أحمد الرازحي يكتب عن:ميلاد المجلس السياسي الأعلى “من الذاكرة 1”
من الذاكرة
28 يوليو 2016 ميلاد المجلس السياسي الاعلى
اتفقت أنا وبعض الشباب أن نذهب قبل العصر لتهنئة الاخ / حسن هاشم بعرسه ثم نعود لحضور المظاهرة التي دعت اليها الثورية العليا تضامنا مع ما تتعرض له قرية الصراري.
فبينما كنت انا وبعض الشباب في صالة الاعراس نشارك مسؤول الحماية لرئيس اللجنة الثورية العليا الاخ حسن هاشم رحمة الله عليه افراح عرسه نلتقط صورا مع العريس ونلبسه الفُل ونستمع للمنشدين ونتبادل الابتسامات نتحدث مع من حولنا ثم نقطع الكلام فجاءة عندما يُنشد المُنشد لا انسجاماً للإنشاد او الزامل وإنما مكبرات الصوت تحجب عن بعضنا سماع حديث البعض … فجاءة تحولت تلك الابتسامات الى حيرة وارتباك سيطرت على مشهد العرس اثر رسالة sms وصلت الى تلفوناتنا بهذه الصيغة
“تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون اليمن “.
حاولت التواصل برئيس اللجنة الثورية العليا للاستفسار حول الموضوع لكن لم يحالفني الحظ ولم احصل على الاجابة لكون الاخ محمد علي الحوثي حاضراً بين الآلاف من المواطنين في ساحة باب اليمن … في المسيرة الحاشدة المتضامنة مع قرية الصراري …
لقد انهالت علينا زخم التساؤلات من الحاضرين في صالة الاعراس حول هذا المولود الجديد ، وبعضهم كان يقول مازحاً ” يا مخلوعين ” وأخر يقول هذا انقلاب ابيض ” ، والبعض اسمعني كلمات مسمومة شامتة تمنيتُ أن بي صممُ استفزتني كثيرا لكن كظمت غيظي وتظاهرت انا ومن حولي بأننا لا نبالي بما نسمع وكأنهم يقصدون غيرنا
فقد سيطرت على نفسي سيطرة تامة وقيدت كل اعصابي بقيود ليست مفاتيحها بيدي فلا يمكن لأحذق واذكى المفترسين ان يُدرك ما يكتنزه باطننا من خلال ظاهرنا ، ومن ثم استأذنا من العريس بأننا سنغادر لأمرِ ما وقلت له لدينا اعمال كثيرة نحن مضطرين أن نرفعها قبل المغرب حتى لا نكدر جو فرحته لطالما انتظر هذه اللحظات بفارغ الصبر ، وكنت قد رسلت اكثر من رسالة لبعض القيادات مستفسراً من تشكيل المجلس ولم يأتيني الرد الا من بعض الاخوة في الوفد الوطني للتفاهمات من خارج الوطن اجاب بأنه لا علم له بالموضوع وسأل مستغرباً من هو في الداخل نحن أم أنتم ؟
بعد نهاية المظاهرة تواصلنا نحن ورئيس الثورية العليا ووجهنا أن نبلغ طاقم العمل بعدم اتخاذ أي موقف وكذلك ابلاغ اعضاء الثورية العليا بأنه في صدد اللقاء مع الموقعين على الاتفاق السياسي ويتمنى من الجميع عدم اتخاذ أي موقف وسوف ندعوهم لاجتماع طارئ.
التقيت أنا وطاقم العمل في مقر عملنا بعد الاعلان بساعة وعلامات الاستفهام تبدوا على ملامح الجميع بلا استثناء ابلغناهم رسالة رئيس الثورية العليا ، مكثنا الى نهاية الليل ننتظر الدعوة للاجتماع الطارئ ، لم يبادر أحد مننا بتوفير وجبة العشاء وكان الصمت حليفنا وكل شخص يُقلب تلفونه يُراقب التعاطي مع هذا المولود ثم غادر بعضنا والبعض فضل المبيت في مقر العمل كانت ليلة خيم السهاد طوال الليل على من فضل المبيت في مقر العمل عيونهم مفتحة لاحظت بعضهم يفرك يديه ويضرب أخماسا” في أسداس ينتظر قدوم الصباح ، عاد الشباب الذين لم يبيتوا في المقر صباحاً منتظرين موعد الاجتماع الطارئ ، انتهت الفترة الصباحية ليوم الجمعة ولم يأتي أي جواب رغم المتابعة الحثيثة وقال بعضنا لدى السيد عصر اليوم خطاباً سيكون القول الفصل وسيكون كلامه هو الخارطة التي على ضوئها نتعاطى مع المولود ، استمعنا لخطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين حفظه الله وكان من ضمن ما ورد في خطابه ” اتفاقنا السياسي مع المؤتمر والقوى هو مهم خطوة طبيعية أن ينزعج منه البعض لا مشكلة ليبحثوا عن أصلب صخرة ولينطحوها برؤوسهم وينظروا هل هذا سيشفيهم واجب كل القوى السياسية أن تتفق أن تتعاون أن ترتب الوضع السياسي أن تتوحد وواجبنا أن نتحرك على كل المستويات”.
بعد هذا الكلام تواصل اعضاء الثورية العليا وتم الاجتماع الطارئ ليلا من الساعة 8 الى الساعة 12 ودعوا في الاجتماع الى مسيرة يوم الاثنين مباركة للاتفاق السياسي ..
وفي صباح السبت 30/ 7/ 2016 الساعة العاشرة صباحا تم لقاء اعضاء الثورية العليا برئيس المجلس السياسي الأعلى الاخ صالح الصماد وكان لقاء ساخن استمر الى بعد الظهر . …. خلال الايام القادمة سوف نحكي ماذا طرح اعضاء الثورية العليا وبماذا أجاب رئيس المجلس السياسي الأعلى ..