( أعيادنا جهاد! ) ..بقلم_نوح_جلاس
هنا العطاء مستمر!، هنا السخاء منهمر!، نعم!، إنه شعبٌ تربى على ثقافةٍ إنغرست في جسمه واختلطت بدمه!، ولأنها أصبحت كذلك، عملت على تغيير صورته السابقة وتمكنت من التحكم بنفسيته حتى أصبحت هي المسيطرة على مركز العمليات لديه واستطاعت أن تتحكم بكل جوارحه وتجعل كلامه وجميع تصرفاته اليومية منسجمةً مع هذه الثقافة، إنها الثقافة التي تسلح بها شعب الإيمان والحكمة وتمكن من مقارعة العالم، وبها سوف يتمكن من إعادة أمجاده، نعم، أمجاده القائمة على الدين السوي والثقافة الصحيحة ومشروعه الثابت والقويم الذي سُلب منه منذ زمن، ومايحدث حالياً ولاسيما في عيد الفطر المبارك يثير الدهشة ويجبرنا على الوقوف عند بعض هذه المواقف التي حدثت، حيث كانت النفسية الجهادية سيدة الموقف.
فأثناء أداء مراسيم العيد والناس يتبادلون السلام والود بين الأصدقاء والأهل والأقارب لم تعد تلك الثقافة السابقة لها وجود، فخطبة العيد كانت مرتبطة بأحداث متعددة الجوانب وكلها تصب في كفة الجهاد.
حيث كان المجاهدون المرابطين في جبهات القتال يتصدرون الدعاء والثناء والإجلال والإحترام من قِبل كل الأفراد.
وأثناء تبادل السلام كانت عبارات السلام كلها مرتبطة بالجانب التعبوي الجهادي مثلاً :
عبارات (ومن العايدين والسالمين والغانمين وكل عام وانت بخير وحاج زائر وعريس….الخ…) إستبدلها الناس بعبارات ( ومن الثابتين والفاتحين والصابرين، وحاج فاتح إن شاء الله، وكل عام والجميع بخير وعزة وصمود، وكل عام وانتم من المجاهدين المرابطين، وشهداء بإذن الله بعد النصر والتمكين!!)
نعم هكذا أصبحت ثقافة الناس!.
وفي الجانب الآخر، كان الناس مرتدين الزي الشعبي ذو التراث الحضاري المجيد، فكانوا مرتدين المحازق المشكوكة بالرصاص، ويحملون على أكتافهم الأسلحة المتنوعة، فبعد أن كانوا سابقاً يتفاخرون في نوعية الملابس ومظهرها وكانوا ينشغلون في إعدادها، أصبحوا منشغلين بتنظيف الأسلحة وشك المحازق بالرصاص وذلك إستعداداً للإنطلاق إلى الميادين الجهادية، فمنهم من ودع الأقارب والاصدقاء وانطلق مجاهداً في سبيل الله!، ومايثير الدهشة هو كيفية توديع أهلهم لهم!، حيث يودعونهم وهم سعداء وفرحين وتغمرهم البهجة والفخر!.
وفي زيارة الأرحام في المنازل يتواصل مسلسل الوعي والثبات!، حيث أصبحن على إرتباط دائم بالجهاد!، فقد رفضن أخذ النقود( العسب ) قائلات : هناك رجالٌ يستحقون هذه النقود ويستحقون حدقات أعيننا!.
فهن من قبل العيد قدعملن على تجهيز الكعك والزبيب وكل إحتياجات العيد ودفعن بها إلى أشقائهن كي يوصلوها إلى المجاهدين الأبطال!.
حتى الأطفال لم يكونوا بعيدين عن الجهاد والمجاهدين، حيث شاهدناهم يمرحون ويفرحون بالعيد بشكلٍ مبهر!، فشاهدناهم يلعبون وقد اشتروا لهم ألعاباً يقلدون بها إخوانهم المجاهدين، حيث يلعبون لعبة الحرب بمسدسات وبنادق تقليدية اشتروها بباقي النقود التي بقت معهم، فهم قد أعطوا إخوانهم المجاهدين النصيب الأكبر منها، حيث وضعوها في صناديق الإنفاق المخصصة للمجهود الحربي!.
نعم إنه الشعب اليمني الواعي والمترابط والمتلاحم، فالرجال والشباب والنساء والأطفال كلهم متلاحمين على جسدٍ واحد وتجمعهم قضية واحدة ومشروع واحد.
ومانستطيع قوله هو : أن قضية شعبنا ومشروعة وتحركه أصبحت مرتبطةً إرتباطاً وثيقاً بحياته اليومية، وكذلك حياته الإجتماعية، فكل المناسبات التي يمضي بها يعيشها وهو يجاهد، وجانب العيد كان جانب واحد من حياته، فما سردناه كان شيء بسيط، أما بقية المواقف التي جرت فيه فلن أستطع وصفه وتدوينه ولن يتمكن من فعل ذلك أي أحد، ولكن سيدونه التاريخ وستحكيه الأجيال، فتضحيات شعبنا ومواقفة جعلت حياته حبلى بالعزة، وستلد أمجاده عما قريب!، وهذا بفضل ثقافة الجهاد التي تسلح بها يمن الإيمان والحكمة…
#أعيادنا_جهاد
#أعيادنا_جبهاتنا