أطفال اليمن في 5 أعوام.. أشلاء وأنين وذكريات برائحة البارود
للعام الخامس على التوالي يحتفل العالم في الـ 20 من نوفمبر/ تشرين الثاني باليوم العالمي لحقوق الطفل، وللعام الخامس على التوالي يتعرض الأطفال في اليمن للإستهداف والإبادة الجماعية.
خمسة وتسعون عاما منذ تم التصويت على الإعلان العالمي لحقوق الطفل وخمسة وتسعون يوما من الاحتفال الطفولي السنوي، ربما تبدو في حسابات المدد الزمنية عمرا طويلا وربما تبدو أيام الاحتفاء والاحتفال الـ”95″ بها كثيرة، لكنها أدنى من أن تقاس بخمس سنوات من الحرب والعدوان والقتل والدمار، وأقل من أن تقاس أيامها الاحتفائية بـ(1700) يوما من الدماء والموت والجروح والآلام والأحزان والجوع عاشها أطفال اليمن منذ صدر الإعلان في واشنطن بشن الحرب على اليمن واليمنيين في 26 مارس 2015م.
الطفولة في 5 أعوام
حوّلت الحرب حياة أطفال اليمن إلى جحيم، فبعد ما يقارب من خمسة أعوام من الحرب المدمرة باتت الطفولة فريسة لأزمات مركبة، تبدأ من القتل المباشر والمجاعة وتوقف التعليم، ولا تنتهي عند أوبئة قديمة عادت بقوة لتحصد أراوح الآلاف منهم.
وخلافاً لباقي شرائح المجتمع؛ يدفع الأطفال الثمن الباهظ للحرب العدائية، منذ 26 مارس/آذار 2015، إذ تتوسع دائرة الخطر يوما بعد آخر، ومن يتمكن من البقاء منهم على قيد الحياة، يصبح محروماً من مقوماتها البسيطة.
وبشكل لافت؛ قفز عدد الأطفال المحتاجين لمساعدات إنسانية من مئات الآلاف، قبل شن العدوان عام 2015، إلى أكثر من ١٢.٣ مليون طفل بحسب أخرإحصائية أصدرتها الأمم المتحدة منتصف نوفمبر الجاري.
وما بين إعلان جنيف “23 فبراير 1923” الذي يمنح الأطفال الحق في الحياة، وإعلان واشنطن في الـ26 من مارس 2015م، الذي منح دول التحالف الحق في استهداف الطفولة وتنفيذ أبشع الجرائم، تنعدم المقارنة وتتلاشى كل القوانين والمبادئ والقيم الإنسانية.
التحالف يغتال الطفولة
خمس سنوات مرت، والطفولة في اليمن تعاني ويلات العدوان الذي تشنه دول التحالف بقيادة السعودية على اليمن .. خمس سنوات وأطفال اليمن يتجرعون مرارة الحياة ويتعرضون للقتل والدمار والتشريد والجوع والمرض والحرمان من أبسط حقوقهم وهو الحق في الحياة.
وفي احصائية جديدة لما خلفته وتخلفه آلة الدمار التي تستهدف اليمن واليمنيين قالت وزارة الصحة العامة والسكان أن العدوان واستمرار الحصار واستهداف البنية التحتية اغتال الطفولة في اليمن بحرمانها من حقوق الصحة والحياة.
وأعلن وزير الصحة الدكتور طه المتوكل وفاة 100 ألف طفل سنوياً بسبب العدوان والأمراض والأوبئة ومنها سوء التغذية وعدم وجود الأدوية المنقذة بسبب الحصار، مشيرا إلى أن جرائم التحالف طالت النساء والأطفال منذ أول غارة وما تزال مستمرة حتى اليوم.
ونوه إلى أن جرائم التحالف لم تقتصر على الاستهداف المباشر للمرافق الصحية بما في ذلك المخصصة للأطفال والتي لم يسلم منها حتى الخدج، بل امتدت للاستهداف غير المباشر بمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بأمراض الطفولة، ما نتج عن ذلك ظهور عدد من الأمراض التي فتكت بحياة الأطفال ومنها سوء التغذية وحمى الضنك وغيرها.
مجزرة أطفال ضحيان ـ صعدة