أشدُّ الأمم تخلفاً وبدائيةً ارتقت بهدى الله
أشدُّ الأمم تخلفاً وبدائيةً ارتقت بهدى الله
علينا أن ندرك – الأثر الكبير لهدى الله الذي – غيَّر واقع هذه الأمة التي كانت أمِّيَّة وبدائية إلى أن ارتقت وتفوقت على سائر الأمم، وتطلَّعت إليها بقية الأمم، لترى فيها أنها أصبحت أرقى نموذج قائم في واقع الأرض فيما لديها من فكر، فيما لديها من ثقافة، فيما لديها من معالم في هذه الحياة، من اهتمامات، من تصورات، فيما تحمله من مشروع في هذه الحياة، وتحت قيادة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.
رسول الله هو تحرك بهذا المشروع الإلهي، بعد سنوات معينة، بعد فترة زمنية محدودة تغيَّر هذا الواقع ليكون هو الواقع الأرقى- آنذاك- في الأرض بكلها، وليكون ذلك العربي- هنا أو هناك، في تلك المنطقة أو تلك- الذي كان رأسه مليئًا بالخرافات والمفاهيم الخاطئة، وكانت نظرته في هذه الحياة إلى واقعها ومشاكلها وأمورها، وكانت- كذلك- مفاهيمه تجاه كثير من الأمور مغلوطة وخاطئة وخرافية، قد أصبح متنورًا، لديه مفاهيم صحيحة، لديه نظرة صحيحة، لديه اهتمامات صحيحة، وطبعًا هذا بقدر تفاعل مَنْ تفاعل مع هدى الله، بقدر الاستجابة، بقدر ما كان هناك من ارتباط، من علاقة بهذا الهدى، من تفاعل وتأثر مع هذا الهدى، وبهذا الهدى.
فحدثت نقلة هائلة، نقلة كبيرة جدًّا في الواقع الأمِّي العربي، من حالة أمِّيَّة فظيعة ومتدنية جدًّا، إلى أمة تمتلك ثقافة هي أرقى ثقافة، تمتلك وعيًا هو أرقى وعي، بين يديها نور الله وهديه وتعليماته التي لا يساويها شيءٌ في كل الدنيا، فهذه النقلة الهائلة والكبيرة تمثِّل نعمةً عظيمةً من الله -سبحانه وتعالى- أنعم الله بها.