سيناريو الحرب الأمريكية على اليمن || عابد حمزة
في الماضي وقبل أربعة أعوام تقريباً تكفل حزب تجمع الإصلاح لأمريكا بخوض الحرب ضد أبناء الشعب اليمني المناوئين للسياسة الأمريكية على أن تساعده في الوصول للسلطة والاستحواذ عليها دون بقية الأحزاب والمكونات اليمنية فلم يكد يمضي قرابة شهر ونصف شهر على اندلاع ثورة فبراير 2011 حتى عمد إخوان اليمن إلى مضايقة شباب الثورة داخل الساحات وتفجير حرب طائفية مذهبية في أكثر من محافظة يمنية ومع بداية كل حرب من تلك الحروب كانت أمريكا ومعها تحالف الدول العشر تظهر إما مرغبة لهم بمواصلة الحرب وما عليهم إلا أن يبدؤوها وستتدخل تحت البند السابع لحزم المعركة لصالحهم أو بالترهيب وإتهام قياداتهم باحتضان القاعدة وتمويل الإرهاب وهكذا حتى انتهوا وتلاشوا وخرجوا من اليمن بخفي حنين.
نفس سيناريو الترغيب والترهيب الأمريكي يتكرر اليوم في السعودية فمن بين أمراء آلـ سعود تكفل الملك سلمان وابنه الطائش بإكمال ما بدأه عملاؤهم في اليمن من الحرب ضد الشعب اليمني مقابل وقوفها معهم ومساندتهم في اختطاف عرش المملكة واقصاء وتهميش بقية أمراء آلـ سعود ومن يلحظ الزيارات المكثفة للمسئولين الأمريكيين هذه الأيام إلى مملكة نجد وما يصدر عنهم من تصريحات تطمئن الملك وتظهر استعدادهم لتوفير الحماية له ولنجله ويقارن بين تلك التصريحات وما يصدر عن الصحافة الأمريكية من اتهامات للسعودية بدعم الإرهاب وارتكاب جرائم حرب وانتهاك لحقوق الإنسان يدرك أن أمريكا تعيد سيناريو ترغيب وترهيب 2013 و2014 في اليمن وأن الملك المنقلب على إخوته وأبناء عمومته معني بمواصلة الحرب والعدوان على اليمن تحت بند “العدو من أمامكم والبحر من خلفكم” ولا مجال للتراجع حتى لو بدد الزهايمر كل ثروات بلاده وخسر كل أراضيه وجنوده وآلياته فإنه معني بالاستمرار في الحرب وخوضها حتى النهاية تماما كما كان عجوزا اليمن علي محسن والزنداني معنيين بمواصلتها حتى أخر طلقة وخروجهم من اليمن مطرودين تلاحقهم لعنة العمالة والخيانة وبيع الوطن.
إن التصريحات الأخيرة لوزير خارجية أمريكا جون كيري بعد لقائه بالملك ونجله في الرياض وما أكد عليه من صلابة العلاقة الأمريكية السعودية ودعم أمريكي للسعودية في مواجهة الخطر الحوثي لا يعدو عن كونه محاولة لتبديد هلع الملك ونجله من نتائج الحرب الكارثية على مستقبلهم السياسي وبقدر ما لهذه التصريحات من دلالة واضحة على حجم التورط الأمريكي في العدوان على اليمن فإن الأحداث والتجارب وما شاهدناه من تعامل الأمريكيين مع عملائهم يؤكد أن أمريكا لن تكون وفيةً مع زهايمر السعودية لأن المصالح هي التي تتحكم وترسم خطوط سياستها وليس القيم والمبادئ لن تخوض أمريكا حرب السعودية لأنها قريبة عهد بتجربة غزو العراق وأفغانستان وفي اليمن أيضا رأينا كيف تخلت عن عملائها وسحبت جنودها من صنعاء بمجرد وصول ثوار الشمال إلى محافظة عمران وسحبتهم أيضا من قاعدة العند بعد وصول الجيش واللجان الشعبية إلى محافظة تعز وعليه فإن قادم الأيام حبلى بالمفاجآت ولا نستبعد قريبا أن نسمع صراخ وسائل الإعلام الخليجية خياااانة خياااانة أين أنتم يا مسلمين يا أهل السنة أنقذوا بلاد الحرمين من الغرب الكافر ومؤامرات الشيعة لا نستبعد ذلك فقد سمعناه سابقا ممن أفاق من سكر عمالته لأمريكا بعد تخليها عنه ليواجه لوحده مصيره المحتوم