عملية كبرى في قلب تل أبيب: صنعاء تصعّد «المواجهة المفتوحة»

 

استبقت صنعاء ترتيبات أميركية – إسرائيلية لشن هجوم مشترك ضد الأراضي اليمنية، بهجمات بالصواريخ والطيران المسيّر، أمس، طاولت أهدافاً عسكرية للعدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وجاء ذلك بالتزامن مع عملية بحرية ضد القوات الأميركية، وصفتها مصادر ملاحية مطّلعة في المناطق الساحلية الواقعة على البحر الأحمر غربي اليمن، بأنها «الأعنف» من نوعها حتى الآن. وأكّد المتحدث العسكري باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان، أن «القوات المسلحة نفّذت عملية عسكرية نوعية في عمق الكيان الإسرائيلي، طاولت هدفين عسكريين للعدو في يافا (تل أبيب) بواسطة صاروخين باليستيين فرط صوتيين من طراز فلسطين 2»، مضيفاً أن «العملية جاءت بالتزامن مع عدوان إسرائيلي على صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية». ووصف هجوم قوات بلاده بالصاروخ الثاني بـ«الرد الطبيعي على استهداف الكيان منشآت مدنية»، متوعّداً باستمرار العمليات ضد العدو حتى وقف الحرب على غزة. ولاحقاً، أعلن سريع عن عملية جديدة نُفّذت بواسطة طائرة مسيّرة ضد هدف عسكري في تل أبيب.
وفي المقابل، اعترفت إسرائيل بالهجمات اليمنية؛ وأكّدت وسائل إعلام عبرية حدوث انفجار كبير في وسط تل أبيب خلال الساعات الأولى من فجر أمس، مشيرة إلى أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي فشلت في اعتراض صاروخ قادم من اليمن. ووفق تلك المصادر، فإن الهجوم اليمني الأولب الصاروخ، والذي سبق العدوان الإسرائيلي، دفع بالجبهة الداخلية في الكيان إلى إطلاق صفارات الإنذار، ما أدّى إلى هروب أكثر من مليون مستوطن إلى الملاجئ. كما أظهرت صور ومشاهد تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، دماراً كبيراً لحق بمنطقة رامات غان في منطقة تل أبيب، في حين أشار مسؤولون محليون إلى إصابة مدرسة في رامات غان برأس متفجّر أدّى إلى دمار كبير، مرجّحين أن المدرسة بحاجة إلى هدم وإعادة إعمار. وكذلك، سقطت شظايا من صاروخ اعتراضي في باحة مبنى الكنيست.
وفي أعقاب الهجوم اليمني، شنّ طيران العدو الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت، وفق مصادر محلية في صنعاء تحدّثت إلى «الأخبار»، «محطة كهرباء حزيز الواقعة جنوبي العاصمة، ومحطة أخرى في منطقة ذهبان شمالي العاصمة». وأوضحت المصادر أن العدوان «جرى بأربع غارات جوية طاولت مستودعات الوقود الواقعة في المحطتين، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة»، مشيرة إلى خروج المحطتين عن الخدمة. كما هاجم طيران الاحتلال محطة كهرباء الحديدة، والتي سبق استهدافها، إلى جانب ميناءَي الحديدة ورأس عيسى بأربع غارات جوية. وأفادت مصادر محلية في الحديدة، «الأخبار»، بأن الهجوم على المدينة أدّى إلى وقوع تسعة شهداء وعدد من الجرحى، وكذلك تدمير جزئي لرافعات الميناء ومنشآته، لم يحل دون عودته إلى العمل بعد ساعات. وأشارت إلى أن فرق الإطفاء الخاصة بالدفاع المدني تمكّنت بسرعة من احتواء الحرائق التي اندلعت بفعل الغارات.
وفي تطور عسكري آخر، تحدّثت مصادر محلية في الخوخة جنوب الحديدة، إلى «الأخبار»، عن اشتباك عسكري بحري امتد من مساء الأربعاء حتى فجر أمس في البحر الأحمر، حيث سُمعت أصداء انفجارات عنيفة بالقرب من جزر الزبير وجزيرة حنيش الكبرى، من دون أن تعلن صنعاء رسمياً عن ذلك الاشتباك البحري. وفي ضوء تلك التطورات العسكرية المتسارعة، أكّد قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، استعداد بلاده لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي في أي مستوى، مشيراً إلى أن قواته استهدفت الكيان بأكثر من 1100 صاروخ وطائرة مُسيّرة، منذ بداية حرب الإسناد. وأكّد، في خطابه الأسبوعي، أن «صنعاء تعيش في مواجهة مفتوحة مع الكيان، ولن تتوقف عن تنفيذ هجماتها ضده حتى وقف الحرب على غزة».
ووسط إدانات محلية واسعة للعدوان الجديد على اليمن، حمّلت الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، حركة «أنصار الله» المسؤولية عن ما وصفته بـ «تعريض اليمن لخطر العدوان الخارجي»، وهو ما عدّه مراقبون استغلالاً مكشوفاً وتحريضاً، خاصة أن تلك الحكومة أشارت، في بيان، إلى تهديد وزير حرب العدو، يسرائيل كاتس، باستمرار العمليات ضد اليمن. وكانت وسائل إعلام تابعة للقوى الموالية للتحالف احتفت بحديث الصحافة العبرية عن وضع إسرائيل ثمانية من كبار القيادات العسكرية والسياسية والثورية في صنعاء، كأهداف مفترضة للعدوان

رشيد الحداد

قد يعجبك ايضا