أسلحة التحالف تفتك بطفل اليمن في رحم أمه
موقع العهد/سراء جمال الشهاري
لم تذر آلة الاجرام الأمريكية السعودية أي شكلٍ للحياة في اليمن إلا ودمرته. لم تفرق دمويتها بين الصغير والكبير، بين الحيوان والنبات، بين الحجر والبشر. وامتدت حتى إلى الأجنة في أرحام أمهاتهم، ليلدنهم إلى الموت مباشرة.
جيل ملأه العدوان بالتشوهات والاعاقات والأمراض، جراء سموم أسلحة العدوان المحرمة، التي نشرها في كل محافظة يمنية.
خلال سنوات العدوان الست لاحظ أطباء اليمن تزايدًا مرعبًا في عدد الولادات المشوهة والحاملة عيوبًا خلقية.
يتحدث الدكتور نجيب القباطي الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بحكومة الانقاذ الوطني في تصريح خاصٍ بموقع “العهد” الاخباري: ” حالات التشوهات الخلقية أضحت من المشاكل الصحية التي نلاحظها بشكل ملفت للانتباه حيث أنها زادت خلال سنوات العدوان بشكل كبير، خاصة المحافظات التي تعرضت للقصف واستخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمواد الكيميائية”.
ويلفت القباطي: “ليس هناك دراسات لنسبة الزيادة، ولكن هناك تنامٍ كبير لحالات تشوه الأجنة لمسه العاملين في القطاع الصحي من أطباء وقابلات. هذه الحالات أصبحت تلاحظ بشكل يومي في العديد من المناطق، ناهيك عن الولادات التي تتم في المنازل ولا نستطيع اكتشافها، كون أكثر من 50% من الولادات لا تتم تحت الاشراف الطبي فالتجمعات السكانية الأكبر في اليمن ريفية وتصل نسبتها إلى 70%”.
زيارةٌ لمستشفى الثورة بصنعاء
في زيارة ميدانية لقسم الأطفال بمستشفى الثورة بأمانة العاصمة، كانت الحضانات ممتلئةً تمامًا بحالات الخدج وناقصي الوزن، وأكد الأطباء في القسم أن حالات تشوهات الأجنة والخدج باتت ظاهرة منتشرةً، داعيين القطاع الصحي بحكومة الانقاذ الوطني والمجتمع الدولي إلى الالتفات بشكل جدي لهذه الكارثة. وقد حصل الموقع على صور لحالات تشوهٍ استقبلها المشفى في الآونة الأخيرة.
يفيد الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بحكومة الانقاذ الوطني: ” هناك بعض المحافظات تظهر فيها الحالات أكثر من غيرها مثل محافظة حجة والحديدة وصعدة ونحن ما زلنا نعمل على رصد الحالات بشكل أدق خلال الفترات القادمة”.
ومع متابعتنا لهذه الظاهرة تبيّن أن كل المستشفيات الرئيسية بأمانة العاصمة باتت تستقبل حالات الأجنة المشوهة بشكل متزايد.
فعلى سبيل المثال استقبل مستشفى الجمهوري في الشهر الماضي وخلال 16يومًا 7 أجنة مشوهين.
وتبرز محافظة الحديدة في رأس قائمة المحافظات الحرة التي تزايدت فيها حالات التشوه، خاصةً بمنطقة الجرّاحي.
أسلحة العدوان تفتك بحاضر ومستقبل أطفال اليمن
تعددت أنواع التشوهات الخلقية التي ظهرت في المواليد خلال سنوات العدوان، وعجز الأطباء عن تصنيفها.
فبعض الأجنة تفاقمت فيها التشوهات، وشملت أكثر من عضو في الجسم، منها التشوهات بالأطراف، وتشوه أصابع اليدين والقدمين، وشق الشفة، والحنك المشقوق، وتشوه في الأمعاء، وشق في البطن، وتشوهات في الرأس والظهر وكذا تسلخ في الجسم، ونقص في الأعضاء.
وبحسب القباطي: ” التشوهات الملاحظة متعددة، بعضها بسيطة وبعضها معقدة ومركبة، ونحن بصدد تصنيفها بحسب التصنيف الدولي للتشوهات الخلقية، لمعرفة ما إذا كان هناك تشوهات لم يشملها التصنيف الدولي”.
لقد استخدم العدوان الأمريكي السعودي أسلحة محرمةً دوليًا إلا على اليمنيين كما يبدو!
من بين تلك الأسلحة والذخائر (قنابل عنقودية، انشطارية، فراغية، نيترونية، فسفورية) أثرت إشعاعاتها حتى على الحيوانات في المناطق التي استهدفتها.
ومما لا ينكره عاقل أن تلك الأسلحة كان لها تأثيرٌ مباشر على النساء وبالتالي على أطفالهن.
يؤكد القباطي: ” العدوان استخدم في حربه على اليمن كل أنواع الأسلحة المحرمة وبكميات فاقت بكثير ما تم استخدامه في الحروب العالمية وعلى مدى 6 سنوات ولم يستثني العدوان أي منطقة في اليمن رغم تركيزه بشكل كبير على بعض المحافظات والمناطق”.
ويضيف الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة: ” وزارة الصحة حالياً تعكف على تنفيذ دراسة في بعض المستشفيات والهيئات الطبية لمعرفة الأسباب المتوقعة بظاهرة تشوه الأجنة، كما نقوم بالتحري عن الحالات على المستوى الوطني من خلال استمارات. وهذه الدراسة التي بدأنا تنفيذها وكذا التحري عن الحالات قد يعطينا معرفة، رغم شحة الامكانات بسبب العدوان والحصار، ولكن ظهور الحالات بالشكل الكبير يؤكد على أن الأسلحة المحرمة التي يستخدمها العدوان تعتبر من أهم الأسباب”.
أطفال اليمن من ينقذهم؟
أمام وضع صحي يوشك على الانهيار، وتفاقم الأوضاع المعيشية يومًا بعد آخر تحت وطأة الحصار، ماهو مصير هؤلاء الأطفال ذوي التشوه والاعاقات؟ وأبواب المداوة والطبابة موصدةٌ أمامهم داخل الوطن وخارجه؟!
“الرعاية الصحية للأجنة المشوهة ليست بالسهلة خاصة وأن اكتشافها في مرحلة مبكرة من الحمل يحتاج إلى امكانات متطورة، وكذا عملية التشخيص السريع والتدخل المبكر الذي يحتاج إلى مراكز أو وحدات متخصصة، اضافةً إلى اجراء التدخلات الجراحية الممكنة.
كما أن الافتقار إلى توفر حاضنات كافية على مستوى جميع المستشفيات وخاصة الريفية، وشحة الأخصائيين في تخصص حديثي الولادة يعقد تقديم الرعاية الممكنة وفي الوقت المناسب” بحسب القباطي.
هذا الجيل المقبل على الدنيا حاملًا آلام وظلم العدوان الأمريكي السعودي، سيقف يومًا أمام عالم الصمت والخنوع إن سمحت له أوجاعه بالبقاء على قيد الحياة، وسيسأل المتقنعين بقناع الانسانية أين كانوا حين أهالت دول التحالف كل حقدها وقنابلها على اليمن؟!