واشنطن تكرّر النموذج السوري: تلزيم نفط شبوة لشركة أميركية ..صنعاء: الردّ سيكون باللغة التي تفهمها أميركا وفي الوقت المناسب أيضاً
واشنطن تكرّر النموذج السوري: تلزيم نفط شبوة لشركة أميركية
بعد أيام من وصول قوات أميركية إلى محافظة شبوة النفطية شرق اليمن، أعلنت شركة «هنت أويل» الأميركية عودتها إلى تشغيل قطاع «خمسة جنة هنت» الواقع في مديرية عسيلان في المحافظة نفسها. وقالت الشركة في بيان إن عودتها لتشغيل القطاع، الذي تخلّت عنه قبل تسع سنوات وجرى تسليمة للجانب اليمني، جاء باستدعاء من قبل شركة «الاستثمارات النفطية» اليمنية الخاضعة لسلطة الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي. ورأى مصدر نفطي في صنعاء في حديث إلى «الأخبار» أن تسليم شركة «الاستثمارات النفطية» القطاع الأهم والأغنى في اليمن للمشغّل الأميركي السابق «مؤامرة جديدة تستهدف السيطرة على الثروة النفطية. وبذريعة حماية المصالح الأميركية، سيُستدعى المزيد من القوات الأميركية إلى المحافظة الواقعة على البحر العربي». وأشار المصدر إلى أن «هذه التحرّكات تدفع نحو تقويض أي مساع أممية لإنهاء الانقسام النقدي والمالي في اليمن، كون النفط أحد مرتكزات الحل لهذا الانقسام»، موضحاً أن «إعلان الشركة الأميركية عودتها لتشغيل القطاع النفطي الواقع في نطاق القطاع 18 الذي يحتضن أكثر من 10 تريليونات قدم مكعب من الغاز اليمني المسال، في أعقاب وصول قوات أميركية إلى محافظة شبوة، يؤكد أن الولايات المتحدة تحاول تمرير نموذج إدارة ونهب النفط السوري في اليمن». ولفت المصدر إلى أن «رد صنعاء سيكون باللغة التي تفهمها أميركا وفي الوقت المناسب أيضاً».
صنعاء: الردّ سيكون باللغة التي تفهمها أميركا وفي الوقت المناسب أيضاً
وشهدت الأيام الماضية تصعيداً كبيراً في منطقة عمليات البحر الأحمر وخليج عدن، لم يقتصر على عدد السفن المستهدفة أو طبيعة التكتيكات المعتمدة، بل تعدّاهما ليشمل دخول صنوف نوعية من الأسلحة. إذ أوردت القيادة المركزية العسكرية الأميركية «سنتكوم»، في بيان، أنها رصدت، للمرة الأولى، «استخدام الحوثيّين مركبة غير مأهولة تحت الماء»، وهو ما عدّه ميك مولروي، المسؤول السابق في البنتاغون وضابط وكالة الاستخبارات المركزية، «أمراً مهماً، وعلى ما يبدو فإنهم يعدّلون إستراتيجيتهم». ومن المتوقع أن يضيف استخدام الغواصات الصغيرة وغير المأهولة تحديات استثنائية أمام القطع البحرية الأميركية، التي ستجد نفسها أمام سيناريو استخدام صنوف متعدّدة من الأسلحة (صواريخ باليستية وأخرى كروز، زوارق سريعة، طائرات مسيرة، مراكب سطحية وأخرى تحت الماء تُدار عن بعد) على هدف واحد، في التوقيت نفسه، الأمر الذي سيعرّض عناصر تلك القطع لاحتمال الإصابة. وفي هذا الإطار، قال مولروي: «من المرجح أن يكون اكتشاف وتدمير السفن السطحية وتحت السطحية غير المأهولة، أكثر صعوبة من اكتشاف الطائرات من دون طيار والصواريخ المضادة للسفن»، معتبراً أن «ذلك قد يطغى على دفاعات السفن الأميركية».
وتمثل المدمرة «USS Gravely» ما تسميه القيادة العسكرية الأميركية «رأس الرمح» ضد صواريخ اليمن ومسيّراته، وهي مزوّدة بصواريخ «توماهوك» البعيدة المدى، والقادرة على الوصول إلى أهداف داخل اليمن، كما تنشر صواريخها المضادة للطائرات في نطاقات متعدّدة. إلا أنه في الشهر الماضي، اقترب صاروخ يمني من البارجة إلى درجة أنه كان عليها استخدام خط دفاعها الأخير، المعروف باسم «الكتائب»، للتعامل معه وإسقاطه، فيما لا تزال القيادة البحرية تجري تحقيقاً في كيفية اقتراب الصاروخ منها. والجدير ذكره، هنا، أنه غالباً ما يكون لدى البحارة ثوان فقط للرد على صاروخ متجه نحو الداخل. وفي هذا الإطار، قال الملازم البحري، جي جي جيمس رودني، الذي يعمل في مركز المعلومات القتالية في غرافيلي: «يمكن أن يكون لدينا ثوانٍ، أو يمكن أن يكون لدينا دقائق، لن أقول أكثر من دقائق».
وينظر ضباط البحرية وجنودها إلى المهام الموكلة إليهم في أنحاء العالم، على أنها نوع من التمييز والحظوة أو فرصة للاسترخاء. لكن في اليمن، يبدو الأمر مختلفاً كلياً؛ إذ إن الإفادات التي رصدها الإعلام الأميركي لهؤلاء العسكريين، تحكي عن قصة خوف ورعب حقيقيين. ومن بينهم مايكل زيتو، الذي يساعد في تشغيل المدافع وأنظمة الأسلحة الأخرى على متن السفينة، والذي قال: «بالتأكيد ليس ما توقعناه أن نكون هنا، كنا نتوقع أن يكون نشرنا أكثر استرخاءً وهدوءاً. لكن هجمات الحوثيين تستمر بلا هوادة، إلى درجة أن حاملة الطائرات «آيكي» والمدمرات المنتشرة في مكان قريب لم تقم بزيارة الميناء منذ أشهر، وهو أمر غير معتاد إلى حد كبير».
رشيد الحداد