرة؛ دماء النصارى والهندوس المستأجرين مع قوارير خمرهم في قواعدكم العسكرية المستباحة الإباحية…
القصف اليماني اليوم للرياض؛ إن لم تفهموه فهو كسر أسنان بقرتكم الحلوب، جاء الصماد الشهيد؛ بمطارق الحديد، وتم التكسير، بلا تخدير.
وصلت طائرات الصماد إلى عُقر داركم، إلى قلب عاصمتكم، قاطعة أكثر من ألف وأربعمائة كيلومتر، وإيَّاكم أن تقولوا أنها طائرات إيرانية، فإن قلتُم فأرونا أوقية شجاعة، وردوا على إيران الفارسية، ولو بمفرقعات صينية…
فابلعوا ريقكم أيها المتسعودون، وكونوا على يقين بأن اليمانيين، رجال حرب وأخلاق، ولا يقصفون المدارس والأسواق، ولا البيوت والطرقات،
ولا حتى المراقص والحانات، وكلَّ أهدافهم عسكرية بحتة، حتى يتوقف ملككم العميل عن عدوانه، ويعتذر عن حربه وإجرامه…
هل أدركتم أيها المسعودون أين أوصلكم بنو سعود، وكيف أصبحت كرامتكم ممزقة، وسمعتكم في الوحل ملطخة، وأموالكم لكل طامع منهوبة، وخيراتكم لكل مستأسدٍ مسلوبة، وأن عورتكم أصبحت مكشوفة، في الجنوب وفي الجو وفي البحر وفي العاصمة، لا شيء يستركم من بأس السيوف اليمانية البتارة.
خذوا رسائل طائرات الصماد، وتوقفوا عن الكبر والعناد، وتأكدوا أنَّا كُنا ضعفاء؛ حينما كانَ حكامنا جبناء، ومحكومون من السفراء.
ولكنَّ اليومَ غير الأمس يا أشرار، فقائدنا هو ابن الأخيار، وحفيد الكرار، وإن لم تُذعنوا له اليوم بالاختيار؛ فسيأتي الغد وتقبلون يديه بالإجبار، وإن لم تسعكم هذه الآيات الواضحات، على مدار الأيام والساعات، فاسألوا المفندقين الخائبين، عن آيات وعِبرِ السنين…
لقد تم قصف الرياض بسربٍ من الطائرات، وليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فوجهوا أبصاركم نحو قناة المسيرة، فإنَّ الدقائق والساعات أصبحت خطيرة، وتحملُ في طياتها بشائرٌ كثيرة.