موقع “مليتاري” العسكري : بسبب الفشل الكبير والاستنزاف الخطير ..البنتاغون يرفض كشف نتائج القصف في اليمن
بسبب الفشل الأمريكي في تحقيق أهدافه المتمثلة بتدمير قدرات القوات اليمنية وإجبارها على وقف عملياتها المساندة لغزة والاستنزاف الذي يتعرض له المخزون العسكري يجبر البنتاجون على فرض تعتيم وتكتم شديد عن الإدلاء بأي تفاصيل وفي هذا السياق نشر موقع “مليتاري” العسكري الأمريكي، أمس الجمعة، تقريرًا، ذكر فيه أنه “بعد أكثر من شهر من إعلان حملة قصف غير محدّدة المدة في اليمن، لم تقدم وزارة الدفاع سوى معلومات قليلة، وترفض القيادة المشرفة على الحملة الإجَابَةَ حتى على الأسئلة الأَسَاسية حول ما أنجزته القوات الأمريكية في المنطقة”.
وشكّك التقرير في الدعاية الرسمية للجيش الأمريكي بشأن تحقيق نجاحات عملياتية في اليمن، مُشيرًا إلى أن “القيادة المركزية التي تشرف على جميع العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، أمضت الثلاثين يومًا الماضية في نشر منشوراتٍ شبهِ يومية على وسائل التواصل الاجتماعي حول عملياتها في اليمن، لكن هذه المنشورات لم تكن أكثرَ من مقاطع فيديو لعمليات جوية على متن حاملة الطائرات في المنطقة، وتصريحات عامة”.
واعتبر التقرير أن “الرفضَ القاطعَ لتقديم حتى أبسط التفاصيل حول ما يفعله أفراد الخدمة في عملية عسكرية كبرى – والتي من المرجح أنها لم تُنفّذ منذ سنوات – هو أمرٌ غير مألوف للغاية، خُصُوصًا وأنه يقترن مع غياب شبه تام للإحاطات الصحفية من المتحدث باسم البنتاغون، في ظل تزايد عدد التقارير التي تفيد بأن المهمة لا تحقّق أيًّا من أهدافها الأوسع”.
وأشَارَ التقرير إلى أن التكتم الذي يمارسه البنتاغون في عهد إدارة ترامب يتجاوز حتى مستوى التكتم الذي كانت تمارسه الإدارة السابقة.
ولفت إلى أن “التفاصيل القليلة المعلَنة أَو التي جمعها الصحفيون ترسمُ صورةً لحملةٍ يبدو أنها تُكبِّدُ التكاليف وتُنفِقُ مخزوناتٍ ثمينة من الذخيرة، لكنها لا تُحقّق سوى القليل في هدفها المُعلَن، وفي غضون ذلك، أشَارَت تقارير متعددة إلى أن الهجمات الجوية من غير المُرجّح أن تكون كافيةً، بل قد تُشجّع اليمنيين أكثر”.
وأوضح التقرير أن العدوان الأمريكي “لم يُحدِثْ فَرْقًا” فيما يتعلق باستعادة حركة الملاحة الأمريكية والصهيونية في البحر الأحمر، مُشيرًا إلى أن أسعار التأمين على السفن الخاضعة للحظر اليمني لا تزال مرتفعة.
وقال التقرير: إن القيادةَ المركزية الأمريكية ترفُضُ حتى توضيحَ ما إذَا كانت لديها “أية مقاييسَ تُظهِرُ تأثيرًا إيجابيًّا” فيما يتعلّقُ بإعادة حركة السفن المحظورة في البحر الأحمر.
وتشير هذه الأصداء إلى أن فشل الاستراتيجية الدعائية لإدارة ترامب فيما يتعلق باليمن صار يتكامل بشكل واضح مع فشل الاستراتيجيات العملياتية والتكتيكية، بصورة تحاصر البيت الأبيض وتحشره بين خيارات صعبة؛ فإما الاعتراف بالخسائر وإعلان الفشل، أَو مواصلة الصمت لعدم توفر أية أدلة على نجاح العدوان، ومع تراكم الإخفاقات فَــإنَّ الفرق بين هذه الخيارات يتضاءل بشكل مُستمرّ.