أحمد الرازحي يكتب عن عن يوم السادس من شهر أغسطس وإعلان قيادة المجلس السياسي الأعلى..”من الذاكرة5″
أحمد الرازحي يكتب عن عن يوم السادس من شهر أغسطس وإعلان قيادة المجلس السياسي الأعلى..”من الذاكرة5″
من الذاكرة … الحلقة الخامسة
من بعد اليوم المشهود يوم السادس من شهر اغسطس والذي تم فيه اعلان قيادة المجلس السياسي الأعلى توقف رئيس الثورية العليا عن الانشطة الرسمية ولم تعُد وكالة سبأ تنشر له شيء وفي الحقيقة هو لم يمارس أي عمل يستدعي تناول ذلك فقد سافر الى منطقة الشاهل لتغيير جو والتقط له صور هناك في قمة الجبل حيثٌ السماء تعانق السُحب، ونحن بدورنا كطاقم عمل كان خيارنا أن غادرنا القصر الجمهوري واخذنا كل ما يتعلق بأعمال الثورية العليا وأغلقنا مكتبنا في مكتب رئاسة الجمهورية وفضلنا الجلوس في مساكننا لتسكُن النفس ،ويستقر البال ، وتلافياً لحدوث أي مشكلة قد تحصل ويتم توظيفها لأمور نحن في غنى عنها فقد كان هناك تعمُد من بعض الاشخاص لاستفزاز فريق العمل ، وفي المقابل كان هناك ممن كان لعملنا علاقة بهم من موظفي القصر أو المكتب مواقف مازالت محفورة في الذاكرة فعندما أخذنا كل أغراضنا الشخصية للمغادرة جاءوا مسارعين الينا وفي قسمات وجوههم ألم الفراق وظهر في فلتات السنتهم بعدم رغبتهم لمغادرتنا حتى أن بعضهم قال أرجوكم أن لا تتركونا لوحدنا نريد أن نذهب معكم فالحزن قد أرخى أذياله عليهم، وحين تحلقوا حولنا قلنا لهم : اسمعوا يا أخوتنا سنبقى على تواصل واتصال ولن نقطع حبال الأخوة التي بيننا وسنكون قريب من بعضنا والتقطنا بعض الصور للذكريات قبل انصرافنا وتهيأنا لمواجهة قدرنا، بعد ذلك بيوم او يومين تواصل بي طاقم العمل مستفسرين ما يفعلوا فبعضهم أقترح النزول الى الجبهة لرفد واعانة المجاهدين وبعضهم توجه الى عمل أخر لم يستطيع صبراً على انتظار المجهول ، لقد كانت خلوتنا من بعد 6 اغسطس رائعة ومفيدة راجعنا فيها الكثير من الخيارات التي تؤرقنا قبل أن نتخذ قرارنا في التعاطي مع ما يحصل من حولنا ، مرت الساعات والايام وصولاً الى الحدث المُلفت والمهم والذي كان بتاريخ 14 اغسطس وهو حضور رئيس المجلس السياسي الأعلى واعضاء المجلس الى البرلمان وتأديتهم القسم الدستوري تحت قبة البرلمان والذي كان له صدى في الداخل والخارج ، فعلى المستوى الشعبي في الداخل كان الارتياح والتفاؤل والابتهاج حليفهم ، أما الخارج فبعضهم ابتلع لسانه حتى من الاصدقاء ، وحدث انزعاج كبير في حكومة بن دغر واصدروا بياناً بأنه انقلاب جديد، لكن ما يثير الاستغراب إدانة إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الأممي لليمن حول تشكيل المجلس واعتبره انتهاكا لقرار مجلس الأمن، و قبل أن يعقد مجلس النواب جلسته لإقرار المجلس السياسي في صنعاء بعث عبد ربه منصور هادي رسالة لرئاسة المجلس من الرياض قال فيها أن لا شرعية لدعوة المجلس للانعقاد لإقرار المجلس السياسي ومنحه الثقة، لقد قوبلت الرسائل والبيانات والتصريحات بالتجاهل من قبل صنعاء فمنذ بدأت شرارة الحرب فالخيارات والقناعات والتوجهات والمصير أصبح لها بُعداً أخر .
وفي عصر ذلك اليوم في 14 اغسطس تم التواصل معنا من قبل مراسيم الرئاسة وأشعرونا بأن غداً الخامس عشر من أغسطس مراسم استلام السلطة من الثورية العليا الى المجلس السياسي الأعلى وأنه لابد أن نحضر ، وتم ابلاغ طاقم العمل جميعاً وحضرنا كبقية الضيوف إلا أن مراسيم الرئاسة كانوا قد أعدوا لنا مكانا في الصفوف الأولى حسب البروتوكول المتعارف عليه في تعاليم المراسيم الرئاسية .
وشهد القصر الجمهوري ذلك اليوم فعالية استلام المجلس السياسي الأعلى برئاسة الرئيس صالح الصماد السلطة من رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي في حضور عدد من كبار المسؤولين في الدولة
وفي الفعالية التي حضرها عدد من كبار المسؤولين من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ألقى رئيس اللجنة الثورية العليا خطاباً هنأ فيها أعضاء المجلس السياسي الأعلى لنيلهم ثقة مجلس النواب الذي يمثل شرعية الشعب.
وأكد أن اللجنة الثورية ستبقى حاضرة كجهة رقابية على المجلس ولتقويم أي اعوجاج في إدارة شؤون الدولة.
واشاد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد بالدور العظيم الذي قام به رئيس اللجنة الثورية وأعضاء اللجان الثورية في المحافظة على بقاء مؤسسات الدولة وإدارة شؤون البلاد خلال الفترة الماضية…. بعد ذلك صعد الرئيس الصماد والنائب لبوزة الى المنصة لاستلام العلم الجمهوري من رئيس الثورية ، انتهت الفعالية وبقي الجميع لتناول وجبة الغداء، وبعد ذلك تم مغادرة الجميع إلا أن رئيس الثورية كانت مغادرته مشياً على الأقدام خروجاً من البوابة الجنوبية الى محيط القصر وقبل أن يمتطي فوق سيارته صافح الحراسة الموجودين عند بوابة القصر مودعاً … انتهى