أخذ الحذر أمام الأعداء يعني: الاستنفار والمسارعة في التحرك لمواجهتهم
أخذ الحذر أمام الأعداء يعني: الاستنفار والمسارعة في التحرك لمواجهتهم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً}(النساء:71) {خُذُوا حِذْرَكُمْ} ..لكن حذركم هنا كيف هو؟ عمل {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} انفروا تحركوا ثبات: مجموعات {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً} هذا توجيه بشكل عام أمام الأعداء: كافرين، أو يهود، أو نصارى، لم تأت هنا {خُذُوا حِذْرَكُمْ} على ما يقدم من كثير من الناس: {خُذُوا حِذْرَكُمْ} معناه: [اجلس ولا دخل لك في شيء وابتعد عن الأشياء هذه واقعد من بيتك إلى مسجدك أو من بيتك إلى شغلك وعملك]، أليسوا هكذا يقولون؟ {خُذُوا حِذْرَكُمْ}، أخذ الحذر هنا – على أساس أن العدوّ لا يضرك، العدو لا يقهرك ولا يظلمك ولا يستعبدك – هو: أن تتحركوا في مواجهته {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} كلمة: انفروا تعني ماذا؟ المسارعة، هناك يوجد أيضاً كلمة أخرى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ}(النساء: من الآية72) الناس يجب أن يكونوا حذرين ويكونوا على جاهزية قابلة لأن ينطلقوا في مواقفهم بسرعة.
{فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ}(النساء: من الآية 71-72) يتثاقل ويثبط آخرين، ويتثاقل بآخرين {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً}(النساء: من الآية72) لاحظ القرآن الكريم أن الله يشخص فيه الناس، وفئات الناس، تقريباً كل نفسية قد يكون عليها أحد من الناس يشخصها هنا في القرآن.
{وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} على الرغم من التوجيه الذي يذكر فيه بأنه هذا هو أخذ الحذر، ما هو معنى أخذ الحذر؟ أن لا يقهرك العدو ويظلمك.. إلى آخره, والتوجيه بالمسارعة {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً}(النساء: من الآية71) هناك في المقابل نفسيات أخرى أشخاص آخرين يبطئون، هم يتباطؤن ويتثاقلون ويحاولون في الآخرين أن يتباطؤا ويتثاقلوا {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ}(النساء: من الآية72) وقد يعتبر أن موقفه حكيم، وأنه كان الرؤية الصحيحة {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً}(النساء: من الآية72) إذاً كان رأيا حكيما، واتضح له أن رؤيته كانت في محلها!.
{وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً}(النساء:73) وما الذي يمنعك أن تكون معهم؟ ألم يكن بإمكانه أن يتحرك معهم أن يميل إلى جانبهم؟ باب أن يميل إلى جانبهم ويتحرك معهم مفتوح {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ}(النساء: من الآية73) يحصل لديه ندم {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً}(النساء: من الآية73) هنا يقدم خاسراً في ماذا؟ في الموضوع بكل اعتباراته من عندهم الفكرة هذه: التباطئ والتثاقل؛ لأنه هنا عندما يقول: {قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً}(النساء: من الآية72) أليس هو يعتبر نفسه وكأنه ناجح، وكأنه موقف صحيح؟ أنظر الآيات الأخرى التي تهدد من يكون على هذا النحو تجده خاسرا في موقفه هذا، وعندما يحصل نصر ويحصل فتح ويحصل كما قال هنا: {فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ}(النساء: من الآية73) أيضاً يرى نفسه خاسراً {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً}(النساء: من الآية73).