أسرار انتصار اليمن… “معيّة الله الخاصّه مع المجاهدين في الميدان”
الحقيقة / كتب ـحمد عايض أحمد
إن موقع الإيمان موقع عزيز، يَهَبُ أصحابه العزّة، وذلك أن المؤمنين يصلون حبلهم بحبل الله، وحولهم بحول الله تعالى وقوته، فإذا عرفوا ذلك من أنفسهم، لم يفارقهم الإحساس بالعزة. لذلك معية الله الخاصة تتضمن الإحاطة و النصرة و التأييد و الحماية لمجاهدي الجيش واللجان المرابطين في الميدان من المهالك ، و هذه المعية الالهيه خاصة بالمؤمنين المجاهدين ، قال تعالى ( إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال : 46 ، و قال تعالى ( إنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) النحل : 128. وقال تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ). وأعداؤنا يملكون القوة الأولى، ولا يملكون القوة الثانية. وهذا هو الفارق الجوهري الكبير بيننا وبينهم في ساحة القتال … على أننا نقول مرة ثانية ونؤكد أنها لا تغني عن قوة السلاح والميدان….وهذه الرعاية الالهيه في ساحة المعركة، تبعث في نفوس المقاتلين المرابطين الطمأنينة والسكون واليقين بمعية الله تعالى لهم في المعركة، وان الله لا يتخلّى عنهم، مهما واجهوا من أوضار المعركة وبأسائها، وإذا اطمأن المقاتل في ساحة القتال إلى معية الله تعالى … اطمأنت نفسه، وسكنت إلى الله، وآمن بنتائج المعركة، وتصرّف وتحرك في ساحة القتال، بكل قوة، وتحمّل لبأساء المعركة وضرّائها، بكل ما تتطلّبه المعركة من حيطة وحذر، ولكن من دون قلق وارتباك، وباطمئنان وثقة عاليتين.
وهذه الطمأنينة والثقة بالمعية الإلهية، وليس بالكثرة والقوة.
علينا ان نكتسب في مواقفنا الصعبة مع العدوان المتوحش الدموي الارهابي هذا الإحساس بمعية الله، وهذه السكينة النفسية التي ينزلها الله تعالى على قلوب عباده المجاهدين، ساعة البأساء والضراء … فتطمئن قلوبنا بالله، وبمعيته، وبأنه لا يتخلّى عنّا، ولا يُكِلُنا إلى أنفسنا، وأنه تعالى يرانا ويسمعنا، فيتحرك المقاتل في ساحات القتال مطمئناً واثقاً بنصر الله … وهذه الخصلة النفسية في ساحة القتال توازي قوة السلاح، بل تزيد عليها، ولا يغني عنها.
وأعداؤنا يفقدون هذه الخصلة بالكامل، ويلبسون السلاح على قلوب مرعوبة، والمؤمنون يلبسون القلوب على السلاح.
وشتان بين من يحمل السلاح وثقته بالله ونصره ومعيته، ومن يحمل السلاح، وثقته في سلاحه وقوته، فإذا خانه السلاح أو غُلب عليه ولّى هارباً.
لذلك وعد الله هو الوعد الحق هو اليقين هو المكتوب والمنجز بالميدان قبل بدءه..قال تعالى
(وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، الروم/ 47.
وهذا هو الوعد الحق الذي وعد الله تعالى به عباده المؤمنين حقاً، وبعد هذا الوعد الإلهي الحق لا يدخل اليأس عن النصر قلب عبد مؤمن يثق بالله تعالى ووعده.
ويَعِدُ الله تعالى نبيه بالنصر العزيز. (وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً)، الفتح/ 3.
ومن أسباب النصر إعداد القوة للمعركة، والتخطيط لها، والإعداد لها إعداداً كاملاً.
(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ، وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ، تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ، وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ، لاَ تَعْلَمُونَهُمُ)، الانفال/ 60.
إن إعداد القوة على وجه الأرض، وفي الميدان من ضرورات القتال، ولابد من هذا الإعداد والتحضير، ولكن لا يجوز الاعتماد عليه، فإن الاعتماد على الله.
وقد نصر الله الفئة الضعيفة على الفئة القوية، فلا يصح الاعتماد على قوة السلاح والتحضير الميداني للمعركة، ولكن لابد منه، وهو من شروط نزول النصر من عند الله، ومن مفاتيح نصر الله والجمع بين هذا وذاك من رقائق ثقافة القرآن، نسأل الله ان ينعم علينا بها.ومن شروط النصر ان ينتصر المؤمنون لله تعالى، وينصرون الله، فإذا وجد الله منهم الصدق والجدّ في نصر دينه نصرهم.(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، محمد/ 7.
(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، الحج/ 40.
………