مهلة قائد الثورة اليمنية .. صفعة قوية لتهديدات ترامب

في تطور جديد يعكس تزايد الضغوط الإقليمية على كيان الاحتلال الإسرائيلي بشأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، منح السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، اليوم الجمعة، قوات الاحتلال مهلة مدتها أربعة أيام لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مهددًا باستئناف العمليات البحرية اليمنية ضد كيان الاحتلال في حال عدم الامتثال.
دلالات المهلة وتوقيتها
يأتي هذا التهديد الصريح في ظل استمرار تعثر تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وكذا بعد يوم واحدمن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمقاومة الفلسطينية في غزة بـ”الجحيم” إذا لم تطلق كافة الأسرى الصهاينة بشكل كامل بعيداً عن مسار اتفاق وقف اطلاق النار في غزة.
واتهم السيد عبدالملك الحوثي في كلمته “حكومة نتنياهو” بالمماطلة في تنفيذ التزاماتها الإنسانية، خصوصًا في ما يتعلق بفتح المعابر والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب.
كما أشار السيد عبدالملك إلى مساعي الاحتلال لتهويد الضفة الغربية والقدس المحتلة، ما يعكس قلقًا متزايدًا من استمرار الانتهاكات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووفقاً للمراقبين، فإن توقيت مهلة السيد عبدالملك الحوثي يكتسب أهمية خاصة، إذ تزامنت مع تصاعد الضغط الدولي على كيان الاحتلال، ومع تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمقاومة في غزة بـ”الجحيم”، فضلًا عن التداعيات المتزايدة للحرب على الوضع الإنساني في القطاع.
كما يرى المراقبون، أن تحذير السيد عبدالملك الحوثي الذي جاء بعد فترة من التهدئة النسبية في العمليات البحرية التي استهدفت السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر، بأنها رسائل قوية تشير إلى أن الشعب اليمني لن يتخلى عن شقيقه الفلسطيني ولن يصبر على معاناة سكان القطاع، وبأن اليمن قادرة على إعادة فرض معادلتها العسكرية إذا لم يتم الاستجابة لمطالبها.
التداعيات المحتملة
إذا لم تستجب حكومة كيان الاحتلال لمهلة الأربعة أيام التي حددها السيد عبدالملك الحوثي، فمن المتوقع أن تستأنف القوات المسلحة اليمنية عملياتها البحرية، مما قد يؤدي إلى عودة الهجمات على السفن “الإسرائيلية” أو تلك المرتبطة بها، ما سيؤثر سلباً على الاقتصاد الصهيوني.
بالإضافة إلى توسيع الضغط الدبلوماسي على كيان الاحتلال، في حال استئناف العمليات البحرية، قد تجد “حكومة نتنياهو” نفسها في موقف أكثر حرجًا دوليًا، ما قد يدفع بعض القوى الكبرى إلى ممارسة ضغوط إضافية عليها لفتح المعابر.
سيناريوهات الاستجابة والتصعيد
ووضع المراقبون سيناريوهات عدة قد تتخذها حكومة كيان الاحتلال بشأن مهلة السيد عبدالملك الحوثي.
الالتزام الجزئي أو الكلي: قد تقرر حكومة الاحتلال فتح المعابر جزئيًا أو السماح بإدخال بعض المساعدات تحت ضغوط دولية، لتجنب الضربات العسكرية اليمنية.
تصعيد استباقي: قد تلجأ حكومة الاحتلال أو حلفاؤها إلى تنفيذ عمليات عسكرية استباقية في اليمن، ما قد يشعل مواجهة أوسع بين اليمن وكيان الاحتلال.
وعليه يمكننا القول أن السيد عبدالملك رمى بالكرة إلى ملعب العدو الصهيوني ومن خلفه حلفاؤه حيث تشير مهلة الأيام الأربعة إلى أن معادلة الصراع العربي الصهيوني لا تزال مرنة وفي نفس الوقت لا تزال مفتوحة على تصعيد جديد.
وفي ظل استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، يبقى السؤال الأساسي: هل ستستجيب حكومة الاحتلال لهذه المهلة، أم أننا أمام فصل جديد من التصعيد العسكري في المنطقة؟ الأيام المقبلة ستكون كفيلة في تحديد اتجاه الأحداث.

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية

قد يعجبك ايضا