أبعاد استئناف صنعاء هجماتها الجوية على السعودية
من جديد تخطف صنعاء الأضواء الإعلامية على مستوى العالم بهجوم جديد على عملاق النفط السعودية وأكبر منتجيه ومصدريه حول العالم “ارامكو” فما ابعاد الهجوم الجديد الذي كان توقف برهة ؟
جميع وسائل اعلام العالمية انصب تركيزها خلال الساعات الماضية حول تداعيات الهجوم الجديد الذي استهدف محطة تحويليه في مدينة جدة بدلا عن قمة العشرين التي حاولت السعودية تسويقها كانتصار في قاموس الهزائم المتلاحقة ، وافردت مواقع وصحف وحتى قنوات مساحة واسعة لتغطية الحدث الذي جاء في عقب اعلان السعودية اتخاذ كافة التدابير لمنع هجمات حذرت منها الولايات المتحدة ودول غربية في وقت سابق.
قد يكون الهجوم الجوي لصنعاء الذي استهدف مدينة جدة، التي تبعد أكثر من مليون كيلومتر عن اليمن ، وفق لحسابات جوجل، يحمل بعد جغرافي أكثر منه اقتصادي ، يتمثل بقدرة المنظومة الجوية لصنعاء على الوصول إلى أعمق نقطة داخل السعودية بغض النظر عن الهدف المحدد والذي لم يتجاوز محطة تحويلية ، وحتى تكون الرسالة اقوى اختار المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحي سريع الحدث للكشف عن منظومة صنعاء الصاروخية الجديدة والمعروفة بـ”صاروخ كروز المجنح قدس 2″ وهي إشارة إلى ان القوة الجوية لصنعاء أصبحت لا تقهر وقادرة على التقاط الهدف مهما كان حجمه ولو في اقصى الشمال السعودي هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فتوقيت اطلاق الصاروخي في ظل الحراك السعودي لتصنيف “انصار الله ” جماعة “إرهابية”، بغض النظر عن تداعيات القرار الذي لن يتجاوز أروقة البيت الأبيض في حال إعلانه، يشير إلى أن وضع السعودية التي تحاول اغراء الولايات المتحدة بالتطبيع مع إسرائيل مقابل القرار، لن يكون كما قبله ولن يحتمل مهادنة أو تأخر في الرد وهذا كان واضحا في الرسالة التي نشرها رئيس وفد صنعاء محمد عبدالسلام مؤخرا وتضمنت ابيات شعر تؤكد بان اليد لن تكون ممدودة للسلام وأن الصواريخ وحدها من ستكون رسائل السلام بين صنعاء والرياض.
ثمة بعد اخر للهجوم يتمثل باختيار الهدف وفقا لاستراتيجية اقتصادية، فمحطة التحويلية لأرامكو في جدة تعد ثاني هدف من نوعه يتعرض للقصف بعد المنشأة العائمة في جيزان ، وهي إشارة قوية إلى السعودية التي تواصل احتجاز سفن الوقود وعرقلة وصولها إلى ميناء الحديدة بهدف غرق المدن الخاضعة لسيطرة صنعاء بالأزمات ، وقد يكون البعد يتعلق بالتطورات الأخيرة في مأرب حيث تحاول السعودية القاء كل ثقلها لمنع تحرير المدينة مع اقتراب قوات صنعاء منها.
تتعدد الابعاد في استئناف صنعاء لهجماتها الجوية على السعودية والتي كانت توقفت مع اعلان رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط مبادرة وقف الهجمات مقابل “رفع الحصار ووقف العدوان” والهدف واحد هو ارغام السعودية على الاعتراف بالواقع الذي أصبحت تواجهه بعد 6 سنوات من حربها العبثية على اليمن.