صحيفة “ذا ماركر” العبرية : بعد هزيمة واشنطن وحلفائها في مواجهة اليمن ..العدو الصهيوني يبحث عن بدائل للمواجهة والعين على أرض الصومال
أكدت صحيفة “ذا ماركر” العبرية أن كيانَ العدوّ الصهيوني يعيشُ مأزِقًا عسكريًّا وأمنيًّا في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية، بعد أن أثبتت القوات المسلحة قدرتها على تنفيذ هجمات ناجحة في عمق الأراضي المحتلّة، في مقابل فشل أمريكا وبريطانيا في مهمة وقف العمليات اليمنية، وعدم جدوى الاعتداءات “الإسرائيلية” الجوية المكلفة على اليمن من مسافة ألفي كيلو متر، مُشيرًا إلى أن هذا المأزق دفع كيان العدوّ إلى البحث عن بدائل أُخرى منها محاولة إنشاء قاعدة عسكرية على أرض الصومال.
وقالت الصحيفة العبرية في تقريراً جديد سلط الضوء على تزايد الخطر اليمني على أمن الكيان الصهيوني، وصعوبة مواجهة هذا الخطر.
وذكر التقرير أنه “في ليلة 19 يوليو، ظهرت طائرة بدون طيار على شواطئ تل أبيب وقتلت إسرائيليًّا أثناء نومه، بالقرب من مبنى سفارة الولايات المتحدة، وانكشف ضعف النظام الأمني، حَيثُ لم يكن يعتقد أحد أن هذه الطائرة الصغيرة والبطيئة التي تنطلق من اليمن على بُعد أكثر من 2000 كيلومتر، ستتمكّن من الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، والتحليق داخل تل أبيب، وقتل شخص، وإصابة عشرة آخرين وبث الذعر”.
وَأَضَـافَ التقرير أن “الهجوم لم يوضح فقط القدرات العملياتية للحوثيين من اليمن، بل أجبر المؤسّسة الأمنية، التي كانت حتى ذلك الحين على وشك الانهيار، على فهم أن “إسرائيل” يجب أن تجد حلولها الخَاصَّة للقضاء على التهديد القادم من اليمن، بعد أن تركت الولايات المتحدة وبريطانيا تقدمان الدعم العسكري”.
ووَفقًا للتقرير فقد “أدركت “إسرائيل” أنها لن تكون قادرة على إطلاق طائراتها لضربات طويلة ومكلفة على اليمن في كُـلّ مرة تنفجر فيها طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين بقيمة 20 ألف دولار، خَاصَّة وأنهم يمتلكون مخزونًا من الطائرات بدون طيار يعتبر من أكبر المخزونات في العالم”.
وأوضح أن الكيان الصهيوني “اتجه للبحث عن بدائلَ أكثرَ فعالية، وأحد هذه البدائل هذه الأيّام متجذر في دولة صغيرة نائية وغير معترف بها دوليًّا، والتي أصبحت في العام الماضي مسرحًا لصراع إقليمي متفجر محفوف بالمصالح الجيوسياسية، وهي أرض الصومال، التي انفصلت عن الدولة الأم الصومال عام 1991 وأعلنت استقلالها دون ضمانات دولية، ومنذ ذلك الحين وهي تحاول، دون جدوى، كسب اعتراف دول العالم، بينما تضع نفسها في مواجهة تهديدات دول المنطقة، وفي مقدمتها الصومال، التي تطمح إلى استعادة السيطرة على الإقليم”.
ونقلت الصحيفة عن تقرير نشره موقع “ميدل إيست مونيتور” في أُكتوبر الماضي أن “إسرائيل اقتربت سِرًّا من أرض الصومال، التي تقع قبالة اليمن على شواطئ خليج عدن، مع اقتراح من شأنه أن يخدم كلا الجانبين، حَيثُ ستقيم “إسرائيل” قاعدة عسكرية في أرض الصومال، مما سيسمح لها بمهاجمة وردع أهداف الحوثيين، وفي المقابل ستمنح البلاد الاعتراف الرسمي والقيام باستثمارات مالية فيها”.
ووفقًا للتقرير فَــإنَّ “الإمارات تتوسط بين البلدين، ولم تكتف بإقناع أرض الصومال بالسماح بإنشاء القاعدة العسكرية، بل بتمويلها أيضًا” مُشيرًا إلى أن “أرض الصومال سمحت في السنوات الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام ميناء بربرة ومطارها كقاعدة لعملياتها العسكرية في اليمن، مقابل استثمار إماراتي بقيمة 440 مليون دولار في ميناء بربرة، بحسب منشورات أجنبية”.
وأعادت صحيفة .jpost العبرية نشر التقرير مركزة على أهمية القاعدة في أرض الصومال في خليج عدن وبالقرب من مدخل مضيق باب المندب، الذي يمر من خلاله ما يقرب من ثلث الشحن البحري في العالم.
أما صحيفة “معاريف” العبرية فكانت قد أكدت في وقت سابق إن الإمارات اتفقت مع دولة الاحتلال على إنشاء منشأة عسكرية واستخباراتية مشتركة في سقطرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التعاون يتجلى في القاعدة العسكرية الإماراتية “الإسرائيلية” قيد الإنشاء في جزيرة عبد الكوري، وهي جزء من سلسلة جزر سقطرى اليمنية.
وتتمتع الإمارات العربية المتحدة بعلاقات وثيقة مع إسرائيل والصومال، فهي تمتلك قاعدة عسكرية في أرض الصومال.
يأتي ذلك في خضم التطورات اللافتة في البحر الأحمر الذي أصبح مغلقاً تماماً أمام الكيان الإسرائيلي نتيجة الحظر التي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على مرور السفن من والى الكيان الإسرائيلي والتي عجزت أمريكا وبريطانيا عن فكه؛ تحاول “إسرائيل” تعزيز وجودها في هذه المنطقة عن طريق انشاء قواعد عسكرية لها في “أرض الصومال” القريبة من مضيق باب المندب