آخر مخططات استخبارات الرياض لليمن.. فشل جديد
الحقيقة/علي الدرواني
فصل جديد من مسلسل العدوان السعودي – الأميركي على اليمن كشف أخيرًا، إذ أعلنت الأجهزة الأمنية اليمنية عن إحباط مخطط خطير أعدته أجهزة استخبارات دول العدوان لاستهداف الجبهة الداخلية وزعزعة الأمن وإقلاق السكينة العامة وإثارة الفوضى. وتمثلت العملية بضبط خليتين تابعتين لدول العدوان والقبض على عدد من عناصرها والسيطرة عليها في مراحلها الأولى.
هذا الاعلان يشير بما يلا يدع مجالًا للشك إلى أن دول العدوان لن تتوقف عن مكرها وحياكة مخططاتها الاجرامية ضد الشعب اليمني وأمنه واستقراره لا سيما أنها فشلت خلال الخمسة أعوام الماضية في تحقيق أهدافها وأطماعها بالنيل من اليمن واعادته تحت سيطرتها وهيمنتها.
فشلت دول العدوان خلال سنوات خمس رغم عملها على خطوط متوازية ثلاثة:
– أولها الخط العسكري، حيث قامت بتشكيل تحالف عريض واستجلبت المرتزقة من مناطق شتى من العالم، وتكبدت ملايين الدولارات من أجل توفير السلاح الامريكي والاوروبي، والذي استخدمته في القتل والمجازر التي لاحقت المدنيين في المنازل والمزارع والمدارس والاسواق والعزاء والاعراس، ولم توفر حتى المقابر، دون ان تحصل منها على شيء، سوى لحوق العار بها وبقواتها العسكرية وعتادها الحديث والمتطور. فقد سقطت طائراتها الحديثة من نوعيات مختلفة وآخرها طائرة “الاباتشي” الأحدث في سلاح القوات الامريكية المحصن والمدرع بأعلى الدرجات، وتلتها طائرة “الدرون” من نوع وينغ لونغ الصينية، التي أسقطت بعد أقل من 48 ساعة من سقوط واحتراق “الاباتشي”.
– الخط الثاني، والأشد فظاعة وجرمًا هو التجويع والحصار الاقتصادي، وما خلفه من مأساة وصفت بالأسوأ في العالم حسب تقارير الامم المتحدة والمنظمات الدولية، وعجزت هي الأخرى عن إركاع الشعب وتطويعه لتمرير مخططات الهيمنة السعودية على اليمن.
– الخط الثالث، والذي لا يقل أهمية هو الملف الأمني، حيث حاولت السعودية استهداف الجبهة الداخلية أمنيًا، من خلال العديد من الخلايا التي استخدمتها لرفع الإحداثيات وتحديد مواقع الجيش واللجان، وغيرها من الأمور. وكان أبرز الاستهدافات الأمنية للجبهة الداخلية هو ما قام به علي عبد الله صالح قبل سنتين بالضبط من اليوم، حيث أعلن الانقلاب والالتحاق بالعدوان، وحرض على الفوضى في صنعاء والمحافظات، ورفع السلاح في وجه القوى الأمنية، ليتم افشال المخطط بفعل تكاتف المجتمع وأبناء الشعب، ويقظة الأجهزة الأمنية، والتنبه لمخاطر الانزلاق الى مخططات الفتنة خدمة للعدوان وأجندته الخبيثة.
ما تم الكشف عنه من مخطط استخاراتي لقوى العدوان ليس منفصلًا عن هذه المخططات لتحقيق تلك المطامع والاهداف الخبيثة، وقد دفعها الفشل العسكري والامني وفشل الحصار، للبحث عن طرق اخرى لتعوض بها نكساتها واخفاقاتها التي باتت حديث كبريات مراكز الابحاث والدراسات بل والحكومات في العالم.
وعلى وقع ما يجري في بعض دول الاقليم واستغلالًا لحاجة الشعب اليمني، ومعاناته الناتجة عن الحصار الظالم الذي يمارسه الأشقاء الألدّاء، وأدواتهم من المرتزقة والمنافقين، ربما ظن في لحظة أنه يستطيع أن يتعلق بقشة من تلك محاولًا نقل نماذج من الاحتجاجات الفتنوية بغطاء “المطالب الاجتماعية” الى اليمن عله يحصل على أي اختراق للجبهة الداخلية التي عجز عنها طوال سنوات.
إن سوء التقدير لدى تحالف العدوان وقياداته، الغارقة في الغباء وعدم الفهم لطبيعة اليمن وشعبه والتي قادته للدخول في حرب كان يظنها نزهة أيام أو بالأكثر لأسابيع، لا يزال هو الدافع لأمراء النفط والرمال على تجربة جديدة يخوضها مع الشعب اليمني لاختبار وعيه وامتحان يقظته.
لم يعد لدى دول العدوان ما تراهن عليه بعد خسارتها وفشلها المتواصل لخمس سنوات، وقد اصطدمت كل رهاناتها بصبر اليمنيين هنا وصمودهم هناك، وستؤول كل رهاناتها الى سراب أمام وعي الشعب اليمني ويقظة الأجهزة الأمنية الساهرة على أمنه واستقراره.