سوريا: جيش الاحتلال يعمق التوغل في ريف درعا ويعتدي على السكان

شهدت منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي جنوبي سورية تصعيداً ملحوظاً مع توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، الجمعة، ما أثار غضب الأهالي ودفعهم للخروج بتظاهرات بالقرب من فوج الجزيرة العسكري المحاذي للحدود مع الجولان، للمطالبة بانسحاب قوات الاحتلال. ودخلت قوات الاحتلال إلى عدة قرى وبلدات، بما في ذلك قرية الرفيد، وثبتت نقاطاً عسكرية جديدة، ودمرت بعض المنشآت وجرفت الأراضي في المناطق التي توغلت فيها، مما أثار حفيظة الأهالي.

وقالت مصادر إعلامية إن العشرات من السكان السوريين من قرية معرية، إحدى القرى التابعة لناحية الشجرة جنوب غربي درعا تجمعوا أمام فوج الجزيرة، للمطالبة بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت أن قوات الاحتلال أرسلت في البداية مُسيرات تحذر من الاقتراب من النقطة العسكرية، ومع إصرار الأهالي على الاستمرار بالتظاهرة، أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي على المتظاهرين ما أسفر عن إصابة الشاب ماهر محمد الحسين في قدميه.

وناشد المواطنون السوريون بإيصال صوت أبناء المنطقة المذكورة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وانسحاب قوات الاحتلال من النقاط التي احتلتها مؤخراً.

ونقلت صحية “العربي الجديد” عن مختار بلدة حضر جودت الطويل، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ثبتت نقاطاً عسكرية على التلال والمرتفعات المحيطة بالمنطقة في أماكن تمركز قوات حزب الله سابقاً، فيما أرسلت تطمينات للأهالي عبر قوات أممية موجودة في المنطقة بأن هذه النقاط ليست ثابتة وسوف تنسحب منها، في حال وصول التعزيزات الأممية والشرطة السورية.

وعن اقتحام دوريات الاحتلال شوارع البلدة، والقرى المجاورة وريف درعا، قال الطويل إن هذه الدوريات جاءت للتفتيش عن متعاملين سابقين مع حزب الله، كما صرح قادتها للأهالي، موضحاً أن سيارات مصفحة قطعت الشارع العام للبلدة ثم عادت أدراجها دون أن تتعرض لأي مواطن من البلدة. ونقلت الصحيفة عن مصدر من أبناء البلدة أن (5-6) سيارات جابت شارع البلدة الرئيسي ثم غادرت، دون أن تتعرض للمدنيين الذين يعيشون حالة من القلق في ظل غياب رادع يحميهم من أي تعديات محتملة.

وأكد المصدر أن التلال التي ثبتت عليها قوات الاحتلال نقاطاً عسكرية في محيط بلدة حضر، تعد تلالاً استراتيجية، اثنان منها يطلان على الجولان المحتل مباشرة وهما قرص النفل وعين التينة الواقعان غربي بلدة حضر، إضافة إلى تلال الحمرية والتلول الحمر التي تقع عند سفح الحرمون في جبل الشيخ، وهي مناطق حدودية جنوب شرقي سورية وغربي لبنان وفلسطين المحتلة وتربط بين قرى جبل الشيخ في ريف دمشق وجباتا الخشب ومشاتي حضر في القنيطرة.

ومع تصاعد وتيرة النشاط العسكري الإسرائيلي، يخشى مراقبون من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتشريد المزيد من السكان، وبالتالي زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها، وذلك وسط دعوات أممية لإرساء الاستقرار في البلد الذي يحاول النهوض بمكتسبات الثورة وإسقاط نظام بشار الأسد الاستبدادي.

قد يعجبك ايضا