أزمة الكيان السعودي أكبر من المتوقع
تعاني مملكة بني سعود من ضعف نمو الناتج الإجمالي المحلي، ورغم رفعها الرسوم والضرائب فإن الاقتصاد يتراجع، وأصبحت الدولة غير قادرة على دفع رواتب العمالة الوافدة، وتركت آلاف العمال من جنوب شرق آسيا للمستقبل المجهول.
حين تعجز أمة عن توفير الغذاء للعمالة الوافدة فهناك الكثير لقوله بشأن حالتها المادية، فانهيار أسعار النفط أجبرت المملكة على اتباع تدابير تقشف، وأخرت مدفوعات المتقاعدين.
وفي هذا السياق، يقول جيسون نوفي، خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة ” كابيتا إيكونومكس “: ” يبدو أن التقشف ضرب السعودية بشدة أكثر مما كنا نتوقع، حيث وقف مشاريع البناء، ووقف التوظيف “.
أثناء أزمة عام 2009 المالية، دفعت الحكومة للشركات لمساعدتها في التغلب على أزمة السيولة، ولكن هذه المرة خفضت وزارة المالية المدفوعات من 20% إلى 5%، وقال أحد المصرفيين، رفض ذكر اسمه: ” لا يتم دفع المال، منذ أكتوبر الماضي، ومن الصعب معرفة إلى متى سيستمر هذا الوضع “.
العمال الهنود والباكستانيون الذين لم يحصلوا على رواتبهم أوضح دليل على أن الأمور ليست بأفضل حالاتها في السعودية مقارنة بالوضع السابق، عمالة جنوب شرق آسيا خاصة الهند وباكستان هم الأكثر تضررا في المملكة، بالأخص العاملين في قطاع البناء، حيث تم تركت هذه الفئة بدون عمل، وبدون تأمين وغذاء ومأوى أو مرافق، مما دفع سفاراتهم للتدخل بشكل سريع لتقديم المساعدة لمواطنيهم.
لم يتم دفع مستحقات العاملين لعدة أشهر، وبالتالي هناك فوائد متأخرة لا يعلمون كيف سيحصلون عليها، هذا إذا حصلوا عليها، وفي ظل النظام السعودي لدى صاحب العمل الحق فقط في إصدار تأشيرات الخروج والعودة للعاملين، مما خلف عددا كبيرا من العمال في المملكة لم تصدر لهم التأشيرة.
بعد العمل بكد لسنوات يعود العمال إلى بلادهم دون أخذ مستحقاتهم، وقال محمد صلاح الدين، عامل من بنجلاديش، كان يعمل في شركة البناء سعودي أوجيه: ” إنهم لا يعطوننا أجوبة حول رواتبنا.. بعد أن يدفعوا لي راتبي سأذهب “.
تحاول الرياض تغيير سياستها الاقتصادية بعد خفض أسعار النفط، ولكن من المرجح أن الوضع سيزداد سوءا لأن الاقتصاد السعودي أصبح عرضة لنفاد السيولة النقدية، ورغم انخفاض سعر النفط، تواصل المملكة رفع إنتاجها من البترول بمعدل 10.67 مليون برميل يوميا، مع عدم وجود مؤشرات لخفض كمية الإنتاج.
حال استمر انخفاض سعر النفط ووصوله لأدنى مستوياته كما في هذه الأيام، سيكون أمام الكيان السعودي ” سنوات قبل تمكنها من استعادة مجدها السابق.