أزمة المشتقات النفطية وما يترتب عليها من انعكاسات على حياة المواطنين

يتعرض المواطن اليمني من حين لآخر إلى أزمة خانقة في المشتقات النفطية برغم أن اليمن بلد الغاز والبترول، وهذه الأزمة الخانقة ليس فقط في تحريك المركبات والمشاغل الأخرى بل ينعكس على حياة المواطن في جميع مجالات الحياة سواء اقتصادية او اجتماعية ..مما يحمله عبء فوق عبئه الذي يتجرعه وهو من غير راتب – إن كان موظف – بعد نقل العدوان للبنك المركزي إلى الأراضي المحتلة –  وان وجد فلا يدري ماذا يشتري من مواد غذائية أو ماذا يفعل بالالتزامات الأخرى فالأسعار تزداد كل يوم.. وإن كان غير موظف فقد حاصره العدوان من شتى النواحي .

لهذا تشهد اليمن ازمة خانقة في المشتقات النفطية وتتكرر باستمرار وتشمل” البترول والديزل والغاز المنزلي” ومن هنا تبدأ المعاناة حيث ترتفع معدلات الفقر والبطالة والمرض وصعوبة الوصول للخدمات الرئيسية مثل “المياه والصحة والتعليم وانعدام الامن الغذائي….”

العدوان السعودي الأمريكي

ويعود السبب الرئيسي لأزمة المشتقات المتكررة لعامها السابع هو العدوان الغاشم على بلادنا الذي قتل كل مظاهر الحياة والأمل في اليمن، وإصابة الاقتصاد اليمني بالانهيار، بعد تدمير كل مقوماته وبنيته التحتية وكما يتلذذ بما يراه من معاناة الناس من مرض وجوع وفقر.

فالعدوان يتعمد تدمير البنية التحتية بشتى الطرق واهمها إطالة فترة احتجاز السفن برغم انها مصرحة ” لما يترتب علية من انعكاسات على الحياة” ومنها: –

  • اختلاق الازمات وتعطيل الحياة

  • استهداف رؤوس أموال القطاع الخاص

  • تتساوى غرامات التأخير لكل سفينة مع قيمة حمولتها من المشتقات او ضعف حمولتها

  • تلف المواد الغدائية او الأدوية

  • تعطيل الاعمال وزيادة المعاناة

  • زيادة الفقر والبطالة وانتشار الامراض ” خاصة في المناطق الحارة”

  • الحكم على المرضى بالموت البطيء” لعدم توفر الكهرباء او لارتفاع أسعار الادوية او انعدامها”

ومن هنا نوضح  أهم الكوارث المترتبة على تفاقم أزمة الوقود من الانعكاسات (الاقتصادية والاجتماعية) للمشتقات النفطية وما يترتب عليه من معاناة المواطن.

# أولا: الانعكاسات الاقتصادية لأزمة المشتقات النفطية: –

انعكست ازمة المشتقات النفطية سلبا على الاقتصاد حيث ازدادت المعاناة الى مستويات غير مقبولة وتوقفت كل مجالات الحياة ومنها:

انعكاسات ازمة المشتقات النفطية على أجور النقل ” المواصلات”

ارتفعت أسعار أجور النقل الى قسمين لمعاناه المواطن: –

التنقل بين المحافظات: حيث ارتفعت أسعار أجور النقل من محافظة الى محافظة على حسب المسافة مما يشكل عبء على المواطن ويمنعه من السفر الا للضرورة الملحة.

التنقل في المحافظة: وعلى الصعيد نفسه التنقل في المحافظة من شارع الى شارع حيث ارتفع سعر المشوار الى 200 ريال وقد لا يجد المواطن ” موظف او طالب” أحيانا قيمه المواصلات ليصل الى وجهته وهنا نجد المواطن او الطالب يمشي لمسافات أو لا يذهب الى وجهته وأحيانا نجد المواطن يتعلق في باب المواصلات العامة” الباص العام” ويعرض حياته للخطر.

معاناة مالكي ” الباص – التكسي”: يعتبر مالكي ” الباص العام او التكسي” أكثر المواطنين تضررا “لان مصدر رزقهم الوحيد ” فاذا توقف السائق عن العمل لعدة أيام فمن اين سيطعم أولاده ويقوم بالالتزامات الأخرى .

كوارث بيئية: انعدام المشتقات يودي الى توقف سيارات النظافة وبتالي تتراكم النفايات في الشوارع.

كما ان طابور السيارات “الذي ليس له نهاية ” عند كل محطة بترول يودي الى كثير من المشاكل منها الفوضى في الشوارع والازدحام والتشاجر بين المواطنين.

انعكاسات ازمة المشتقات النفطية على أسعار المواد الغدائية

نجد قاعدة أساسية عند أزمات المشتقات ” فكلما جاءت الازمة ازدادت أسعار المواد الغدائية خاصة الأساسية منها “كالقمح والدقيق والأرز والسكر والزيت” وهنا لا يستطيع الموظف ان يشتري كل هذه المواد في وقتا واحد وان اشترى يأخذ اقل سعة.

ان ارتفاع أسعار السلع الغذائية الاساسية يجعل الفئات اشد احتياجا وذوي الدخل المحدود أكثر عرضة لانعدام الامن الغذائي.

انعكاسات ازمة المشتقات النفطية على أسعار الادوية

تتسبب ازمة المشتقات النفطية الى ارتفع اسعار العلاجات وأحيانا الى عدم توفرها فيضطر المواطن لتحمل عبء سعرها الباهظ الذي يفوق قذاراته المالية او يبحث عنها من صيدلية الى أخرى.

ويجد المواطن في المناطق النائية صعوبتان للحصول على الادوية تكمن في صعوبة ارتفاع تكلفة النقل وارتفاع أسعار الأدوية.

انعكاسات ازمة المشتقات النفطية على الانتاج الزراعي والكهرباء

الإنتاج الزراعي: تعاني المحاصيل الزراعية في معظم المحافظات أثر تكرار ازمة الوقود أضرار وصفت بالكارثية حيث تهلك مئات الألف من الهكتارات الزراعية خاصة اذا جاءت الازمة بين موسمين زراعيين “هددت بتلف محاصيل الحبوب المزروعة في الموسم الصيفي، والتي حان حصادها ومن أهم ما يعانيه المزارعين كتالي: –

  • قلة المياه وخاصه المياه الجوفية

  • تضرر وتلف المزروعات

  • جني المزارعين الثمار قبل النضوج ” لتفادي الراي المتواصل”

  • توقف مضخات المياه

  • خسائر مادية كبيرة “كلفه عالية وعائد منخفض” لبعض الاشجار

  • بدل المزارعين الجهد في حراثة الأرض ونثر البذور ” بوسائل تقليدية”

  • ترك كثير من المزارعين العمل في هذا المجال” برغم من ا نه المصدر الثاني للموارد اليمنية ” لزيادة تكلفة الزراعة”.

  • ” تكلفة الزراعة أدت الى رفع سعر المحاصيل”

  • انقطاع الكهرباء باستمرار وزيادة سعرها ” زادت من تفاقم المشاكل “

  • زراعة القات او محاصيل اخرى لما يجنيه من ربح وفير” بدلا من القمح الذي يحتاج الى ماء وفير”

الكهرباء: تعيش معظم المحافظات ًحالات مأساوية نتيجة أزمة المشتقات النفطية ونقص الوقود وارتفاع أسعاره أوضاعا انعكست سلبا على مستوى توليد الكهرباء، فتعرضت حياة لمواطن للضرر والخسارة ومنها: –

  • انقطاع الكهرباء المستمر

  • انخفاض الانبعاثات الضوئية خاصة في الليل

  • توقف عده اعمال تعتمد على الكهرباء

  • نشوب الحرائق بسبب الشمع

  • تكلفة الكهرباء التجاري و”العمومي” برسوم تكلفه للكيلو ورسوم اشتراك شهريا

  • معاناة المواطن في المناطق الحارة من انقطاع الكهرباء لعدة ساعات مما يودي الى انتشار “الامراض الجلدية – ارتفاع الحرارة والرطوبة – تلق المواد الغدائية “.

انعكاسات أزمة المشتقات النفطية على الأنشطة الصناعية والقطاع الخاص: –

أدت الازمات المتكررة للمشتقات النفطية الى توقف كثيرا من المصانع عن العمل وبتالي انتشرت البطالة وقل الإنتاج المحلي للمواد الغدائية وأصبح الاستيراد هو الأنسب.

كما توقفت كثير من الاعمال الخاصة “كشركات ومعامل وورش خاصة و……” حيث تعتمد هذه المعامل في عملها بشكل كبير على الكهرباء والأنترنت.

وأيضا ارتفعت تكايف الإنتاج والنقل والتخزين وتقلصت إنتاجية وعائدات القطاع الخاص وتقلصت قدرته على التوسع وتوليد فرص العمل والدخل.

انعكاسات ازمة المشتقات النفطية على بروز ظاهرة السوق السوداء للمشتقات : –

  • انتشار سوقا نفطية خاصة “واغلاق محطات البترول الرئيسية”

  • احتكار المشتقات واختلاق الازمات

  • عدم استقرار الوضع التمويني والسعري للمشتقات النفطية

  • الغش في المشتقات ” بإضافة مواد لها”

  • تلف السيارات والمعدات والمحركات ” نتيجة ضعف الالتزام بمعايير الجودة”

  • انفجارات في مخازن احتكار المشتقات ” انفجرت كثير من خزانات النفط في البيوت وأدت الى حرائق كبيرة واضرار بشرية ومادية”.

  • مخاطر على الاقتصاد الوطني سواء بسوق الصرف او التهريب

انعكاسات ازمة المشتقات النفطية على الثروة السمكية

أثرت الازمة النفطية على القطاع السمكي بشكل كبير من حيث ” ونقل وحفظ وتخزين الأسماك والأحياء البحرية” والذي انعكس سِلباً على عدم توفر الأسماك في الأسواق المحلية وارتفاع قيمتها الضعف.

انعكاسات ازمة المشتقات النفطية على الدجاج والبيض

كما تراجع انتاج صوامع ومطاحن الدواجن بسبب شح الوقود ما أدى الى ارتفاع أسعار البيض والدجاج بحسب وزارة التجارة والصناعة اليمنية في صنعاء.

 # ثانيا: الانعكاسات الاجتماعية لازمة المشتقات النفطية – :

الانعكاسات على تكلفة الحد الأدنى للسلة الغذائية

عملية ارتفاع المشتقات عملية طردية “فكلما ارتفع سعر المشتقات ارتفعت أسعار المواد الغدائية “وهكذا بين كل فترة وفترة وباستمرار ترتفع الأسعار نتيجة ازمه المشتقات وبتالي تنعكس هذه المعادلة سلبا على المواطن الضعيف الذي لا يستلم راتبه وان استلم راتب بعمله في القطاع الخاص وبتجارته الصغيرة فلا يسد الا الشيء اليسير من متطلبات الحياة سوء غداء اساسي” بأقل سعة مثل 10 كيلو ارز – سكر…”، سكن، علاج…. الخ

ولا يعود الذنب على التجار او المزارعين لأنهم أيضا يتحملون فوق قدراتهم فهناك “جمارك واجور نقل ومخازن وتوزيع….” فترتفع علية كلفة تجارته سوء محليا او بالاستيراد وبتالي لابد ان يرفع الأسعار على المستهلك.

انعكاسات أزمة المشتقات النفطية على المياه

وللماء حكاية أخرى من المعانة الانسانية بل الأشد ازمه على المواطن فلا حياه بدون ماء ولكن ماذا يفعل المواطن في ارتفاع سعر وايت الماء ” سيارة تحمل برميل ماء” فلا يستطيع تحمل تكلفت الويت فيضطر الى الجو الى حلول أخرى كماء السبيل” خزان ماء سبيل في الشارع” او ماء بئر في القرى وبتالي بعرض حياته وحيات اسرته الى المرض كتفشي أمراض مزمنة كالكوليرا والدفتريا وغيرها

انعكاسات أزمة المشتقات النفطية على العمل الإنساني

انعكست ازمة المشتقات النفطية أيضا على عمل المنظمات الإنسانية كتالي:

  • عدم توفر الوقود الازم

  • عدم نقل المساعدات الى الأماكن المتضررة

  • تعليق دعم الأطفال المصابين بسوء التغذية

  • تقليل توزيع الغداء والماء بقدر أكبر

  • تأخير وصول المساعدات الغدائية والدوائية الى المحتاجين

  • صعوبة المواصلات ” لارتفاع أسعار النقل والمسافة الطويل ووعورة الطريق”

انعكاسات أزمة المشتقات النفطية على الأمن الغذائي وسوء التغذية

أدت ازمة المشتقات النفطية المتكررة الى فقر ومجاعة أكثر المواطنتين خاصة النساء والأطفال الذين يعانون من سوء تغدية حاد نتيجة الانعدام الأمني وسوء التغذية حيث نجد ان الاسرة لا تتناول غداء صحي ومتنوع كل يوم.

ويرجع سبب ذلك للفقر وارتفاع الاسعر الجنوني فنجد وجبة الإفطار بسيطة نوع واحد فقط مع الخبز” بيض، جبن، بقوليات” بعضهم يأكل الخبز مع كاس شاي، اما الغداء لا يوجد ” لحم او سمك ” وكذا العشاء بسيط ولا توجد فاكهة. فنجد أكثر الناس لا يأكلون الدجاج او السمك الا يوم الجمعة فقط وبكمية قليله اما اللحم ” البقري او.. ” لا يتنولوا الا في العيدين فقط.

الانعكاسات على التعليم

انعكست المشتقات النفطية كثير في مجال التعليم الى معانه المواطنتين من جهتين “الإباء والمعلمين “ونتحدث في بعض النقاط كتالي: –

أولا: معاناة الإباء وابنائهم

  • تكلفة مستلزمات التعليم: حيث ارتفعت أسعار الدفاتر والمستلزمات الأخرى كثيرا

  • عدم توفر الكتاب المدرسي مما يجعل الإباء يشترون الكتب من السوق السوداء

  • نقل الأبناء الى مدارسهم: إذا فرضنا ان الاب معه ثلاثة أبناء فيحتاج أجور مواصلات في “المواصلات العامة” 1200 ريال يوميا، فكم تطلع في الشهر!

  • التخفيف من الوجبات الغدائية: ” طعام غير صحي ولا متنوع” للقيام بالالتزامات الأخرى ” كتعليم” مما يعرض الطلاب الى سوء التغذية

  • شراء ملخصات “تساعد الطالب في فهم الدروس” وذلك لسببين أولا عدم شرح المعلم الدروس كما يجب وثانيا الازدحام في الفصل الذي يعيق الفهم

  • ازدحام الطلاب في الفصل: فيمكن ان يجلس في لكرسي أربعة طلاب

  • قله المدارس الحكومية: مما يتطلب من الطلاب البعدين عن المدرسة الى مواصلات

  • توقيف الدراسة: بعض الإباء يوقفون أبنائهم عن التعليم ” بعضهم يكمل الى الصف التاسع فقط ولا يستطيع اكمال الثانوية” وذلك لعدم استطاعت الإباء توفير مستلزمات الدراسة او يريد ابنه ان يشتغل ليعينه على المعيشة

ثانيا: معاناة المعلمين

  • انقطاع الراتب في المدارس الحكومية او راتب زهيد في المدارس الاهلية

  • الجهد ” حيث يقوم المعلم بشرح الدرس لفصلا اكتظ بطلاب مما يجعله يبدل الجهد “برفع صوته والسيطرة على الفوضى في الفصل”

  • تكلفة المواصلات

  • الاعمال التي يقوم بها من ” تحضير الدروس ووضع الاختبارات و….الخ”

  • الإجراءات الإدارية للمدرسة

  • عدم توفير الوسائل التعليمية او المعامل

وهكذا نجد ان هناك علاقة طردية بين ازمه المشتقات والانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية على المواطن اليمني، فعندما ترتفع أسعار المشتقات النفطية المختلفة تؤاثر بشدة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وأوضاع الامن الغذائي والمعيشي للسكان.

وبتالي اتسعت معدلات الفقر والبطالة وارتفعت الاسعر كما أصبح هناك صعوبة في الوصول الى الخدمات الأساسية ك” المياه والكهرباء والصحة والتعليم”.

 

المصدر:السياسية : أمل باحكيم

المراجع:

* أزمة المشتقات النفطية إبادة جماعية بمباركة أممية ” الزميل زيد المحبشي”

http://www.alsyasiah.ye/178883

*كتاب المستجدات الاقتصادية والاجتماعية في اليمن 2020

الصادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي (قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية) YSEU46

 

قد يعجبك ايضا