تشكيك في رواية واشنطن لسقوط «إف 18»: صنعاء تصدّ عدواناً أميركياً – بريطانياً
ردّت القوات المسلحة اليمنية بقوة، أمس، على العدوان الأميركي – البريطاني الذي استهدف صنعاء ومحافظة الحديدة بسلسلة غارات، فاستهدفت بالصواريخ والمُسيّرات، حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والبوارج المرافقة لها، لتسفر المواجهة معها عن إسقاط طائرة حربية أميركية حديثة من نوع «إف إي 18». وجاء ذلك غداة إطلاق صنعاء صاروخاً على تل أبيب أسفر عن إصابات وأضرار كبيرة، بعدما فشلت الدفاعات الإسرائيلية في التصدّي له.
وفي إطار الرد على العدوان الأميركي – البريطاني الجديد، والذي أدّى إلى أضرار واسعة في عدد من الأحياء السكنية الواقعة بالقرب من منطقة عطان في صنعاء ومحافظة الحديدة، أكّد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أن الأخيرة «نفّذت عملية عسكرية واسعة شاركت فيها القوة الصاروخية وسلاح الجو المُسيّر والقوات البحرية»، مضيفاً أن «تلك العملية نُفّذت بواسطة ثمانية صواريخ مجنّحة و17 طائرة مُسيّرة، وأدّت إلى إسقاط طائرة إف إي – 18 أميركية»، وهو ما اعترف به الجيش الأميركي، زاعماً أن إسقاط الطائرة كان نتيجة نيران صديقة، وأنه جرى إنقاذ طياريها اللذين أصيب أحدهما بجروح طفيفة. وأشار سريع إلى أن العملية أدّت أيضاً إلى انسحاب حاملة الطائرات من موقعها نحو شمال البحر الأحمر، بعد تعرّضها لأكثر من هجوم، مضيفاً أن «الهجوم الواسع نجح في التصدي للعدوان الأميركي – البريطاني وإفشاله»، مجدداً تأكيد الاستعداد للتصدي لأي حماقة أميركية – بريطانية – إسرائيلية خلال الفترة المقبلة.
وكانت «القيادة المركزية الأميركية» اعترفت بوقوع عملية واسعة ضد القطع العسكرية التابعة لها في البحر الأحمر، وزعمت، في بيان، أن قواتها البحرية أسقطت عدة طائرات مُسيّرة وصاروخ كروز مضاداً للسفن، مشيرة إلى أن «التصدي للهجوم البحري الواسع تزامن مع تنفيذ قواتها الجوية الهجوم على صنعاء، والذي طاول مخازن ومنشأة صواريخ وطائرات مُسيّرة وغرفة عمليات». وأكدت مصادر يمنية، من جهتها، لـ»الأخبار»، أن «قوات صنعاء رصدت تشويشاً أميركياً على أنظمة الجي بي أس منذ وقت مبكر من مساء السبت، وهو ما أكّد أن هناك عملية عسكرية واسعة يتم الترتيب لها من قبل العدوان الإسرائيلي – الأميركي – البريطاني، في أعقاب حديث الإعلام العبري عن ترتيبات مشتركة تجري لتنفيذ حملة جوية بين الكيان وداعميه ضد اليمن».
على أن محلل الأمن القومي في مجلة «ناشيونال انترست»، براندون ويشيرت، شكّك في الرواية الأميركية، واعتبرها «استخفافاً هائلاً» بالتهديد الذي تشكّله الصواريخ اليمنية. واعتبر أن «مزاعم سقوط الطائرة التي تُعد من الطائرات الحربية الأساسية من الجيل الرابع، بنيران صديقة من بارجة أميركية في البحر الأحمر، لا تُصدّق». ولفت إلى أن «طائرات إف إي – 18، تُعد من أفضل الطائرات الحربية الحديثة في العالم، وهي مجهّزة بقدر هائل من قدرات الكشف والدفاع لتجنّب التعرّض للنيران، ولديها أنظمة تساعد على صدّ الصواريخ الهجومية». وقال: «إننا نكون وصلنا إلى مستوى متدنّ للغاية كقوة عظمى، عندما نعتبر النيران الصديقة أقرب إلى إمكانية التصديق من حقيقة أن الحوثيين ربما أسقطوا إحدى طائراتنا». ومن جهتها، أكّدت وكالة «أسوشيتدبرس» أنه «لم يتضح على الفور كيف يمكن للبارجة غيتيسبرغ أن تخطئ في اعتبار إف إي – 18 طائرة أو صاروخاً معادياً، خاصة أن السفن في مجموعة قتالية تظل متصلة بالرادار والاتصالات اللاسلكية». وعلى مقلب صنعاء، سخر الخبير العسكري المقرّب من وزارة الدفاع، العميد عزيز راشد، في تصريح إلى «الأخبار»، من الرواية الأميركية، مشيراً إلى «وجود تطورات كبيرة في الدفاعات الجوية اليمنية». وقال إن «ما حدث يأتي امتداداً لإسقاط 12 طائرة مُسيّرة أميركية من طراز إم كيو 9، تكلّف الواحدة منها نحو 31 مليون دولار»، في أجواء اليمن خلال الأشهر الماضية. وأضاف أن «الدفاعات الجوية التي تمتلكها صنعاء حيّدت الطائرات المُسيّرة الأميركية وطائرات إف – 15 وإف – 16، في سماء البلاد، واليوم تفرض معادلة جوية جديدة بإسقاط طائرة حديثة من طراز إف إي – 18». وفي تعليق على العدوان الأميركي – البريطاني، وكذلك التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عدوان جديد يستهدف بنى تحتية تابعة يمنية، أكّد وزير خارجية حكومة صنعاء، جمال عامر، أن «أي دولة سوف تساند الكيان الإسرائيلي في العدوان على اليمن ستصبح شريكة فيه وستتحمّل تبعات قرارها»، مضيفاً، في منشور على منصة «إكس»، أن «الأميركيين لم يتعلّموا من أخطائهم السابقة وسيستمرون في حصد الإذلال على أيدي اليمنيين». وفي الاتجاه نفسه، أكّد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، حسين العزي، في منشور مماثل، أن «العدوان الأميركي – البريطاني الأخير على صنعاء سيدفع نحو زيادة الهجمات اليمنية، ويؤسّس لحرب طويلة»، متابعاً أن صنعاء «تتقن هذا النوع من الحروب مهما كانت شراستها». واعتبر «تهديد اليمن لعبة خطرة للغاية. والأسهل وقف الإبادة الجماعية في غزة، لوقف التصعيد اليمني».
وجاءت تطورات أمس، بعد ساعات من تنفيذ قوات صنعاء رابع عملية عسكرية في عمق فلسطين المحتلة خلال أسبوع، حين استهدفت تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» المطوّر. واعترف جيش الاحتلال بفشل كل منظومات الدفاع الجوي التابعة له، بمختلف مستوياتها، في التصدي للصاروخ، معلناً فتح تحقيق في فشل أربع محاولات لاعتراضه. وأسفر انفجار الصاروخ في تل أبيب عن وقوع 16 جريحاً إسرائيلياً، بحسب اعتراف السلطات الصهيونية، فضلاً عن وقوع أضرار مادية جسيمة.
رشيد الحداد