أحمد الرازحي يكتب عن:ميلاد المجلس السياسي الأعلى “من الذاكرة 2”
أحمد الرازحي يكتب عن:ميلاد المجلس السياسي الأعلى “من الذاكرة 2”
من الذاكرة حول ميلاد المجلس السياسي الأعلى .
بعد خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين حفظه الله عصر يوم الجمعة الموافق 29/7/2016 تم الترتيب لاجتماع طارئ من بعد صلاة العشاء استمر من الساعة 8 الى الساعة 12 ليلاً لأعضاء الثورية العليا، كانت جلستهم اثناء الاجتماع غير مرتبة في ديوان الانتظار المزود بالمجلس العربي فبعضهم جلس في وسط المجلس على الموكيت وبعضهم فوق المجلس بالمتكى والمسند اما رئيس الثورية فكعادته في الجلوس لا يرتاح الا على ارضية المجلس ويكتفي بالمتكى العادي في جلسته ، لقد استمع رئيس الثورية العليا الى كل كلامهم بدون ما يقاطع أحد كان يستمع بإنصات وكأن في باله مواضيع تشغل تفكيره في التعاطي مع كل ما يطرحه الأعضاء ثم ختم الاخ محمد علي الحوثي ببعض المحددات وتم الاتفاق على الدعوة لمسيرة يوم الاثنين مباركة للاتفاق السياسي ، ..وتم ابلاغ اعضاء الثورية العليا اثناء الاجتماع بأن هناك اجتماع لأعضاء الثورية العليا مع الاخ صالح الصماد الساعة العاشرة صباحا لاطلاعهم على الاتفاق السياسي وللاستفسار منه حول بعض المواضيع التي كانت تشغل بالهم وتثير تساؤلاتهم ..
وتمتمت: ما بال الأفكار تتزاحم في ذهني؟ وقلت في نفسي ربما بأن هذا الاجتماع الطارئ والليلي إنما ليطمئن رئيس الثورية العليا من توحيد الخطاب اثناء اللقاء بالموقعين على الاتفاق السياسي.
غادر اعضاء الثورية العليا الساعة 12 مساء بعد الانتهاء من الاجتماع باستثناء رئيس الثورية العليا الاخ محمد علي الحوثي وبقيت أنا واثنين من الشباب نتحدث مع رئيس الثورية العليا في كثير من المواضيع تخلل الحديث الكثير من النكت السياسية الى الساعة 2 بعد المنتصف ثم قطعنا الكلام فجاءة عندما نظرنا الى الساعة وقد الوقت متأخر وقررنا المغادرة ، وعلى انفراد قررت انا والشباب ان لانترك رئيس الثورية وحيدا وانه لابد أن يجلس أحدنا معه حتى يقرر البقاء او المغادرة من مكان الاجتماع ، واشعرنا رئيس الثورية العليا بأن احدنا سيبقى معه اذا لزم أي خدمة واستحسن ذلك وقال اتفقوا على من يبقى والبقية يبكروا الصباح فلدينا بعض الاعمال قبل الاجتماع مع الاخ صالح الصماد واعضاء الثورية العليا ، الملاحظ بأننا الثلاثة كل واحد يُفضل ان يغادر وقد أدرك رئيس الثورية العليا ذلك وتظاهر بأنه لم يشعر بذلك ، ابديت لهم السبب في رغبتي في المغادرة لكن لم يقبلوا ذلك ثم احتكمنا على أن نكتب اسمائنا في ثلاث ورق ثم نختار ورقة عشوائية ومن طلع اسمه يبقى كما يفعل المعاندين ، فطلع اسمي ورضيت بقدري وغادر الشباب وكان رئيس الثورية يتابعنا بشكل غير مباشر ونحن في طرف المجلس ، بعد مغادرتهم قال لي لا داعي للبقاء كان السبب الذي طرحت لهم مهم وعليك ان تغادر والصباح تعال مبكراً لأجل لا يشعروا بأنك غادرت …. حاولت اقناعه ببقائي فلم يرضى ومن ثم غادرت.
وصباح السبت 30/7/2016 بكرت الى العمل ورتبت لاجتماع اعضاء الثورية العليا بالاخ صالح الصماد ، لقد وصل اعضاء الثورية العليا قبل الاجتماع بنصف ساعة ، ودخلوا اعضاء الثورية الى مكان الاجتماع قبل الموعد بعشر دقائق ، الملاحظ بأن رئيس الثورية العليا لم يجلس في مكانه المعتاد الذي يجب أن يجلس فيه أي رئيس وكان هذا ملفت للجميع لأعضاء الثورية ولطاقم العمل والمصورين ، هنا ادركت بأن هناك رسالة يريد رئيس الثورية ايصالها وقد وصلت وكأن لسان حاله يقول انتهى دوري من الجلوس على هذا الكرسي واصبح لشخصِ أخر وكانت لحظات قاسية بالنسبة لنا لاحباً للكرسي وإنما نحن حديثي العهد بالدخول الى القصور وقد ارتبط في ذهنيتنا بأن هذا الكرسي هو المكان المعتاد لرئيس الثورية العليا ، لقد لاحظ اعضاء الثورية العليا ذلك وقالوا لرئيس الثورية العليا ان يقوم على الكرسي ويدير الجلسة بعد دخول الاخ صالح الصماد بصفته احد طرفي توقيع الاتفاق السياسي ورئيس المجلس السياسي لأنصار الله فلم يكن قد تم التوافق عليه كرئيس للمجلس السياسي الأعلى ….
بداء الاجتماع وافتتح رئيس الثورية العليا الاجتماع مرحباً بالاخ صالح الصماد وقال لدى اعضاء الثورية العليا بعض الاستفسارات حول الاتفاق السياسي ونريد أن نستمع اليك أولاً ، تكلم الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي حول الانطلاقة الاولى للاتفاق السياسي مع المؤتمر الشعبي العام موضحاً أسباب محدودية موضوع الاتفاق في اربعة اشخاص وتكلم عن مراحل التفاهمات السياسية التي لم تفضي الى حل والى افق مسدود بحيث
أن السعودية قالت لن تدخل في أي مباحثات إلا بعد الانسحاب من الحدود وتسليم المناطق التي تم السيطرة عليها في نجران وجيزان وعسير, وكذلك التوقيع على الاتفاق الذي ينص على تسليم السلاح وتشكيل لجان في المنطقة (أ) صنعاء, تعز, الحديدة.
وايضاً الأمم المتحدة ومن خلال ما دار في مباحثات الكويت قد لخصت النقاط الرئيسية من كل الأطراف وتهدف لصياغة مبادرة للتوقيع عليها وتبنيها وهي من جزئين .
الجزء الأول: تنقسم إلى عدة نقاط(تثبيت اطلاق النار, والانسحاب من المنطقة (أ) وتسليم السلاح..الخ, تشكيل لجان محايدة لحماية السفارات والمؤسسات, ولجان مشتركة للمنطقة أ)
الجزء الثاني: تشكيل حكومة وتوافق على الرئاسة.
ما يعني أن الوفد وصل أمام اتفاق مطبوخ جاهز إلا أنه تم رفض ذلك لأن الأولى البدء بتشكيل الحكومة والتوافق على الرئاسة قبل الحديث عن الانسحاب وما إلى ذلك, وقال ولد الشيخ أن على الوفد أن يوقع على الجزء الاول وإلا فإنه سيصرح بأن الوفد الوطني معرقل للحوار.
ولذلك كان هناك ضرورة لصنع الاتفاق الذي تم مع اخواننا في المؤتمر الشعبي العام بحيث أن الحوار لم يصل إلى نتيجة وأن السعودية وأمريكا تريدان صياغة اتفاق نوقع عليه وهو الاستسلام ولم يرضوا بكل التنازلات التي قدمها الوفد الوطني, فكان ما قررنا لا يمكن الانسحاب من الحدود ما دام العدوان والحصار والغارات مستمرة على الشعب اليمني وأنه إذا كان الناس سيقدمون التنازلات فالأفضل أن يقدموها للداخل ويصنعوا مصالحة وطنية واتفاقية يتم من خلال تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان الخارجي المتغطرس.
وقال الصماد أن الاتفاق كان ضروري وعاجل وهو خطوة أولية تشكل إطار عام وأن الناس لم يناقشوا التفاصيل، وقال أن الاتفاق قد راعى أقل المحاذير الممكنة, وأن الاتفاق سيفوت على العدوان زعزعة الجبهة الداخلية, ويكفي استياء دول العدوان ومن يقف في فلكهم من الاتفاق ويعتبر استيائهم ايجابية, أما الشارع اليمني فأبدى ارتياحه من هذه الخطوة .
كان هذا جُل ما تحدث به رئيس المجلس السياسي الأعلى إن لم تخونني الذاكرة وكنت انظر الى وجوه اعضاء الثورية العليا اثناء حديث الرئيس الصماد وكأن علامات الاستفهام تتساقط تلو الاخرى كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف ، لقد كان طرحاً مفيدا وملخصاً ومقنعاً وكأنه أعد عدته استعداداً للقاء وكان حريصاً على التوضيح الى حد كشف الغموض لدى كل المستمعين من اعضاء وطاقم عمل … بعد ذلك جاءت لحظة صمت لم نشهدها من قبل في اجتماعات الثورية العليا فالمعتاد عنهم في اللقاءات الكل يريد أن يتحدث ،لكن الاخ العلامة محمد مفتاح عضو الثورية العليا كسر ذلك الصمت قائلاً ” نثمن الجهود التي بذلت من أجل هذا الاتفاق, ولكن ربما هناك بعض العتب لعدم اشعار اللجنة الثورية بذلك من أجل أن يسهموا في انجاح الاتفاق بشكل أكبر كونهم المسؤولين أمام الجميع, وقال نحن نقدر وضع الوفد الوطني والضغوط التي مورست عليهم, خاصة وهناك عدو قذر يستخدم الحرب النفسية, ولفت أنه كان باستطاعة الوفد الوطني تجاوزها لو أنهم وسعو مشاوراته مع الاخرين, كاللجنة الثورية العليا, وطرح بعض النقاط التي يجب التعاطي معها كأمر واقع.
وكان حديث بقية الاعضاء مرحبين بهذا الاتفاق السياسي وحول ايجابية محدودية الاتفاق السياسي كعامل للنجاح
وقالوا أن هذه الخطوة أتت متأخرة وكان يجب أن تأتي منذ أشهر كما يجب على الناس ان يمضوا في ما قد أعلنوه من الاتفاق خاصة وهناك ارتياح شعبي كبير , و أن لا يكثروا من ابداء التخوفات, لأن الوضع العام للبلد قد تغير وهناك عدوان يجب أن يركز الجميع على مواجهته.
متمنيين أن يكون للاتفاق السياسي الاثر الكبير في الميدان خاصة والاتفاق شامل لكل الجوانب(سياسيا, عسكريا, إداريا, اقتصاديا ..الخ)….
وخلال الايام القادمة سوف نكتب مابعد لقاء اعضاء الثورية العليا بالرئيس الصماد وصولا الى تسليم السلطة.