أرشيفهم وتاريخنا : بقلم / صلاح الرمام
مجرمون وقتلة، مُتوحشون وخونة،حيوانات مُفترسة في هيئة البشر، على نهج قابيل ساروا، وفي طريقة مضوا، قتل أخاه ظلماً فقتلُوا إخوانهم، يتفقون مع البشر في الصورة أحياناً بينما يختلفون كليا في المضمون، لا يخلو زمن منهم من ايام آدم عليه السلام، تتكرر جرائمهم ولا تختلف طريقة الإجرام لديهم باختلاف الزمان والمكان “”قتل – سحل – ذبح – صلب – حرق “” لم تغب جرائمهم بحق البشرية يومآ من الأيام سوء في فترة ما قبل الإسلام او ما بعده إلا أنها تزداد في فترة وتقل نسبيا في أخرى السيف والسَّكين والخنجر أداة القتل المُفضلة لديهم في كل زمان ومكان وطُرق ارتكاب الجريمة هي نفسها ولأنهم ليسوا من فصيلة البشر يتعاملون مع الضحية على طريقة الحيوانات جبناء في المواجهة اذلاء امام خصومهم يعتمدون الخداع والتضليل ويجيدون المكر والحيلة ،باسم الإسلام والمسلمين ينفذون أعمالهم الإجرامية عدوهم الأول من يقف موقف القران من اليهود والنصارى ويسعى إلى كشف مؤامراتهم ومشاريعم الاستعمارية
قتلوا الأمام علي غدرا وقتلوا الأمام الحسين ظلما وقاموا بقطع رأسه وطافوا به على عدد من عواصم العالم الإسلامي، قتلوا الأمام زيد وصلبوه وذروه في البر والبحر اعدموا بالسيف المئات من الحُجاج اليمنيين في منطقة (تنومه) وهم في طريقهم لأداء فريضة الحج قتلوا وذبحوا وسحلوا وصلبوا وقطعوا الروس وووووالخ .
في العصر الحاضر ظهروا بقوة كبيرة وبوتيرة أسرع وانتشار اكثر من ذي قبل وشملت اماكن عدة وتجاوزت الحدود العربية والإسلامية واستهدفت الجميع من بني البشر بدون إستثناء وقد ساعدهم في هذا الظهور وسهل من انتشارها على نطاق واسع الفكر الوهابي الظلامي الدخيل والمال الخليجي الذي أتاح ووفر لهم كل الإمكانيات كالــــ الإعلام بجميع أقسامه والمدارس الدينية والمساجد الضرار إضافة الى الجمعيات والمؤسسات الخيرية وغيرها الكثير من العوامل الأخرى التي ساعدت في الإسهام بشكل كبير في التوسع بالإضافة إلى عامل اخر قد يكون هو العامل الأساسي والمركزي في ظهور هذا الفكر وانتشاره بهذا الحجم وبسرعة جنونية في زمن قياسي ويكمن هذا العامل في ان مُعظم حُكام وملُوك العالم الإسلامي باستثناء بعض الأنظمة هي على نفس الدين(التكفيري) مع أنه لا يصح بحال من الأحوال أن نُسمي ما هم عليه بدين إطلاقاً لئن ما هم عليه بعيد كُل البُعد عن الدين لم تقره شريعة السماء ولا قوانين وأعراف الأرض وأهلها ويتنافى تماماً مع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها .
اليوم ومع تطور الة القتل والدمار ومع توفر الإمكانيات ارتفعت نسبة الجريمة الى درجة كبيرة وإلى مُستوى خطير يُنذر بحدوث كارثة على مُستوى العالم ككُل تستهدف البشر كل البشر وتضاهي أفتك الأسلحة إن لم تكُن أشد خطورة على بني البشر فبدل أن يُقتل شخص واحد في عملية ما يستطيعوا أن يقتلوا المئات بنفس العملية من خلال حزام ناسف او سيارة مفخخة او عبوة ناسفة .
الأعمال التي يقومون بها ليست غريبة او جديدة على مُجتمعنا الإسلامي حيث وهي قديمة والأساليب المُستخدمة هي نفسها مع تطور بسيط في بعض الأساليب وإنما الغريب اليوم هو أن اصحاب هذا الفكر يتواجدون اينما تريد أمريكا ويتواجدون في الأماكن التي تتواجد فيها أمريكا او تُريد ان تتواجد فيها والعمليات التي يُنفذونها والساحة التى يتم تنفيذ المُهمة عليها هي الساحة الإسلامية عامة العربية خاصة فلم نسمع او نُشاهد أي عملية من العمليات يقومون بتنفيذها ضد الطرف الآخر او في ساحتهم (اليهود والنصارى) على الاطلاق وهذا في حد ذاته يُثبت قطعاً وبما لا يدع مجالا للشك أن أمريكا وإسرائيل (اليهود والنصارى) لهم اليد الطولى في هذه الأعمال الإجرامية وهم من يرأس هذه المُنظمات بشكل مُباشر والآخرون إنما يتلقون التوجيهات والأوامر من غرفة عمليات مشتركة تقع في إسرائيل إضافة الى أن القادة الميدانيين لهذه المُنظمات هي مئة بالمئة يهودية الفكر والأصل والانتماء .
من طبيعة الحروب والصراعات مستقبلاً وحاضرً أن يكون لدى كل طرف من أطراف الصراع أسرى لدى الطرف الآخر ولديه أسرى من الطرف الآخر وهذا شيء طبيعي ولا عيب فيه الا أن أطراف كا(لقاعدة وداعش والنصرة ) وغيرها من التنظيمات الوهابية الإرهابية المُتطرفة لا تلتزم بالقواعد والقوانين والأعراف المُتعارف عليها عالميا بحق أسرى الطرف الآخر فنرى القتل وقطع الرؤوس والذبح والسحل والحرق بكل الطرق البشعة والتمثيل بالضحية بأساليب همجية في صورة استعراضية تنبئ عن فقدان لكل القيم والأخلاق الإنسانية وتتنافى تماما مع شريعة السماء .
الكل لديه أسرى وهو قادر أن يُنفذ مثل هذه الاعمال ولكنَّ الناس ليسوا سوء وهُناك ضوابط ومُحددات فارقة حتى مع غير المُسلمين وهذا هو ما يتعامل به أبناء الشعب اليمني مع اسراهم من العدو في الحرب الدائرة اليوم وهي اخلاق وتعاليم الإسلام المحمدي الأصيل وقيم المسلم الحقيقي التي لم ولن تسمح لهم بأي حال بمُمارسة اي أعمال من الأعمال التي يرتكبها الطرف الآخر مع الاسرى والمُعتقلين حتى وإن كانوا يهود او نصارى او على اي ديانة كانوا مهما كان العداء بين الطرفين.ولا حتى تسمح الأخلاق الإسلامية والمبادئ والقيم وحتى العادات والتقاليد القبلية المساس بكرامة الأسرى بعيداً عن الدين بل أن تعاليم الإسلام تُوجب على من يُمثل الإسلام الحقيقي ان يعامل الأسرى كالضيوف لا كاسرى حرب لئن تعاليم الدين كفلت للأسير جميع الحقوق والواجبات كما ان ضمير وفطرة الإنسان بعيدا عن الدين وتعاليمه لم تسمح ولن تسمح بارتكاب مثل هذه الجرائم والأعمال مهما ارتكب الطرف الآخر من مجازر وجرائم بحق الأسرى المحسوبين عليك.
ما حصل وما يحصل اليوم بحق الاسرى والمعتقلين والمدنيين من أسرى الجيش اليمني واللجان الشعبية على أيدي مجاميع(داعش – القاعدة- النصرة) يُعتبر جريمة كُبرى وخيانة عُظمى ومخالفة صريحة لكل المعاهدات والاتفاقيات ولكل القوانين الدولية والمحلية المُتعلقة بحقوق الأسرى ووصمة عار ونقطة سوداء في وجه من يرتكبها وهذا يدل ويؤكد على أن جميع التنظيمات الإرهابية التي ترتكب هكذا أعمال قد فقدت مع الدين كل القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية ولم يعودوا بشرا الا في الصورة ام في الأعمال والممارسات فلن يبقى لهم اي صلة بالإنسان وهذا هو أرشيفهم المليء بالعار الملطخ بالخيانة والعمالة الحافل بكل ما هو قبيح وسيئ ومخالف لكل ما لهو علاقة بالإنسان والإنسانية.