سلاح المقاطعة يضرب اقتصاديات الشركات الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي

 

صحيفة الحقيقة ـ جميل الحاج

تزامن رفع شعار البراءة من إعداء الله المستكبرين أمريكا و(إسرائيل)، رفع شعار المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، الذي اطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي عليه السلام قبل أكثر من عشرون عام، وقد لقيت هذه الدعوة استجابة محدودة مقارنه واتسعت إلى بشكل كبير في الوقت الراهن.

 في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى اتسع نطاق المقاطعة للبضائع لتتبني الدولة اليمنية ودول محور المقاومة ومواقف شعبية وشبابية في كير من البلدان.. حملات توعوية للمستهلكين توضح أهمية مقاطعة البضائع التابعة لشركات أجنبية تدعم (إسرائيل) وقد لقيت تفاعلاً وقبولا شعبيا، وكذلك امتدت المقاطعة إلى عدد من الدول العربية والإسلامية.

تنامت مؤشرات تأثير حركة المقاطعة الاقتصادية لكيان الاحتلال الإسرائيلي وداعميه بشكل كبير في الربع الأول من العام الحالي ما يظهر أن شرفاء العالم لم يعتادوا المشهد وإنما ماضون في حركة المقاطعة وقد جاء توسيع دعوات مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في اليمن ودول عربية وإسلامية.. وقد حققت نجاحات كبيرة، على الرغم من عاصفة العروض الترويجية التي تقدمها العلامات التجارية الشهيرة لتجاوز آثار الحملة.

مقاطعة السلع والمنتجات القادمة من الدول الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي والتي جاءت بسبب حرب الإبادة تجاه غزة هي إحدى الاستراتيجيات التي يستخدمها شرفاء العالم للتعبير عن رفضهم تلك الأعمال الإجرامية، وللضغط على الحكومات والشركات لاتخاذ إجراءات أكثر حزمًا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتشمل هذه الاستراتيجية تجنب شراء المنتجات التي تأتي من تلك الدول أو الشركات الداعمة الكيان.

هذا ونتج عن المقاطعة نتائج ايجابية في تكبيد الشركات والمؤسسات الإسرائيلية والداعمة للكيان الصهيوني.. وقد أعلنت كبرى الشركات العالمية عن تلقيها خسائر كبيرة وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط .

سلاح المقاطعة يصيب الشركات الداعمة للاحتلال بالشلل:

بعد التفاعل الشعبي والرسمي في دول العالم العربي والإسلامي تراجعت أرباح شركات الوجبات السريعة الأميركية في المنطقة العربية وبعض مناطق آسيا، بسبب دعوات المقاطعة التي استهدفت عدداً من العلامات المشهورة، مثل ماكدونالدز وستاربكس وكنتاكي، وشركات المشروبات الغازية، مثل بيبسي كولا وكوكا كولا، منذ العدوان الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر.

وكشف تقرير عن خسارة وتراجع شديد في إيرادات بعض الشركات الداعمة للاحتلال الذين يعملون في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وهنا نذكر بعض من الشركات التي اعلنت عن تأثرها بحملات المقاطعة، فقد أعلنت شركة الآمار الغذائية السعودية المالكة للعلامة التجارية “دومينوز” بيتزا في المنطقة العربية أنها تكبدت خسائر بقيمة 17.7 مليون ريال سعودي.

في حين بلغت خسارة شركة بيبسيكو نحو 57%، وخسرت شركة كوكاكولا نحو 35.6%، وخسرت شركة أمريكانا نحو 52 %وخسرت شركة ماكدونالدز نحو 12 % ،وخسرت شركة بروكتر اند جامبل نحو 23.3%.

وكشفت شركة أمريكانا للمطاعم العالمية بي. إل. سي، كشفت عن انخفاض صافي الربح العائد لمساهمي الشركة الأم بنسبة 51.8% إلى 28 مليون دولار، خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة مع 58.1 مليون دولار في الفترة المقابلة من عام 2023.

كما أجبرت المقاطعة شركة كيو اس آر، صاحبة امتياز مطاعم “كي إف سي” الأمريكية على إغلاق 106 فروع في ماليزيا من بين 600 فرع، مرجعة ذلك إلى ما أسمته تحديات اقتصادية.. بينما لجأت شركة ماكدونالد لمقاضاة حركة مقاطعة (إسرائيل) بتهم التشهير، قبل أن تتفق مع الحركة خارج نطاق القضاء.

وأكدت أن معدل نموها في ماليزيا وغيرها، لم يتجاوز 08% في الربع الأخير من العام الماضي، هبوطاً من 16.5% من الربع نفسه في 2022م. وتراجعت إيرادات شركة برجايا للأغذية، صاحبة امتياز ستار بكس في تلك المدة بقرابة 40% بسبب حملات المقاطعة. وفي الربع الأخير من عام 2023م بنحو 38.2%.

كما أعلنت شركة القهوة العملاقة “ستاربكس” عن خسائر بسبب تراجع الأرباح والإيرادات، مدفوعة بانخفاض في مبيعات متاجر الشركة نتيجة المقاطعة، مما أدى إلى تراجع حاد في سعر السهم بنحو 16%.

وقبل أشهر أعلنت شركة “ماكدونالدز” عن أول خسارة فصلية في المبيعات منذ ما يقرب من أربع سنوات بسبب ضعف نمو المبيعات في قسم الأعمال الدولية.

و حققت حملات المقاطعة الهدف المطلوب وذلك بتخفيض قيمة الأعمال والأرباح الناتجة خلال الفترة الماضية، خاصة أن تلك الشركات تستقطع جزءاً كبيراً من أرباحها لإرسالها إلى البلد الأم الداعمة للحرب، من وجهة نظر الشعوب.

تلك الشركات تحدثت عن تكبدهها خسائر بملايين الدولارات، الأمر الذي دفع بعضها للإعلان عن تخفيضات كبيرة في أسعار منتجاتها، بينما لجأت شركات أخرى مثل ماكدونالدز، لإصدار بيانات تؤكد عدم دعمها لأي دولة أو جهة حكومية ورفضها لكافة أشكال العنف، وأعلن وكيلها عن تبرع مالي للشعب الفلسطيني.

 

التفاف خبيث على حملات المقاطعة  

بعد  تعرض شركات وسلسلة مطاعم وجبات سريعة داعمة للاحتلال لحملات مقاطعة واسعة لا تزال تتواصل وضربات موجعة على مدى الأشهر الثمانية الماضية، دليل ذلك ما جرى لعلامات تجارية كبرى مثل زارا وماكدونالدز وكنتاكي وبيتزا هت وستاربكس وماركس آند سبنسر وهارديز وبوما وغيرها من العلامات التي أعلنت شركاتها الأم دعم قوات الاحتلال في حربها الإجرامية ضد أهالي غزة.

المؤسسات الداعمة تلك تعرضت لخسائر فادحة وتهاو في المبيعات والإيرادات المالية والقيمة الاسمية لأسهمها المتداولة في البورصات العالمية ومنها “وول ستريت” وغيرها.

وبسبب تلك الضربات سعت تلك الشركات والعلامات واسعة الانتشار إلى الالتفاف على المقاطعة وخداع ملايين المقاطعين حول العالم، عن طريق خلط الأوراق، وإصدار بيانات تتبرأ فيها من دعم الاحتلال، وتؤكد على الاستقلال المالي وعدم تقديم أي مساندة نقدية لدولة الاحتلال.

  كذلك فإنها تؤكد أنها عبارة عن شركات مملوكة لمستثمرين محليين وليس لها علاقة بالشركات الأم سوى علامة الفرانشيز  وشراء الاسم أو الامتياز التجاري مقابل سداد جزء من الأرباح، والتأكيد على أن امتياز الشركة تتولى إدارته والعمل به أيدي عاملة محلية بشكل كامل.

بل وصل الأمر بتلك الشركات إلى حد استعطاف المستهلك في محاولة لإعادته لمقار المطاعم والمقاهي وفروعها، من خلال نشر قصص إنسانية عن المآسي التي يتعرض لها العمال والموظفون المحليون في فروع الشركة وحالات التنمر والمضايقات بسبب المقاطعة

 

 

 

قد يعجبك ايضا