مجلة “إيل فارو سول موندو” المتخصصة في القضايا الاستراتيجية : أرض الصومال قاعدة إسرائيل في الحرب ضد اليمن
قالت مجلة “إيل فارو سول موندو” الإيطالية المتخصصة في القضايا الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. إن اليمن تخوض حرباً غير متوازنة ضد الكيان الصهيوني في إطار جبهتها المعلنة لدعم الشعب الفلسطيني.
ونشرت المجلة تقريرا بعنوان ” أرض الصومال قاعدة إسرائيل في الحرب ضد اليمن “ نشر في الــ 9 من ديسمبر 2024م جاء فيه
تخوض اليمن حرباً غير متوازنة ضد إسرائيل في إطار جبهتها المعلنة لدعم الشعب الفلسطيني . وكانت إنجازات صنعاء مذهلة، وخاصة قدرتها على إغلاق مضيق باب المندب والمعابر البحرية قبالة سواحل اليمن، وضرب عمق إسرائيل. وأظهر هذا الوضع مرونة اليمن العسكرية في مواجهة كيان يعد عاصمة استهلاك الأسلحة الأميركية المتطورة والباهظة الثمن. وقد دفع هذا الوضع إسرائيل إلى تحويل أنظارها إلى “أرض الصومال” لإنشاء قواعد عسكرية تسمح لها بالقتال عن قرب وبتكلفة أقل.
أرض الصومال: الموقع الاستراتيجي والطموحات الإسرائيلية
تتمتع أرض الصومال بموقع استراتيجي على خليج عدن وبالقرب من مدخل مضيق باب المندب الذي يمر عبره حوالي ثلث التجارة البحرية في العالم. تتمتع أرض الصومال بساحل يمتد على طول 740 كيلومترًا على خليج عدن، مما يجعلها مركز جذب لإسرائيل. وتهدف تل أبيب إلى جعل المنطقة أصلًا استراتيجيًا في شرق أفريقيا، إلى جانب طموحات اقتصادية وتنموية أخرى.
التدخل الإسرائيلي في منطقة القرن الأفريقي
وتعمل إسرائيل على تعميق العلاقات مع أرض الصومال نظرا لموقعها الاستراتيجي، خاصة في ضوء قربها من اليمن والمعابر البحرية المهمة في المنطقة. وذكرت تقارير إعلامية أميركية أن إسرائيل بدأت بالفعل التخطيط لإنشاء قواعد في أرض الصومال. إن الاعتراف المحتمل بأرض الصومال ككيان مستقل من قبل إسرائيل يمكن أن يجعلها شريكا مهما على الساحة الإقليمية.
تتمتع أرض الصومال باقتصادها المتنامي، وتجذب الاستثمارات من العديد من البلدان، وخاصة في قطاعات الزراعة والطاقة والبنية التحتية. وتهدف إسرائيل إلى التعاون في هذه المجالات وتعزيز نفوذها في المنطقة، مع استغلال الموقع الاستراتيجي لأرض الصومال على طول طرق التجارة الرئيسية.
مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة
تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دور الوسيط المهم في العلاقات بين إسرائيل وأرض الصومال. وفي عام 2017، وقعت الإمارات اتفاقية لبناء مطار في بربرة، على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب اليمن، واستئجار قاعدة عسكرية لمدة 30 عاما. علاوة على ذلك، أفادت تقارير أن الإمارات تقدم الدعم السياسي والمالي لإنشاء القاعدة الإسرائيلية المخطط لها في أرض الصومال. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز نفوذها في منطقة مضيق باب المندب ومنطقة القرن الأفريقي.
التطلعات الإقليمية – أرض الصومال وسقطرى
وتهدف إسرائيل إلى تحويل أرض الصومال إلى مركز استخباراتي وقاعدة عسكرية متقدمة، على غرار دور قبرص في الساحة اللبنانية. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب القيود التشغيلية التي ظهرت أثناء الحرب مع اليمن، بما في ذلك الحاجة إلى نشر لوجستي مكلف للرد على الهجمات اليمنية منخفضة التكلفة.
في الوقت نفسه، تشكل جزيرة سقطرى اليمنية محور اهتمام إسرائيل والإمارات، اللتين تسعيان إلى ترسيخ عمق استراتيجي أكبر هناك. وتشير التقارير إلى أن الإمارات كانت تخطط للسيطرة على الجزيرة حتى قبل بدء الحرب في اليمن عام 2015، وتعمل حاليا على إنشاء قاعدة عسكرية هناك بالتعاون مع إسرائيل.
وتؤكد التطورات الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي سعي إسرائيل إلى توسيع نفوذها الإقليمي من خلال التعاون مع أرض الصومال والإمارات. وتُستخدم هذه الروابط لأغراض استراتيجية وأمنية واقتصادية، ويمكنها أن تغير موازين القوى في منطقة ذات أهمية جيوسياسية هائلة.
الإمارات تمول التوسع العسكري الإسرائيلي من بوابة أرض الصومال لمهاجمة اليمن
وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية قد كشفت في تقرير لها في الــ27 من نوفمبر 2024م عن تمويل الإمارات التوسع العسكري الإسرائيلي إقليميا عبر تدشين قاعدة عسكرية لتل أبيب في إقليم “أرض الصومال”. ونشرت صحيفة “هآرتس” العبرية، تقريرا حمل عنوان “كل العيون تتجه نحو أرض الصومال: الدولة الأفريقية الصغيرة التي تشكل مفتاح حرب إسرائيل على الحوثي”.
وأكدت الصحيفة على توجه “إسرائيل” بدعم إماراتي لتدشين قاعدة عسكرية إسرائيلية في أرض الصومال لمواجهة الحوثيين في اليمن، وهو الأمر الذي يمثل خطرا استراتيجيا على مصر وعلى مستقبل الملاحة الدولية في قناة السويس.
وأجمعت تقارير عبرية وغربية على أن الاحتلال الذي يشن حرب إبادة دموية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2013 يدرس إنشاء قاعدة عسكرية في “أرض الصومال” لوقف تحركات داعمة للفلسطينيين من قبل الحوثي حد قولهم.
وأضافت هآرتس، أن القاعدة تهدف أيضا إلى مراقبة مضيق باب المندب في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، الذي يسيطر على جانبه الشرقي الحوثيون الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية فرط صوتية والطائرات المسيرة مستهدفين مواقع إسرائيلية بينها تل أبيب.
إسرائيل تسعى لإقامة قاعدة عسكرية في أرض الصومال لمواجهة تهديدات الحوثيين في اليمن وبتمويل إماراتي
وفي الــ15 من أكتوبر 2024م كشف موقع “ميدل إيست مونيتور” في تقريرا جديد أن إسرائيل مهتمة بإنشاء قاعدة عسكرية في شمال الصومال، بوساطة الإمارات العربية المتحدة. الغرض منها مواجهة تهديدات الحوثيين في اليمن ومراقبة مضيق باب المندب.
وأشار الموقع إلى أن الإمارات لم تقنع حكومة أرض الصومال بإقامة القاعدة فحسب، بل وافقت أيضًا على تمويلها. وفي المقابل، تم تقديم ضمانات بأن إسرائيل ستعترف بأرض الصومال وتستثمر في المنطقة. وهناك منفعة متبادلة من وساطة الإمارات العربية المتحدة، حيث ترى كل من أبو ظبي وتل أبيب الحوثيين كعدو مشترك
بالإضافة إلى أرض الصومال، قد تكون جزيرة سقطرى اليمنية أيضًا من بين الأهداف التي تسعى دولة الاحتلال والإمارات العربية المتحدة إلى تحقيق عمق استراتيجي أكبر في القرن الأفريقي.
وفي حين كانت الإمارات تخطط للسيطرة على الجزيرة قبل بدء الحرب اليمنية، فقد تم الكشف في الأشهر الأخيرة عن أنها تخطط لإنشاء قاعدة هناك مع الاحتلال.
وأعادت صحيفة .jpost العبرية نشر التقرير في الــ17 من أكتوبر 2024م مركزة على أهمية القاعدة في أرض الصومال في خليج عدن وبالقرب من مدخل مضيق باب المندب، الذي يمر من خلاله ما يقرب من ثلث الشحن البحري في العالم.
بعد هزيمة واشنطن وحلفائها في مواجهة اليمن ..العدو الصهيوني يبحث عن بدائل للمواجهة والعين على أرض الصومال
وفي الــ 24 نوفمبر 2024 أكدت صحيفة “ذا ماركر” العبرية أن كيانَ العدوّ الصهيوني يعيشُ مأزِقًا عسكريًّا وأمنيًّا في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية، بعد أن أثبتت القوات المسلحة قدرتها على تنفيذ هجمات ناجحة في عمق الأراضي المحتلّة، في مقابل فشل أمريكا وبريطانيا في مهمة وقف العمليات اليمنية، وعدم جدوى الاعتداءات “الإسرائيلية” الجوية المكلفة على اليمن من مسافة ألفي كيلو متر، مُشيرًا إلى أن هذا المأزق دفع كيان العدوّ إلى البحث عن بدائل أُخرى منها محاولة إنشاء قاعدة عسكرية على أرض الصومال.
وقالت الصحيفة العبرية في تقريراً جديد سلط الضوء على تزايد الخطر اليمني على أمن الكيان الصهيوني، وصعوبة مواجهة هذا الخطر.
وذكر التقرير أنه “في ليلة 19 يوليو، ظهرت طائرة بدون طيار على شواطئ تل أبيب وقتلت إسرائيليًّا أثناء نومه، بالقرب من مبنى سفارة الولايات المتحدة، وانكشف ضعف النظام الأمني، حَيثُ لم يكن يعتقد أحد أن هذه الطائرة الصغيرة والبطيئة التي تنطلق من اليمن على بُعد أكثر من 2000 كيلومتر، ستتمكّن من الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، والتحليق داخل تل أبيب، وقتل شخص، وإصابة عشرة آخرين وبث الذعر”.
وَأَضَـافَ التقرير أن “الهجوم لم يوضح فقط القدرات العملياتية للحوثيين من اليمن، بل أجبر المؤسّسة الأمنية، التي كانت حتى ذلك الحين على وشك الانهيار، على فهم أن “إسرائيل” يجب أن تجد حلولها الخَاصَّة للقضاء على التهديد القادم من اليمن، بعد أن تركت الولايات المتحدة وبريطانيا تقدمان الدعم العسكري”.
ووَفقًا للتقرير فقد “أدركت “إسرائيل” أنها لن تكون قادرة على إطلاق طائراتها لضربات طويلة ومكلفة على اليمن في كُـلّ مرة تنفجر فيها طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين بقيمة 20 ألف دولار، خَاصَّة وأنهم يمتلكون مخزونًا من الطائرات بدون طيار يعتبر من أكبر المخزونات في العالم”.
وأوضح أن الكيان الصهيوني “اتجه للبحث عن بدائلَ أكثرَ فعالية، وأحد هذه البدائل هذه الأيّام متجذر في دولة صغيرة نائية وغير معترف بها دوليًّا، والتي أصبحت في العام الماضي مسرحًا لصراع إقليمي متفجر محفوف بالمصالح الجيوسياسية، وهي أرض الصومال، التي انفصلت عن الدولة الأم الصومال عام 1991 وأعلنت استقلالها دون ضمانات دولية، ومنذ ذلك الحين وهي تحاول، دون جدوى، كسب اعتراف دول العالم، بينما تضع نفسها في مواجهة تهديدات دول المنطقة، وفي مقدمتها الصومال، التي تطمح إلى استعادة السيطرة على الإقليم”.
إسرائيل تعمل على أنشاء قاعدة عسكرية لحماية نفسها من أنصار الله في اليمن
وفي الــ 20 من أكتوبر 2024م أكدت صحيفة ريبارتيور الروسية إن إسرائيل تعمل على أنشاء قاعدة عسكرية لحماية نفسها من أنصار الله في اليمن
وأشارت الصحيفة الروسية إن حكومة العدو تدرس الحكومة الإسرائيلية إنشاء قاعدتها العسكرية على أراضي أرض الصومال غير المعترف بها، إلى أن تل أبيب تأمل بهذه الطريقة حماية نفسها من هجمات اليمنيين والسيطرة على خليج عدن.
وأضافت للحصول على إذن بذلك، يمكن لإسرائيل إقامة علاقات دبلوماسية مع أرض الصومال، التي تسيطر على شمال الصومال ولها منفذ مهم على خليج عدن.