أرقام مفزعة:حصار قوى العدوان لمطار صنعاء يخلف كارثة إنسانية
كارثة إنسانية جديدة تعيشها اليمن، هذا ما كشفه وزير الصحة اليمني، الدكتور طه المتوكل، اليوم الاثنين، عند تأكيده أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي، منع وصول الطائرات المخصصة لنقل الحالات المرضية الحرجة لتلقي العلاج في الخارج، الأمر الذي يفاقم من حدة الأوضاع الإنسانية في اليمن، لا سيما في ظل تصنيف الأمم المتحدة للوضع في اليمن بأنه “أسوء كارثة إنسانية”.
وأشار الوزير المتوكل إلى وفاة عدد من المرضى ممن كان من المقرر نقلهم الى الخارج لتلقي العلاج ضمن الجسر الطبي الجوي الذي جرى الاتفاق عليه مع الأمم المتحدة.. مؤكداً أن المرضى المتوفين ضمن الدفعة الأولى التي كان من المقرر نقلها إلى الخارج.
وقال: أن عشرات الآلاف من المرضى يعانون من ضعف الإمكانات في البلد، مبيناً أن ما لا يقل عن 30 ألف مريض بحاجة للعلاج خارج اليمن سنويًا.
اشتداد الحصار
ويتضح انه من يوم إلى آخر تشتد حلقات الحصار الخانق على اليمنيين، وسط “صمت وعجز” من قِبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لتستمر معها أزمة المرضى وتتحطم آمال الكثيرين في الشفاء.. خاصة ما اذا قلنا أن هناك مستشفيات مهددة بالتوقف بشكل كامل.
لقد أضحى مصير المرضي في اليمن مجهولاً ، ساعة بسبب أزمة الوقود الناتجة عن منع دخول المشتقات النفطية، وساعة بسبب قلة الإمكانيات وانتشار الأوبئة.
وأفاد مسؤول صحي يمني بأن آلاف المرضى حرموا من السفر للعلاج في الخارج بسبب الحظر المفروض من قبل تحالف العدوان.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان الدكتور يوسف الحاضري، إن “استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي حرم نحو 40 ألف مريض يمني من السفر للعلاج في الخارج”، مشيرا إلى أن “نحو 30 مريضاً حالتهم الصحية متردية ويخشى على حياتهم في حال لم يتم نقلهم للعلاج في الخارج في ظل ضعف الإمكانيات في المستشفيات المحلية”.
وأوضح الحاضري أن “أكثر المتضررين من قرار إغلاق المطار هم مرضى السرطان، والكبد، والقلب، والفشل الكلوي، بالإضافة إلى المدنيين الذين أصيبوا في الغارات الجوية التي نفذها طيران التحالف السعودي الإماراتي منذ بدء العدوان في مارس 2015”.
وكانت منظمة الصحة العالمية، حذرت في سبتمبر الماضي من وفاة 35 ألف مريض سرطان باليمن، معتبرة أن مرض السرطان اضحى بمثابة عقوبة إعدام على اليمنيين.
وأضاف أن “غالبية المرضى يرفضون السفر إلى الخارج عبر مطاري عدن (جنوب)، وسيئون (شرق)، بسبب المسافة الطويلة الذي سيتكبدونها للوصول إلى تلك المطارات، فضلاً عن سوء الأوضاع الأمنية في تلك المحافظات، خاصة في مدينة عدن التي شهدت تطورات عسكرية خلال الفترة الأخيرة”.
من جانبه أكد مدير عام مطار صنعاء الدولي بأن هناك حالات وفاة تصل إلى 30 شخصا يوميا من أصحاب الأمراض المستعصية والذين هم بحاجة للعلاج خارج اليمن ،حيث تقف الإجراءات التعسفية لدول العدوان حائلا أمام نقلهم للخارج.
وعبر خالد الشايف عن أسفه من قيام دول العدوان بتحويل اليمن لسجن كبير عبر عزله عن العالم ومنع لجان حقوق الإنسان من الدخول لرؤية ما يجري في اليمن .
وأضاف مدير مطار صنعاء بأن دول العدوان على اليمن ضربت بعرض الحائط كافة الأعراف والقوانين الدولية التي تجرم إغلاق المطارات الدولية .
أرقام مفزعة
أكثر من 40 ألف حالة –حسب التقرير الصادر في منتصف أغسطس المنصرم عن حكومة الإنقاذ- من مصابي الأمراض المستعصية، حصدها الموت كان يمكن تحاشيه لولا إغلاق مطار صنعاء، 1 من كل 10 حالات من هذا العدد تموت في الطريق بين عدن وصنعاء، وصنعاء وسيئون التي يستغرق السفر اليها من 15 إلى 25 ساعة..
وأوضح التقرير أن هذا العدد من الوفيات حدث منذ إعلان دول تحالف العدوان الإغلاق الكلي للمطار في 6 أغسطس 2016م.. ليفضي هذا الحصار باليمن إلى وضع مأساوي لم يسبق له مثيل، إذ أكدت مؤشرات التقرير – الذي نشرته مجلة العربي سابقاً أن نحو 350 ألفا مصابون بأمراض مستعصية بحاجة ماسة إلى السفر إلى الخارج، فيما 30 – 35 % منهم ينتظرها المصير المجهول في حال استمر إغلاق المطار، بعد أن انقطع أمل السفر عبر مطار عدن رغم ما يحتمله سفرهم من مخاطرة ومتاعب تصل حد الموت.. وإن 120 ألف حالة وفاة بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات والمحاليل الطبية التي كانت تنقل عبر الجو، فيما أكثر من مليون مريض مهددون بالموت نتيجة انعدام أدوية الأمراض المزمنة، كأمراض الفشل الكلوي وأمراض القلب والسكري والسرطان وغيرها.
البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والنقل وحقوق الإنسان، منتصف أغسطس 2019م أن (8) آلاف مصاب بالفشل الكلوي بحاجة إلى عمليات زراعة الكلى في الخارج، فيما (60) ألف مصاب بالأورام السرطانية يهدد غالبيتهم الموت المحقق نتيجة استمرار إغلاق المطار ، في ظل انعدام 54 صنفا من أدوية علاج الأورام السرطانية، و68 صنفا أدوية العمليات الجراحية العامة… و31 صنفا من أدوية الإنعاش والتخدير، 60 صنفا من أدوية الأمراض المزمنة الأخرى و65 صنفا من محاليل المختبرات وفحوصات الأنسجة.
مواقف دولية
وكان المجلس النرويجي للاجئين أكد في أغسطس الماضي على أن إغلاق مطار صنعاء الدولي يرقى إلى عقوبة الإعدام بحق آلاف المرضى في اليمن.. مشيراً إلى وفاة ما يقارب 32 ألف شخص ، حيث فقدوا حياتهم بشكل مبكر بسبب عجزهم عن السفر إلى الخارج لتلقي العلاج”.
وقال المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين في اليمن محمد عبدي “إن إغلاق مطار صنعاء يَحكم على الآلاف من المواطنين بالموت المبكر كما لو أن الرصاص والقنابل والكوليرا لم تقتل عدداً كافياً منهم” .
وأضاف عبدي “لا يوجد هناك أي مبرر لمنع المرضى المدنيين من مغادرة البلاد للحصول على العلاج الطبي الذي قد ينقذ حياتهم”.
فيما قال المدير القطري لمنظمة كير العالمية في اليمن يوهان مووي “يموت المواطنون لأنهم لا يستطيعون القيام بأبسط الأشياء وهي استخدام المطار الخاص بهم للسفر” .
واعتبر أن “الإغلاق المستمر لمطار صنعاء أصبح رمزاً لدولة لا تعمل من أجل شعبها، حيث يعاني الملايين في اليمن من عدم القدرة على الوصول إلى الأشياء التي نعتبرها في معظم البلدان الأخرى من المسلّمات”.
وأكد مووي قائلاً “يجب أن ينتهي هذا الوضع ويجب أن تظل جميع الموانئ البرية والجوية والبحرية مفتوحة”.