أطفال ينشدون تراتيل التعليم في زمن الحرب النكراء…
الحقيقة / ندى علي الخولاني
يذهبون إلى مدارسهم رغم الطائرات التي تحوم في إرجاء المكان لترعبهم ، ولكنهم لم يبالوا بذالك بل على العكس كانوا يكافحون ويلعبون ويدرسون ويمدون أياديهم لتستمر الحياة .
صمدوا رغم ما تعرضوا له من قصف لكل شيء جميل دمر منازلهم ومزارعهم ومدارسهم وأخمد طفولتهم وبرائتهم وأحرق كتبهم وكراريسهم .
لن ننسى هؤلاء الأطفال الذين حملوا كتبهم الخالية من الألوان المقطعة من الجانبين المبللة بأتربة البيوت المدمرة أسقفها على أوراق صفحات المناهج .. المناهج المعدمة الفهم !! حتى ابسط الأشياء حرموا منها ..
لن ننسى أقلامهم الشبة المنتهية من الحبر .. الذين كتبوا به آبيات عن حب الوطن .. وآهات وآنيين ومعاناة شعبهم .. وانتصارات وشجاعة جنودهم ..
ذالك الحبر الذي بالأمس رسموا بأيديهم الصغيرة .. الناعمة .. أسمائهم لتلطخ اليوم بدمائهم لينتهي الحبر ويصبح قلم صم لا يكتب كحياتهم المنتهية في الدنيا .. ليعيشوا حياة أبدية خالية من الوجع والألم .
هؤلاء الأطفال الذين كانوا يعرفون أن الحرب له نهاية.. كالحياة .. كانوا يحلمون بالغد .. كان كلاً منهم يريد أن يصبح شيئاً عندما يكبر .. البعض كان يحلم أن يصبح طبيب لمساعدة المرضى والبعض كان يحلم ان يصبح جندي ليدافع عن الوطن … وكم وكم من الأحلام التي انتهت في لحظات ..
يا الهي …
كيف كان حالهم في تلك اللحظة .. وصوت الطائرة كعواء الذئب الجائع المتعطش للدماء يحوم حول فريسته .. وصوت الصاروخ المرتجف الخائف من صمود أولئك الأطفال الذين حملوا حب وطنهم في يسارهم .. وأحشائهم ..
ذالك الطفل ذهب لمعلمة ليشعر بالأمان .. وذاك الطفل كتب عبارة ” تحيا الجمهورية اليمنية “… وذاك الطفل كبر.. وذاك لعن آل سعود… وذاك و ذاك و ذاك .. ليجتمعوا في جنان الخلد وينشدوا نشيداً نموت ليحيا غيرنا ..
أين العالم من كل هؤلاء الأطفال .. أين الضمير .. أين الحقوق والمنظمات والمجتمعات الدولية .. أين أين أين .. الخ
فهذه مدينة السلام .. أرض الطاهرين .. بدماء الأبرياء التي ستزرع حكايات وروايات لأجيال وراء أجيال ..