بعد سقوط الأسد.. تهديد استراتيجي وفراغ حدودي وهجمات إسرائيلية على سوريا

عبرت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى الأراضي السورية، وتوغلت إلى ما هو أبعد من المنطقة منزوعة السلاح على الحدود الإسرائيلية السورية لأول مرة منذ 50 عامًا.

وتخلق (إسرائيل) العديد من التبريرات لتواجدها العسكري في سوريا، بعد أن أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا يوضح سبب وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي في سوريا ويزعم أنه مؤقت، حسب صحيفة “(إسرائيل) ناشيونال نيوز”.

فراغ على الحدود

وقال البيان إن انهيار النظام السوري خلق فراغًا على حدود (إسرائيل) وفي المنطقة العازلة التي أنشأها اتفاق فصل القوات لعام 1974، ولن تسمح (إسرائيل) للفصائل السورية بملء هذا الفراغ وتهديد المجتمعات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن انهيار النظام السوري خلق فراغًا على حدود (إسرائيل)، ونشر مؤقت حتى يتم إنشاء القوة الملتزمة باتفاقية 1974 في سوريا.

320 هدفًا في سوريا

في وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه ضرب 320 هدفًا استراتيجيًا في سوريا منذ سقوط نظام الأسد، لتدمير جزء كبير من ترسانة سوريا لمنعها من الوقوع في أيدي القوى الإسلامية والإرهابية.

شاركت أكثر من 350 طائرة مقاتلة تابعة لجيش الاحتلال لتدمير ما يصل إلى 70 إلى 80 في المئة من القدرات العسكرية السورية.

هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي 320 هدفًا من دمشق إلى طرطوس، بما في ذلك الدبابات المتقدمة والطائرات والمروحيات وأنظمة الدفاع الجوي والسفن الصاروخية والصواريخ ومواقع إنتاج الأسلحة ومستودعات الأسلحة وصواريخ سكود والصواريخ المجنحة والصواريخ الساحلية والطائرات بدون طيار وغيرها.

جبل الشيخ

سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ على الجانب السوري من الحدود، بالإضافة إلى العديد من المواقع الأخرى التي تعتبر ضرورية لاستقرار السيطرة على المنطقة.

ويمثل نشر قوات برية لجيش الاحتلال خارج المنطقة منزوعة السلاح في سوريا يمثل تحولًا كبيرًا في السياسة باعتباره أول دخول علني للقوات العسكرية ال(إسرائيل)ية إلى الأراضي السورية منذ اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974 الذي أنهى رسميًا الحرب الأخيرة بين (إسرائيل) وسوريا.

خطر سابق على (إسرائيل)

وقال مسؤولان عسكريان لـ”نيويورك تايمز”، دون الكشف عن هويتهما، إن القوات الجوية ال(إسرائيل)ية كانت تضرب أيضًا خلال عطلة نهاية الأسبوع أهدافًا في سوريا لتدمير الأصول العسكرية الحكومية التي يمكن أن تقع في أيدي قوات الفصائل وتعتبر تهديدات استراتيجية من قبل (إسرائيل).

وقال المسؤولان إن هذه الأصول العسكرية السورية كانت تشكل خطرًا على (إسرائيل) في السابق، وهو ما يمكن أن يتفاقم الآن بسبب الفصائل الذين قد يستولون على السيطرة عليها ويستخدمونها ضد (إسرائيل).

الأسلحة السورية

وقال المسؤولان إن الأهداف شملت مخزونات صغيرة من الأسلحة الكيماوية، وخاصة غاز الخردل وغاز “في إكس”، والتي ظلت في حوزة سورية على الرغم من الاتفاقات السابقة على نزع السلاح.

كما استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بطاريات ومركبات مزودة برادارات تحمل صواريخ دفاع جوي روسية الصنع، فضلًا عن مخزونات من صواريخ سكود، وفقًا للمسؤولين.

حظر التجوال

أعلن أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأحد حظر التجول في خمس قرى سورية في المنطقة العازلة، وأمر السكان بالبقاء في منازلهم حتى إشعار آخر.

ونقلت وسائل إعلام محلية في سوريا عن سكان البلدة قولهم: إن قوات الاحتلال طلبت منهم إخلاء منازلهم بهدف ضم البلدة إلى المناطق العازلة قرب الشريط الحدودي بين سوريا وفلسطين المحتلة.

وأشار السكان إلى أن قوات الاحتلال نفذت عمليات إخلاء قسرية في قرية “رسم الرواضي” بالقنيطرة، بعدما توغلت في عمق يصل إلى خمسة كيلومترات في بعض المناطق.

إعاقة قوات حفظ السلام

توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة “الحرية” في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، في وقت أكد فيه مصدر أممي أن هذه القوات تعيق عمل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان المحتلة.

وفي سياق متصل، ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن الأمم المتحدة أرسلت تعزيزات إلى سوريا عقب توغل القوات الإسرائيلية في منطقة خط وقف إطلاق النار المستمر منذ نحو خمسين عامًا.

انتهاك القانون الدولي

ووفقًا لخبراء الأمم المتحدة، فإن الهجمات الإسرائيلية على سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد تنتهك القانون الدولي، بحسب مجلة “دير شبيجل”.

قال المقرر الخاص للأمم المتحدة لتعزيز حقوق الإنسان، بن شاول، إنه “لا يوجد أي أساس على الإطلاق بموجب القانون الدولي لنزع سلاح دولة لا تحبها، إذا كان الأمر كذلك، فسيكون بمثابة وصفة للفوضى العالمية”.

وأشار شاول إلى أن “دولًا كثيرة لها أعداء يرغبون في رؤيتها غير مسلحة، وأنه أمر غير قانوني تمامًا”.

في غضون ذلك، وصف المقرر الخاص للأمم المتحدة، جورج كاتروجالوس، تصرفات (إسرائيل) في سوريا بأنها جزء من حالة أخرى من الفوضى التي تظهرها (إسرائيل) في المنطقة.

واحتلت (إسرائيل) معظم مرتفعات الجولان السورية عام 1967 ثم ضمتها فيما بعد، وفي عام 1974، أنشأت الأمم المتحدة منطقة عازلة بين الأجزاء التي ضمتها (إسرائيل) والأجزاء السورية من مرتفعات الجولان، وتتمركز قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هناك.

قد يعجبك ايضا