أخطر عمليات استهداف الموساد الإسرائيلي لليمن..

 

كشف الفيلم الوثائقي الذي أنتجته دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة تحت عنوان “جاسوس الموساد في اليمن ” تفاصيل إفشال أخطر عمليات استهداف الموساد

لإسرائيلي لليمن وأكبر مخطط تدميري كان كيان العدو الصهيوني يعد للقيام بتنفيذه عقب استكمال جاسوس الموساد باروخ مزراحي مهمته المخابراتية في اليمن والتي فشلت ومثلت عملية القبض على جاسوس الموساد أكبر صفعة لكيان العدو الصهيوني لم يكن يتخيلها أبداً .. تفاصيل أكثر عن الفيلم الوثائقي وأهم ما تضمنه والأصداء التي أحدثها نستعرضها في سياق التقرير التالي :

 

خاص – اليمن

ضربة عسكرية لليمن

بعد أن أرسلت جاسوسها الى اليمن كانت دوائر صناعة القرار في “تل أبيب ” قد أعدت خطة توجيه ضربة عقابية لليمن حسب وصفها بعد أن تعرضت ناقلة النفط الإسرائيلية” كورال سي” للاستهداف أثناء مرورها في منطقة باب المندب في ال 11 من يونيو عام 1971م.

وكشف الفيلم وثيقة صدور أمر قتالي من الدائرة العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى أربعة من عناصر الجبهة.. هم خليل فرحان ويوسف إبراهيم ومحمد سعيد وفادي مصطفى بتنفيذ مهمة مهاجمة وتدمير ناقلة النفط الإسرائيلية ” كولار سي”. وهو ما تم بالفعل .

كما أشار الفيلم إلى أن تنفيذ عملية باب المندب كانت هي الأخطر بالنسبة لإسرائيل وتزامنت مع تنفيذ المقاومة الفلسطينية خلال تلك الفترة عدداً من العمليات ضد الاحتلال الصهيوني ومصالحه خارج فلسطين.

وأوضح الفيلم أن تعليمات الأمر القتالي لتنفيذ العملية تضمنت توجيه المنفذين باللجوء إلى أقرب شاطئ لدولة عربية وتسليم أنفسهم بعد تنفيذ المهمة .

وفي هذا السياق عرض الفيلم وثيقة صادرة عن الجانب اليمني بمنطقة المخاء أكدت أن المنفذين للعملية  وصلوا إلى الشواطئ اليمنية بعد نصف ساعة من استهداف السفينة الإسرائيلية.

فور وصول أنباء العملية إلى “تل أبيب ” وبعد بحث ونقاش توصلت القيادة الإسرائيلية إلى نتائج من أبرزها تكليف جهاز الموساد بالملف اليمني والبدء في تنفيذ مهمة التمهيد لشن ضربة عسكرية تأديبية لليمن.

بدأ جهاز الموساد الإسرائيلي إجراءات تنفيذ الخطة بإرسال أحد أبرز ضباطه لجمع المعلومات اللازمة عن اليمن ” دولة ومجتمع” تمهيداً لشن الضربة العسكرية التأديبية.

كان ضابط الموساد الذي أسندت إليه المهمة هو “باروخ زكي مزراحي” ..وبعد أن زوده الموساد بكافة المعلومات والسجلات والبيانات المتعلقة بشخصيته السرية الجديدة وصل إلى اليمن باسم أحمد سعيد الصباغ وصفة تاجر مغربي الجنسية وسائح يهوى التقاط الصور .

بدأ عميل الموساد تنفيذ مهمته في الشطر الجنوبي من اليمن آنذاك وبعد وصوله إلى عدن قادماً من نيوروبي قام بتنفيذ مهمة رصد الوضع العام في ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية وكل ما يتعلق بخلافات السلطة ومعلومات جهاز الأمن السري الذي كان في طور تشكله إضافة إلى القوة العسكرية للجيش بمختلف وحداته وكذا كافة المعلومات المتعلقة بميناء عدن ثم عاد إلى المركز الإقليمي لجهاز الموساد في نيوربي لتسليم تقريره عن اليمن الجنوبي.

في الـ 18 من مايو 1972م عاد عميل الموساد لتنفيذ مهمة الحصول على كافة المعلومات اللازمة لتوجيه ضربة عسكرية تأديبية للشمال أو احتلال الجزر اليمنية لا سيما المعلومات المتعلقة بالمنطقة الأكثر أهمية لإسرائيل وهي المنطقة الممتدة من باب المندب وحتى الحديدة.

شملت مهمة عميل الموساد كل من صنعاء وتعز والحديدة وكانت محطة وصوله الأولى هي مدينة تعز قادما من أسمرة وأثناء بقائه في تعز جمع أبرز المعلومات عن المدينة وعن المؤسسات العسكرية والأمنية قبل أن ينتقل إلى محافظة إب ومنها إلى صنعاء .

وفي العاصمة صنعاء واصل ضابط الموساد تنفيذ مهمته تحت غطاء اسم وصفة التاجر المغربي أحمد الصباغ ورصد ما يمكن رصده من مواقع عسكرية ومقرات رسمية.

ولتحقيق الهدف الأبرز في مهمته انتقل إلى الحديدة التي وصل إليها في ال22 من مايو 1972م وفيها خصص جزءاً كبيراً من وقته للحصول على المعلومات  والتفاصيل المتعلقة بميناء الحديدة ورسم خرائط تقريبية لأبرز منشآته والمعسكرات المحيطة به.

في ال 26 من مايو 1972م كان أحمد سعيد الصباغ ” باروخ زكي مزراحي ” قد استكمل تنفيذ مهمته بنجاح .. وكان من المقرر أن يعود إلى مركز قيادة الموساد وتسليم تقريره النهائي.

لكنه قرر أن يلتقط المزيد من الصور لمنطقة شمال ميناء الحديدة ولسوء حظه كان قائد كتيبة المدفعية في الدفاع الساحلي اليمني النقيب محمد المقبلي في المنطقة ذاتها ودفعه حسه الأمني إلى التشكيك في أمر التقاط باروخ للصور .. حاول باروخ تبرير التقاطه للصور بأنه سائح مغربي يهوى التقاط الصور غير أن المقبلي لم يقتنع بذلك وأصر على اعتقاله .. وهنا حاول باروخ تقديم رشوة قدرها” 2000 دولار “للنقيب المقبلي مقابل إخلاء سبيله ..

وهنا تضاعفت شكوك الضابط المقبلي أكثر وقرر اقتياده إلى القيادة العامة لأمن الحديدة وبذلك كتب النقيب المقبلي حقيقة سقوط جهاز الموساد الإسرائيلي وفشل خطة توجيه الضربة العسكرية الإسرائيلية التأديبية لليمن.

 

أصداء واسعة

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفيلم الوثائقي  “جاسوس الموساد في اليمن” قد تصدر قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا في اليمن على “تويتر”، فور نشره بالوثائق والاعترافات، تفاصيل قضية أخطر جواسيس جهاز “الموساد” الإسرائيلي في اليمن.

وقد نشر موقع قناة العالم تقريراً تضمن أصداء الفيلم وتداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي

وبين التقرير أن الفيلم كشف الغموض الذي ظل يحيط بقضية أخطر جواسيس الموساد في اليمن، بعد قراره إرسال أحد كبار ضباطه في مهمة عاجلة إلى اليمن، وكان ذلك منتصف يونيو/ حزيران 1971م، وبتكليف من القيادة الإسرائيلية.

وأشار التقرير إلى أن الفيلم أوضح بالتفصيل ، كيف دفعت عملية القبض على الجاسوس كيان العدو الإسرائيلي إلى استنفار قواته وإرسال مجموعة مسلحة إلى صنعاء لإنقاذه أو تصفيته، وذلك قبل أن يعترف بكل ما في جعبته من أسرار ومعلومات.

إلى ذلك خصصت قناة الميادين الاخبارية برنامج المسائية للحديث عن فيلم جاسوس الموساد في اليمن واستضافت في البرنامج عدد من المختصين الذين تحدثوا عما جاء في الفيلم من معلومات.

وقالت القناة إن الفيلم جاء ليزيح الستار عن وثائق ومعلومات ظلت لحوالي نصف قرن مغيبة عن دور الموساد التخريبي في البلدان العربية.

واشار ضيوف الحلقة الى دور الرئيس الحمدي في القضية والى المخطط الاسرائيلي للسيطرة على باب المندب واسباب الاهتمام باليمن.

ولأهمية الوثائق والمعلومات التي عرضها الفيلم لا زالت وسائل الإعلام بشكل عام الى جانب منصات التواصل الاجتماعي تعيد البث و تنشر الأصداء التي أحدثها الفيلم الوثائقي الذي وصفه كثير من المتابعين والنشطاء بأنه الفيلم الوثائقي الأكثر متابعة ونجاحاً لدقة المعلومات والوثائق الهامة التي احتواها .

قد يعجبك ايضا