قائد الثورة اليمنية يجلد السعودية.. ويرشدها إلى طريق الأمان
في إطلالته الأسبوعية للحديث عن تطوّرات العدوان الإسرائيلي على غزّة؛ خصص السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي محورًا من محاور الخطاب، والذي امتد لما يزيد عن الساعة، للحديث عن السعودية وموقفها المتخاذل عن نصرة الشعب الفلسطيني؛ لا بل والمتآمر على القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة وقيمها ومبادئها.
ومن ضمن أحداث عديدة، لفت السيد عبد الملك إلى اتساع دائرة عزلة كيان العدوّ على الصعيد الدولي مع اعتراف ثلاث دول بالدولة الفلسطينية، وظهور الكيان بصورته القبيحة والمخزية، نظرًا إلى رصيده الإجرامي المتراكم في غزّة. وبخلاف المزاج المتغير لكثير من الدول التي قاطعت الكيان الإسرائيلي وتستنكر جرائمه ووحشيته، تسعى السعودية لعقد صفقة تطبيع تشمل المجالات كلها، في مقابل الحماية الأميركية، وهو أمر لا يليق بها كونها دولة عربية ومسلمة عدا عن مكانتها في الوسط الإسلامي.
موالاة اليهود واتّباعهم محرم بنصّ الكتاب والسُّنة، ومع أنّ نص التحريم جلّيٌ لا لبس فيه إلا أن السعودية تتنكر لذلك بأفعالها وتقربها من اليهود الصهاينة، كي تحظى بالحماية الأميركية، لكن الحماية ممن؟ يسأل السيد عبد الملك: هل يريد النظام السعودي من الأميركي أن يحميه من شعبه؟ أم من جيرانه؟ في كلتا الحالين؛ التوجّه السعودي خاطىء وسياسته فاشلة ولن تحقق مبتغاه وعواقب الارتماء في الحضن “الإسرائيلي” خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة، فما السبيل إذًا للتخلص من هذا العار والفضيحة؟ يجيب السيد عبد الملك ويرشد حكّام السعودية نحو طريق الأمان والاطمئنان.
حماية الحكّام من شعوبهم، تتوقف على علاقتهم بهم ومدى قربهم منهم، فالعدل والانصاف هو الذي يجعل من الحاكم مرغوبًا ومحبوبًا عند شعبه؛ والشاهد القريب هو علاقة الرئيس الإيراني الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، بشعبه الذي ملأ الساحات والميادين في مواكب تشييع لا نظير لها في المنطقة.
أمَّا الاعتماد على الحماية الأميركية، فالتاريخ يقدم شواهد على أن “المتغطي بأميركا عريان”، وقد قالها بعض الزعماء العرب الذين ظلموا وتجبروا وخدموا الصهيونية العالمية، وفي أول محطة عبّرت فيها شعوبهم عن سخطها ورفضها لاستبدادهم تنكّرت أميركا لخدمات وكلائها وتبرأت منهم، كما يفعل الشيطان مع أصحاب السعير. أما بالنسبة إلى مخاوف السعودية من جيرانها ومحيطها العربي والإسلامي، فالأمر ينتهي على هذا الصعيد بتغيير سياستها العدائية يؤكد السيد القائد، فالمشكلة في من يعتدي على الآخرين ويحاصرهم، ويدفع نحو إثارة النزاعات والاضطرابات الداخلية بدوافع طائفية ومناطقية، كما يحدث في اليمن وسورية والعراق ولبنان وغيرها من الدول.
ولتفادي كلّ ذلك، على النظام السعودي العمل على تعزيز الروابط الأخوية والقيم الإسلامية ومد جسور التواصل والتعامل على أساس مبدأ حسن الجوار، وهنا تنتهي كلّ مشكلاته مع جيرانه ومحيطه وسيجد نفسه في أمنٍ وأمان، يقول السيد القائد.
الخطأ بعينه هو التورط في صفقات للتطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، بعد كلّ الذي قد حصل في غزّة، وبعد كلّ ما قد فعل، من ظلم وطغيان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وأمن الأمة الإقليمي والقوميّ. وهذا الخطأ هو الذي قاد النظام السعودي نحو الارتهان للأميركي، ضمن سياسته القائمة على الابتزاز والاستغلال، وعلى الحلب. وهنا يذكر السيد عبد الملك بأن الأميركي لا يراعي مصالح البلدان الأخرى، بل يراعي مصلحته ومصلحة الإسرائيلي، كما أظهرته غزّة وأحداثها الدامية..
وبموقفها المخزي من القضية الفلسطينية؛ أخطأت السعودية مرتين: الأولى بتجاهل جرائم حرب الإبادة إلا من بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع، والأخرى بمساعي التطبيع في هذا التوقيت. أما الخطيئة الكبرى فتتمثل في الارتهان للأميركي وتتفيذ أجندته الاستعمارية..
العهد الاخباري: اسماعيل المحاقري