أحفاد الأنصار أكثر الأمم ابتهاجاً واحتفاءً بميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
أحفاد الأنصار أكثر الأمم ابتهاجاً واحتفاءً بميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
شعبنا يتفاعل مع هذه الذكرى يحتفي بها على نحو متميز، يبتهج بها، يجتمع اجتماعا حاشدا وكبيرا جدا في يوم الثاني عشر، وحتى في ظل هذا العدوان على ما مضى في فعاليات العام الماضي وما قبل العام الماضي والأمل أيضا في هذا العام بالرغم من كل المعاناة الكبيرة إثر العدوان السعودي الأمريكي الغاشم، ولكن مع كل ما هناك من معاناة تمسك شعبنا بتفاعله مع هذه الذكرى، بالرغم أيضا من انزعاج القوى التكفيرية والظلامية التي يجن جنونها من الاحتفال بذكرى مولد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، لأنه ليس من آل سعود ولا من آل نهيان، وليس من تلك الأطراف التي ارتباطها بها ويكن لها كل شيء، ما في حقها أي بدعة، أما رسول الله فكل شيء بدعة تتعلق به، على كل شعبنا العزيز غير غريب عليه هذا الارتباط، هذا التفاعل، هذه المحبة، هذا التعلق الحميمي والوجداني والشعوري، غير غريب على أحفاد الأنصار، أنتم يا شعبنا العزيز، أنتم أحفاد الأنصار، أنتم الذين أعطاكم الله شرفا عظيما في تاريخ هذا الإسلام وفي سيرة هذا النبي صلوات الله عليه وعلى آله، أن جعلكم ذخرا لنصرته في قادم التاريخ وفي آخر التاريخ، في قادم التاريخ كان الأوس والخزرج القبيلتان اليمانيتان ذخرا لنصرة النبي صلوات الله عليه وعلى آله، والمؤرخون يذكرون في التاريخ أنه حينما ذهب تُبَع، تبع اليماني، ذهب ووصل إلى تلك المنطقة، التي وردت في آثار الأنبياء السابقين أنها مُهَاجر خاتم الأنبياء، أنها مهاجر خاتم الأنبياء، ما بين عير وأحد جبلان، تلك البقعة ما بين هذين الجبلين أنها مهاجر خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، تحكي الآثار ويحكي التاريخ أن تبع عندما وصل إلى هذه المنطقة خلف فيها هاتين القبيلتين ليبقيا في ذلك المكان ويسكنا فيه، ويستقرا فيه، ويرابطا فيه، ويبقيا حتى يأتي هذا النبي ويهاجر إلى هذا المهاجر، إلى تلك البقعة فيكونان نصرة له، يكونان أنصارا له، وفعلا بقي الأوس والخزرج واستوطن الأوس والخزرج تلك البقعة وعمروها وسكنوا فيها واستقروا فيها جيلا بعد جيل، حتى أتى الوعد الإلهي وحتى أتى خاتم الأنبياء رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فكانوا هم الأنصار الذين استجابوا بكل رغبة، كان انتماؤهم للإسلام، انتماء الإيمان وانتماء النصرة والجهاد ورفع راية الإسلام والإيواء لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، فكانوا كما قال الله عنهم في كتابه الكريم:( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) كانوا هم الذين تبوءوا الدار، سكنوا تلك البقعة وسبقوا إليها منذ القدم منذ زمن بعيد، منذ أجيال بعيدة، سبقوا إليها وتواجدوا هناك ليكونوا ذخرا للنصرة وحين أتى الموعد كانوا هم الأوفياء مع الوعد الإلهي والمستجيبين بشكل مسارع والدور الداعم والإيمان وما أعظم هذه العبارة، استوطنوا الإيمان كما استوطنوا الدار، إيمان راسخ، إيمان ثابت، إيمان عظيم، من قبلهم قال للمهاجرين الآخرين، قال عنهم أيضا في عبارة مهمة وعظيمة في كتاب الله الكريم، وهو يحكي ما قبل هجرة النبي إليهم، يحكي عن تعنت الكافرين في مكة، عن تعنت قريش حينما قال: (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ) فمن هم هؤلاء الموكلون من هم هؤلاء الذين كانوا ذخراً إلهياً جعلهم الله سبحانه وتعالى معدين لهذه المسئولية ولهذا الدور وللاضطلاع بهذه المسؤولية وللتحمل لهذه المسؤولية العظيمة ولنيل هذا الشرف لنيل هذا الشرف الكبير، الأنصار الأوس والخزرج القبيلتان اليمانيتان، فهنئياً لك ياشعبنا العظيم هنيئاً لك هذا الشرف وهنيئاً لك أن تستمر وتحذو حذو هؤلاء الأنصار في نصرتهم للإسلام في تمسكك بمبادئ هذا الإسلام بقيم هذا الإسلام بأخلاق هذا الإسلام في ارتباطك الحميمي والوجداني ومحبتك العظيمة لنبي الإسلام وتمسكك بعزة هذا الإسلام وحرية هذا الإسلام الذي يجعل منك شعباً مستقلاً لا تقبل أبداً بالتبعية للمنافقين بالتبعية لمن عبّدوا أنفسهم لأمريكا ولإسرائيل من أعداء البشرية وأعداء الإنسانية وأعداء الإسلام وأعداء المسلمين، هنيئاً لك هذا الاستمرار على النهج وإن كان فيه تضحية وإن كان فيه عناء وإن كان له ثمن ولكنه شرف والذي لو حِدْتَ عنه خسرتَ الدنيا وخسرت الآخرة.