أحمد حامد : الصمود اليمني يعد أسطورة أذهلت الدنيا
أكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد أن ” معركتنا ضد الفساد مستمرة وهي جواد الرهان لإعادة ثقة المواطن بالدولة ومؤسساتها”.
أحمد حامد : معركتنا ضد الفساد جواد الرهان لبناء ثقة المواطن بالدولة
وقال أحمد حامد في حوار خاص مع صحيفة ” 26 سبتمبر ” نشرته في عددها الصادر يوم الاثنين ” مهما تحدثنا اليوم عن الفساد فإنه لا مقارنة على الإطلاق ولا يوجد وجه للشبه مع ما يحدث في المناطق المحتلة من فساد ونهب وسلب للثروات بشكل ممنهج ومتعمد ضمن استراتيجية وخطة مدروسة من قبل العدوان “.
وأشار الى ” أن الشكاوى التي تم استقبالها في إدارة الشكاوى في مكتب رئاسة الجمهورية والجهات الحكومية الأخرى بلغت (93,107) شكوى خلال الفترة من ابريل – سبتمبر 2020م”, مؤكدا انه يتم متابعة الشكاوى حتى يتم إنصاف الشاكي واستعادة حقوقه ورفع المظلومية عنه, كما يتم متابعة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المشكو بهم.
وفيما يتصل بالمنظمات العاملة في اليمن سواء التابعة للأمم المتحدة أو غيرها قال حامد :” على الرغم من الاحتياجات الكبيرة في كافة القطاعات، إلا أن التدخلات التي تتم من المنظمات لا يمكن أن تغطي الاحتياج الفعلي حتى وإن كان تقييم الاحتياج قد تم تنفيذه من هذه المنظمات نفسها، وبالتالي فإن عدم التدخل الكامل يهدف إلى إيجاد سخط في الميدان مهما كان حجم التدخل، لأن التدخل لم يشمل كافة المحتاجين”.
وكشف عن أن ” العديد من المنظمات الأممية تتجنب التنسيق مع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، وتقوم بدلاً عن ذلك بالتنسيق المباشر مع بعض الجهات الحكومية (للأسف) مع عدم توقيع حتى اتفاقيات يمكن أي جهة من مراجعتها لاحقاً أو الاستناد إليها في تحديد رقم الدعم المقدم لليمن، وبالتالي فإن هذه المنظمات لم تكتفِ برفض التنسيق مع المجلس الأعلى فحسب، بل تعدى ذلك إلى محاولة إيجاد خلافات بين أجهزة الدولة المختلفة”.
واضاف :” لقد شاهد الجميع عبر وسائل الإعلام في تقارير لا حصر لها تلك المواد الغذائية والدوائية الفاسدة التي تدخلها المنظمات وكل هذا الفساد بعيداً عن الدور الاستخباراتي الذي تمارسه الكثير من المنظمات والتي نسعى كمؤسسات دولة لمواجهته والتخفيف منه مع مراعاتنا للوضع الإنساني الصعب”.
وشدد على ” أن معركتنا مع فساد المنظمات من أكبر المعارك في مواجهة الفساد وندفع ثمن كبيرا فيها ؛حيث تقوم بعض المنظمات بدفع أموال لشراء بعض الأقلام والأبواق لاستهدافنا وتشويهنا كردة فعل على مواجهة فسادهم”.
الى ذلك, اكد حامد أن الصمود اليمني ونحن على مشارف العام السابع يعد أسطورة أذهلت الدنيا, منوها الى أن ” من ثمار ثورة 21 سبتمبر المباركة التي حققت لشعبنا الحرية والاستقلال وخلصته من حقبه طويلة من التبعية للخارج والتي ظل خلالها قراره رهين السفارات الأجنبية هو ما نراه اليوم من عزة وكرامة ورفعه لهذا الشعب وقيادته المؤمنة والحكيمة وتحرر للقرار السياسي اليمني”.
وأضاف :” لولا هذه الثورة لكانت اليمن في مقدمة قطار المطبعين والموالين للعدو الإسرائيلي ولولا التحرر والاستقلال الذي تحقق بفضل هذه الثورة لما استطاعت اليمن أن تملك قرارها حتى في مسألة التصنيع العسكري الذي أصبحت فيه اليمن اليوم في مرحلة متقدمة على كثير من دول المنطقة في فترة قياسية وظروف استثنائية”.
وتطرق حامد الى الحرب الاقتصادية التي تشنها دول العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا قائلا :” وفي إطار الحرب الاقتصادية أكدت بعض التقارير الدولية أن الخسائر التراكمية في الناتج المحلي الإجمالي ستصل في العام 2022م إلى ما يُقارب (200) مليار دولار”.
وحول ما اذا كانت هناك مؤشرات على حوار قادم بين صنعاء والرياض لإيقاف العدوان وإنهاء الحصار على اليمن قال حامد ” حتى الآن لا وجود لمؤشرات ملموسة وقوية لوقف العدوان وفك الحصار، بل ما نلمسه هو مزيد من التصعيد العسكري, وذلك على الرغم من أن القيادة منفتحة على كافة الجهود والمبادرات الدولية لإحلال السلام في بلادنا، وسبق وأن قدمنا أكثر من مبادرة في هذا السياق، غير أن دول العدوان لم تلتقط الفرص التي أُتيحت لها، وظلت تضع العراقيل والعقبات أمام الحوار والحل السياسي، واستمرت في رهاناتها على الخيارات العسكرية غير المجدية.. وفي كل الأحوال نأمل من الدول المعتدية مراجعة حساباتها، وفي حال كانت هناك نوايا جادة وصادقة للتوجه نحو السلام فسنتعاطى معها بكل إيجابية”.
وأضاف ” نحن منفتحون على كافة الجهود والمبادرات الدبلوماسية وندعم المسار السياسي لإيجاد حل تفاوضي عادل، ونأمل أن يشهد العام الجديد توجهاً دولياً جاداً لإيقاف العدوان وفك الحصار الخانق على الشعب اليمني”.
وفي رده على سؤال حول تعليق أي آمال على الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية “جو بايدن” في إيقاف العدوان على اليمن, قال حامد :” لا نُعلق أي آمال على أحد ولا نعتمد إلا على الله سبحانه وتعالى وعلى شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية، ولن يوقف هذا العدوان إلا صمود وإرادة الشعب اليمني الذي يتوق للتحرر والتخلص من الهيمنة والتبعية والوصاية واستقلال القرار السياسي”
وتابع قائلا :” أما عن تغيير الإدارات والسياسات الأميركية فنحن نشبه أميركا في هذه الحالة بالحافلة الكبيرة التي تمشي في خط واحد واضح ومرسوم سلفاً ولا يتغير فيها إلا السائق الذي يريد أن يصل إلى نفس المحطة، وإن سلك بعض الشوارع والطرق الفرعية, فالاختلاف في التكتيكات فقط وليس الإستراتيجيات”.
وأضاف ” ومع ذلك فنحن سنتعاطى مع الوقائع والمعطيات في وقتها، ونحن نعتقد أن السياسة الأمريكية في منطقتنا تتحرك وفق الرغبة الإسرائيلية, ومعلوم ماهي الرغبة الإسرائيلية الاستعمارية الإجرامية في المنطقة ولا نتوقع أي تغيير في ذلك”.