رفض أوروبي لتسليح الوكلاء: السيناريو السوري لا يصلح لليمن
في مقابل تصاعد دعوات الموالين للتحالف السعودي – الإماراتي إلى نقل السيناريو السوري إلى اليمن، بدءاً من الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء حالة التهدئة التي تعيشها البلاد منذ مطلع نيسان 2022، شدّدت الأمم المتحدة على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار والحفاظ على حالة التهدئة، مؤكدة ضرورة عزل اليمن عن الأحداث الإقليمية. ودعت في بيان قبيل انعقاد جلسة خاصة باليمن، عقدها مجلس الأمن، أمس، بمشاركة مبعوثها الخاص، هانس غروندبرغ، الأطراف اليمنية إلى ممارسة ضبط النفس، والشروع في تنفيذ خطوات بناء ثقة لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المحادثات.
وبالتوازي مع ذلك، علمت «الأخبار»، من مصادر مقربة من حكومة عدن، أن الاتحاد الأوروبي ردّ على طلب جديد قدمه «المجلس الرئاسي» إليه لدعمه عسكرياً بحجة تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بالرفض، والتأكيد أن هناك إجماعاً دولياً على عدم عودة الحرب إلى اليمن، ودعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام فيه. وأشارت المصادر إلى أن سقوط نظام بشار الأسد وما جرى من تدمير ممنهج لمقدرات الدولة السورية، عزّز الانقسام بين القوى الموالية للتحالف. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد كشفت عن انقسام في الموقف من الأحداث في سوريا بين ناشطين موالين لـ»المجلس الانتقالي الجنوبي» التابع للإمارات، وناشطي حزب «الإصلاح» الذين يمثّلون التنظيم اليمني لجماعة «الإخوان المسلمين»، على خلفية امتناع الحزب عن إدانه العدوان الإسرائيلي على سوريا.
ويدفع حزب «الإصلاح» بمكونات يعود تأسيسها إلى صيف عام 2011، إلى تبني دعوات التصعيد العسكري ضد صنعاء على غرار السيناريو السوري، وهو ما يعكس رفض تلك القوى الجهود الأممية الرامية إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين صنعاء والرياض، وتضمّنته «خريطة الطريق» الأممية المتفق عليها أواخر العام الماضي. ودعا «مجلس شباب الثورة» التابع لـ»الإصلاح»، في بيان، من مقرّه في إسطنبول، إلى التصعيد العسكري ضد «أنصار الله» ونقل تجربة سوريا. ورغم تقاطع مصالح الداعين إلى تفجير الأوضاع على جبهات الداخل اليمني مع المصالح السعودية، وتناغمها مع توجّه الولايات المتحدة التي تسعى إلى إشغال جبهة الإسناد اليمنية لقطاع غزة، أقرّت وسائل إعلام أميركية بفشل تحريك الجبهات، مرجعة ذلك إلى استمرار الانقسامات المحلية والإقليمية، وخصوصاً داخل صفوف القوى الموالية لواشنطن نفسها.
«الإصلاح» يدفع في اتجاه تحريك الجبهات و «الانتقالي» يرفض
وقالت مصادر سياسية مطّلعة في صنعاء، لـ»الأخبار»، إن الولايات المتحدة قادت حراكاً واسعاً، الأسبوع الماضي، في المنطقة، وفي دول القرن الأفريقي، في سياق مساعيها لحماية إسرائيل ورفع الحصار البحري اليمني المفروض عليها. واعتبرت المصادر أن زيارات المبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى جيبوتي وقطر والبحرين، تندرج في إطار العمل على تفجير الأوضاع في الساحل الغربي، وتحديداً في مدينة الحديدة ومينائها. إلا أن المصادر استبعدت نجاح واشنطن في الوقت الحالي في ذلك، لعدم ثقتها بقدرة الفصائل على تنفيذ المهمة ولإدراكها أن صنعاء قادرة على إفشال أي تقدم وصدّ أي تصعيد.
إلى ذلك، وفي أعقاب إعلان صنعاء تنفيذها عملية عسكرية بحرية طاولت سفناً وبوارج أميركية في خليج عدن، بالتوازي مع تنفيذها عمليات جوية استهدفت عمق الكيان الإسرائيلي، أقرّت «القيادة المركزية»، أمس، باستهداف القوات اليمنية أسطولين بحريين في الفترة الأخيرة. وأوضحت، في بيان، أن «آخر هجوم وقع يومَي التاسع والعاشر من الشهر الجاري واستهدف مدمرتين وثلاث سفن إمداد عسكري في خليج عدن»، مؤكدة أن «الهجوم تم بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة»، وزاعمة اعتراض عدد من تلك الصواريخ والمسيّرات من قبل المدمرتين «ستوكديل» و»أوكين». وأشار البيان إلى أن هجوماً آخر استهدف أسطولاً يضمّ مدمرتين وعدداً من سفن الإمداد الأميركية مطلع الشهر الجاري.