صنعاء تواكب غزة: وقف الإسناد مرهون بالميدان
يرتبط مستقبل الجبهة التي فتحتها صنعاء ضد إسرائيل إسناداً لقطاع غزة بتطورات الأيام والأسابيع المقبلة، ولا سيما أن قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، هدّد بمواصلة الهجمات ضد العدو، إذا لم يلتزم الأخير بوقف إطلاق النار في غزة، وأن جبهة الإسناد دفعت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل إلى وضع الحركة في دائرة الانتقام.
وفي خطابه الأسبوعي أمس، أكد الحوثي استمرار عمليات الإسناد اليمنية خلال الأيام الفاصلة عن دخول الاتفاق حيز التنفيذ ظهر الأحد المقبل. وأشار إلى أن “صنعاء سوف تبقى في حالة مواكبة للتطورات في غزة، ورصد أي خروقات لوقف إطلاق النار”، مضيفاً أن هناك تنسيقاً بين “أنصار الله” وحركتَي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بخصوص عمليات جبهة الإسناد اليمنية. وقال إن “الإسرائيلي فشل في غزة، على رغم الحصار على المقاومة والوسائل التي وضعها حليفه الأميركي في تصرفه”، معتبرا أنّ “العدو الإسرائيلي اضطرّ هو والأميركي إلى الذهاب إلى الاتفاق بعد أشهر من الجرائم الرهيبة”.
وبناءً على المؤشرات المتوافرة، تقول مصادر في صنعاء، لـ”الأخبار”؛ إن “هناك عدة سيناريوات في ما يتعلق بمصير جبهة الإسناد اليمنية. الأول هو خفض التصعيد، أي وقف الهجمات اليمنية على السفن التجارية الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان بموافقة المقاومة الفلسطينية، ولا سيما أن صنعاء وضعت عملياتها البحرية تحت تصرف حركات المقاومة الفلسطينية ومنحتها حق التفاوض حول السفينة الإسرائيلية غالاكسي ليدر التي تم احتجازها مع طاقمها أواخر تشرين الثاني 2023 في ميناء الحديدة”. أما السيناريو الثاني، وفق المصادر، “فيتعلّق باستمرار المواجهة إذا تواصلت الترتيبات الإسرائيلية والأميركية والبريطانية لشن عدوان على اليمن مباشرة أو من خلال فتح الجبهات الداخلية ضد صنعاء، انتقاماً من الدور الذي قامت به”.
وتضيف المصادر أن “المواجهة بين صنعاء وتلك القوى ستأخذ في التصاعد في حال استغلال العدو وقف إطلاق النار في غزة للانفراد بالجبهة اليمنية تحت ذريعة استهداف آخر أذرع إيران، وفق ما يروّج له الأميركي والإسرائيلي”. وتتابع أن “السيناريو الثالث المحتمل هو وقف العمليات اليمنية البحرية بشروط صنعاء، وفق صفقة مع الأميركي تقضي بتراجع الولايات المتحدة عن كل الإجراءات والعقوبات الاقتصادية التي اتخذتها ضد أنصار الله بعد دخول الأخيرة على خط الصراع مع الكيان الإسرائيلي، فضلاً عن وقف التدخلات الأميركية المعيقة للسلام في اليمن، وإنهاء عسكرة البحر الأحمر، وأيّ وجود عسكري أميركي – بريطاني في المحافظات الجنوبية وفي الجزر اليمنية، ومنها أرخبيل سقطرى”.