أعلامُ الهُدى…بقلم/سند الصيادي
ما يميِّزُ أَعلامَ الهُدى عن غيرهم من الناس أنَّهم أخذوا من سلوكيات الأنبياء الكثير، فهم راسخون في إيمانهم وعِلمهم، محاطون بجدار إلهيٍّ ناري غير قابلٍ لأي اختراقات تزعزعُ قناعاتِهم وَنفسياتِهم وَدوافعَهم، فتراهم بنفس الوضعية المنهجية وهم محارَبون داخلَ الكهوف محاطون بالمخاطر من كُـلّ نوع، يعانون قلةَ العُدة والعدد، كما تراهم بنفس الوضعية الإيمانية إن لم تزدَد رسوخاً وصلابةً وهم في زمن التمكين وَالسيطرة وَكثرة العدد والعتاد، حتى لو جنح العالمُ كلُّه تحت لوائهم.
لا تغريهم المصالحُ ولا تنال من نفوسهم الرغباتُ، ولا تتحَرّكُ في صدورهم الأحقادُ والأهواءُ، وَلا تغلُبُ عليهم نزعاتُ المجاملات والولاءات وَالأقارب والأنساب والأصحاب خارج أُطُرِ ومعايير النهج الذين يقودون دفَّتَه وَالهدف الذي رسمه اللهُ لهم للوصول إليه.
إنهم أدواتُ المشيئة الإلهية التي تمشي على الأرض، يتحَرّكون وفقَ خواصها وَتعليماتها التي لا تستثني ولا تميّز ولا تتدنى ولا تتعالى خارجَ الفضيلة، تتوثقُ عُروتُهم بعُرَى الله أكثرَ كلما طال الزمن فيزدادون قرباً وطاعة.
وَعلى هذه المواصفات يمضي معهم رجالٌ يتشاركون هذه الصفات، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وَرجالٌ آخرون يتحَرّكون بهذه القناعات، ثم يتعثر بعضُهم بمنعطفات التحولات دون أن يشعر، أَو يستشعر، وَتتصاعد هذه التعثرات بحسب درجات الضعف الإيماني من شخص لآخر حتى تصل في أعلى مستوياتها إلى النكران والتنكر لدى البعض، عن كُـلّ ما قد كان ماضياً عليه من مثل.
وفي هذا الوضع، يُحتِّمُ على أَعلام الهُدى الذين يستشعرونه بملكاتهم غير المعتلة أن يسعوا إلى تصويبه وَالتنبيه من الانحرافات الحادثة فيه ومخاطرها على صاحبها أولاً، وأثرها على المشروع الذي ينطلق منه، وَقد يأتي هذا النداء في قوالب التوعية والنصح ثم التحذير.
وفق هذه المعطيات، تتوالى خطاباتُ السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله-، وَتتضح مضامينُها خالصةَ الصدق للقاصي والداني، بصدىً يجبُ أن يُحدِثَ رجعُه على كُـلّ نفس أحبت هذا العلم وَانحازت لهذا النهج؛ قرعاً لأجراس التنبيه لما كانت عليه، وما آلت إليه.
وَفيما نتوجَّـهُ إلى الله سائلين إياه أن يعينَ قائدَنا على ما يسعى إليه، فإننا نشيرُ إلى أن كُـلَّ الحسابات الواعية تقودُ إلى التجاوبِ مع نداءات الهدى المتوالية من عَلَمِ الهدى في هذا الزمان، إما بحسابات الانتصار للنفس والارتقاء بها لما يرضي الله، أَو بحسابات الحرصِ والمسؤولية والانتصار للمشروع الجَمْعي الذي نسعى إلى نُصرته وَتغلُّبِه على المخاطر وَالمؤامرات التي يحيكها العدوُّ وَالتي تحدقُ بنا جميعاً دونَ استثناء.